* استـنكـار للجـريمــة و سخـط بيـن السكــان
ساد جو من الاستياء والسخط وسط مواطني ولاية قسنطينة جراء محاولة استهداف مقر الأمن الحضري الثالث عشر بحي باب القنطرة، معبرين عن تضامنهم مع عناصر الأمن، كما تنقل العشرات نحو المستشفى الجامعي للاطمئنان على صحة عنصري الشرطة المصابين في التفجير.
وأعرب، ليلة الأحد إلى الاثنين، العشرات من المواطنين الذين كانوا متواجدين بمحيط مقر الأمن الحضري الثالث عشر بحي باب القنطرة بولاية قسنطينة لحظات قليلة عقب الانفجار عن تضامنهم الكامل مع عناصر الشرطة ومساندتهم لهم في المهام التي يقومون بها في سبيل حماية الوطن والمواطن، و استنكروا بشدة العملية الإرهابية التي استهدفتهم، شاكرين الله لعدم سقوط ضحايا وسط عناصر البذلة الزرقاء، واقتصار الأمر على جروح طفيفة وبعض الخسائر المادية البسيطة، والتي لولا يقظة عناصر الأمن لكانت قد أدت إلى سقوط عدد أثقل من الضحايا سيما وأن مقر الأمن يقع أسفل عمارة تعيش بها عشر عائلات.
التنقل للمستشفى والاتصال بالأمن للاطمئنان على صحة الشرطيين
وشهد المستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس عقب الحادثة بفترة قليلة توافد العشرات من المواطنين من أجل الاستفسار على صحة عنصري الشرطة اللذين أصيبا في الانفجار، حيث تجمع عدد كبير من المواطنين قرب المدخل الرئيسي وبالقرب من مصلحة الاستعجالات الجراحية لمعرفة الحالة الصحية للضحيتين، فيما استقبلت الخطوط الهاتفية بمديرية الأمن عشرات المكالمات الهاتفية من مواطنين من مختلف الأحياء والبلديات للاطمئنان على صحة الشرطيين والتعبير عن تضامنهم المطلق مع جهاز الأمن.
مديرية الأمن بولاية قسنطينة وفي بيان لها صبيحة أمس، عبرت من جهتها عن شكرها وامتنانها العميق للموقف النبيل الذي أبداه المواطنون تجاه العملية التي استهدفت مقر الأمن بحي باب القنطرة، معتبرة أن تنقل العشرات نحو المستشفى الجامعي من أجل زيارة المصابين والمكالمات التي تلقاها المجمع الهاتفي دليل على تضامن المواطنين مع مصالح الأمن وامتنانهم للمجهودات المبذولة من قبل عناصرها في سبيل حماية الوطن وسلامته من كل ما يخطط أو يحاك ضده.
العملية الإرهابية وبحسب بيان لمصالح أمن ولاية قسنطينة، لم تتسبب في أي إصابات عدا جروح طفيفة لشرطيين، وأن الشرطي المكلف بالحراسة تفطن لمحاولة تسلل العنصر الإرهابي لداخل مقر الأمن الحضري الذي يقع أسفل عمارة مأهولة بالسكان، وتمكن من الرمي عليه وإصابته، ما تسبب في انفجار عبوة ناسفة دون إحداث أي أضرار كبيرة.
النصر تصل إلى موقع الانفجار بعد وقوعه بلحظات
وقد استطاعت النصر الوصول إلى مكان الانفجار دقائق قليلة بعد وقوعه، والوقوف على ما حدث بالتفصيل، كما تمكنت من الاستماع إلى روايات عدد من المواطنين الذين كانوا بالقرب من الموقع الذي كان مراقبا بالكامل من طرف عناصر الأمن وأعوان الدرك الوطني، مع انتشار كبير لعناصر الأمن بالزيين المدني والرسمي من أجل توجيه حركة المرور والمواطنين، وغلق كافة المنافذ المؤدية إلى مقر الأمن.
وقبل وصولنا لحي باب القنطرة مررنا بحاجز أمني عند مدخل جسر سيدي راشد وبالضبط بمحاذاة مقر الأمن الحضري الخامس عشر، حيث كان عناصر الأمن يقومون بمراقبة راكبي المركبات بشكل دقيق وسريع دون التسبب في تعطيل حركة المرور، كما وقف عدد من عناصر الشرطة في نقاط متفرقة وهم على أهبة التدخل في حال وقوع أي حادث أو ملاحظتهم لأمر مريب، وقد مررنا كسوانا من مرتادي الطريق بسلاسة.
وبمجرد وصولنا إلى نقطة الدوران المقابلة للمدخل الرئيس لمحطة القطار بحي باب القنطرة حتى صادفنا رجلي أمن بزي التدخل يوجهان حركة المرور في اتجاه طريق الكورنيش، مانعين بذلك أي مركبة من صعود المحول المؤدي إلى حي باب القنطرة مرورا على مقر سونلغاز والأمن الحضري الثالث عشر، حيث أكملنا الطريق مشيا على الأقدام شأننا في ذلك شأن عشرات المواطنين.
وعند بلوغنا الممر العلوي منعنا أحد عناصر الشرطة من التقدم أكثر وحاول توجيهنا عبر المعبر لداخل الحي أو العودة من حيث أتينا، وما إن أفصحنا له عن هويتنا سمح لنا بالمرور عبر المحول في اتجاه مقر مؤسسة سونلغاز، وهو الطريق الذي كان خاليا من أي مدني عدا عناصر الشرطة وأعوان الدرك الوطني، حيث واصلنا التقدم إلى غاية المنعطف المقابل لمقر الأمن، وهو آخر نقطة يمكننا الاقتراب منها بسبب وجود شريط يمنع ذلك وضعه عناصر الشرطة العلمية من أجل الحفاظ على مسرح الجريمة ورفع كامل الآثار والدلائل الممكنة.
ورُكن بالمكان عدد كبير من مركبات عناصر الأمن سواء المركبات العادية أو تلك الخاصة بعناصر فرقة البحث والتدخل، إلى جانب سيارتي إسعاف وشاحنة إطفاء تابعة للحماية المدنية، كما كان عدد كبير من عناصر الأمن في المكان، يتحققون من أي شخص يحاول الاقتراب، وهو المشهد الذي لم يتغير رغم بقائنا لفترة بالمكان، علما أننا لم نتمكن من الحصول على أي تصريح من عناصر الأمن والكل تحفظ عن الحديث إلينا لأن الحادثة لم يمر على وقوعها وقت طويل ولا تزال قيد التحقيق.
وفي الجهة المقابلة، كان عناصر الشرطة العلمية بالزي الأبيض يواصلون التقاط الصور لمقر الأمن بعد أن تهاوى الجزء الخارجي للجدار، في حين صمد الجزء الداخلي من الجدار في وجه الانفجار، كما لم تظهر أي علامات رماد عقب الانفجار عدا حطام الزجاج المنتشر في كل مكان، وكذا بعض الحجارة الصغيرة، مع اقتصار الحركة بالقرب من المقر على عناصر الأمن فقط، وقد وقفنا على قيام عنصر أمن بمنع أحد المواطنين من تجاوز الشريط.
شهود عيان يروون اللحظات الأولى للحادثة
بعد ذلك، حاولنا الوصول إلى الجهة المقابلة من مكان تواجدنا، وكان الطريق الوحيد هو العودة عبر ذات المحول إلى غاية الممر العلوي ثم النزول عبر الدرج للوصول إلى حي باب القنطرة، وبالضبط بالقرب من المدخل الذي يشتهر بانتشار عدد من المطاعم للأكل السريع، وقد بدا المشهد مماثلا للسابق، حيث تجمع العشرات من المواطنين على بعد أمتار من الشريط المحدد لمسرح الجريمة، مع انتشار عدد من عناصر الأمن بالزيين الرسمي والمدني، وسط هدوء تام. وواصلنا التوغل داخل الحي إلى غاية وصولنا إلى محطة لغسل المركبات، وكانت هي أقرب نقطة لمقر الأمن تمكنا من وصولها ليلة الأحد، حيث لم يتغير الأمر، وكان المواطنون المتجمعون يعبرون عن استيائهم لما وقع، في حين استطاع أحد شهود العيان أن يروي لنا ما وقع مع التحفظ على اسمه، إذ أنه قبل لحظات قليلة من وقوع الانفجار سمع صوتا بالقرب من مقر الأمن رجح أنه يعود لعنصر الشرطة ينادي فيه بقوة «لا تقترب، إبق بعيدا» وبعدها سمع صوت انفجار مدوٍ، ليتقدم إلى جانب عدد كبير من المواطنين أغلبهم شباب إلى الموقع أين شاهد عنصر الأمن جالسا على الأرض وقد بدا أنه لم يكن يسمع ما يدور من حوله بسبب قوة الانفجار، في حين كان الشرطي الثاني يعاني من جروح على مستوى الوجه.
وتابع محدثنا تصريحه، أنه وعند هذه اللحظة حاول بعض عناصر الأمن كانوا بالقرب من المكان إبعادهم وذلك من أجل الحفاظ على مسرح الجريمة، وتخوفا من واحتمال وقوع انفجار آخر، معتبرا أن جميع الحاضرين كانوا تحت الصدمة ولم يستوعبوا ما وقع إلى غاية وصول الفرق الأولى لعناصر الأمن والحماية المدنية لإسعاف الضحايا، فيما ساد خوف لدى بعض العائلات التي غادرت منازلها، لكون أفرادها لم يعرفوا بعد سبب الانفجار أو مكانه بالتحديد، وهي نفس الرواية التي كررها لنا أكثر من خمسة أشخاص آخرين، كما صرح أحد السكان أن التيار الكهربائي من شدة الانفجار انقطع لحوالي ثانيتين قبل أن يعود مجددا، لنغادر بعد ذلك الحي تاركين الوضع على حاله.
حركة عادية بحي باب القنطرة في الصبيحة
ومع الساعات الأولى لصباح أمس، عادت النصر إلى موقع الانفجار، أين بدا المشهد أكثر هدوءا من الليلة السابقة، مع انتشار أقل لعناصر الأمن، فيما كان المواطنون يمارسون حياتهم بطريقة عادية، مع تجمع عدد قليل من الفضوليين والأطفال لمراقبة الروتوشات الأخيرة على أشغال الترميم التي خضع لها المقر في ساعات الفجر الأولى، مع إعادة طلاء كامل للجدار الخارجي إلى جانب تغيير للحواجز الإسمنتية التي كانت بالقرب من المصلحة، كما ساد جو من الارتياح وسط المواطنين لعدم نجاح العملية ونجاة عناصر الأمن.
كما تنقلنا نحو المستشفى الجامعي من أجل الحصول على معلومات أدق حول طبيعة الإصابات التي تلقاها عنصرا الشرطة ليلة أمس، وبعد أن تعذر علينا الحصول عليها من القنوات الرسمية، كشف مصدر طبي للنصر، أن الجروح كانت طفيفة جدا، واقتصر الأمر على إصابة بسيطة في الوجه بالنسبة للشرطي الأول في حين أن العنصر الثاني كان في حالة صدمة فقط، وقد حصلا على الرعاية الصحة الكاملة من قبل الأطباء المناوبين قبل أن يسمح لهما بالمغادرة مباشرة.
عبد الله بودبابة
وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح
التحــريـــــات و عمليـــــة التـعــــرف علــــى هـــويـــــة الإرهـــــابـــــي متــــواصـــلـــــة
• وزير الداخلية يشيد بيقظة رجال الأمن و يؤكد تضامنه
كشف وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح أمس، أن التحريات لكشف ملابسات الهجوم الإرهابي الانتحاري الذي حاول استهداف مقرّ الأمن الحضري الـ 13 بباب القنطرة في قسنطينة، و كذلك عملية التعرف على هوية الإرهابي لا تزال متواصلة، مشيرا إلى أن وكيل الجمهورية انتقل إلى عين المكان وأمر بفتح تحقيق.
من جهتها ذكرت وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، أمس الاثنين ، أنه «بتاريخ الأحد 26 فيفري 2017، على الساعة 20سا و30د، حاول إرهابي انتحاري تفجير نفسه باستعمال حزام ناسف داخل مقر الأمن الحضري الـ13 لقسنطينة، إلا أنه وبفضل اليقظة والتدخل الشجاع لعون شرطة كان يزاول مهامه، استطاع هذا الأخير صدّ الإرهابي الانتحاري وإجباره على فك حزامه الناسف خارج مبنى العمارة التي تتواجد فيها محافظة الشرطة». و أشار ذات المصدر إلى أنه «لم تسجل أية خسائر بشرية، ما عدا إصابة شرطيين بجروح خفيفة تم نقلهما على جناح السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية إبن باديس بقسنطينة».
وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها، أن محاولة الاعتداء الإرهابي على مقر الأمن الحضري الـ 13 بقسنطينة «لن تقلل بأي شيء من عزيمتنا و جاهزيتنا للتصدي لكل فعل يرمي إلى المساس بأمن الأشخاص والممتلكات». كما أدانت الوزارة هذا «الاعتداء الإرهابي الدنيء الذي ارتكب في الوقت الذي يتأهب فيه الشعب الجزائري إلى تأدية واجبه الانتخابي بهدف تعزيز وتقوية الأداء المؤسساتي للدولة».
وجددت الوزارة حرصها على «التأكيد أن هذا الاعتداء الإرهابي لن يقلل بأي شيء من عزيمتنا وجاهزيتنا للتصدي لكل فعل يرمي إلى المساس بأمن الأشخاص والممتلكات».
كما أعرب وزير الداخلية و الجماعات المحلية نور الدين بدوي، عن تضامنه مع عناصر الشرطة بعد محاولة الاعتداء الإرهابي على مقر الأمن الحضري بقسنطينة. و أكد الوزير للتلفزيون الجزائري أن كل الأجهزة الأمنية مستعدة و جاهزة للتصدي لكل محاولات المساس بأمن و استقرار البلاد خاصة في الظروف الراهنة. وقال في هذا الصدد «إن هذا الاعتداء يؤكد لنا بأننا مستهدفون كجزائريين من الجماعات الإرهابية التي هدفها الأساسي إرجاع الجزائر إلى الوراء». و أوضح الوزير بأن «مختلف المؤسسات الأمنية واقفة ليلا و نهارا للدفاع على هته الأرض الطيبة، و علينا الحذر لصد كل المحاولات التي هدفها زعزعة الوطن لا سيما و نحن بصدد تحضير العملية الانتخابية المقررة في 4 ماي المقبل
و كانت خلية الاتصال والعلاقات العامة التابعة لأمن ولاية قسنطينة أصدرت بيانا قالت فيه إنه و»تبعا لإحباط عناصر الشرطة العاملة على مستوى الأمن الحضري الثالث عشر بباب القنطرة قسنطينة، بتاريخ 26 فيفري الجاري في حدود الساعة الثامنة وخمس وثلاثين دقيقة، محاولة إرهابية جبانة تمثلت في محاولة تفجير مقر الأمن الحضري الذي خلف إصابة شرطيين اثنين بجروح طفيفة تلقا الإسعافات، فإن مصالح أمن ولاية قسنطينة والمديرية العامة للأمن الوطني تتقدمان بالشكر الجزيل و الامتنان لجموع المواطنين الذين أبوا إلا الاطمئنان على عناصر الشرطة من خلال التوافد الكبير على مستوى المستشفى لزيارتهما و الاطمئنان على صحتهما أو عبر الخطوط الهاتفية للأمن الوطني، وإذ تشيد مصالح الأمن الوطني بهذا الشعور الطيب و النبيل الصادر من مواطني مدينة قسنطينة تجاه شرطتها الذي يؤكد و يثمن كل منجزات ومجهودات مصالح الأمن الوطني، تعرب مصالح الشرطة مرة أخرى، أبدا ودائما عن تمسكها بحماية الوطن والمواطن من كل ما يمكن أن يخطط أو يحاك ضده».
ق و
فـرنســـا تديــــن الاعــــتــــداء
أدانت فرنسا، أمس الاثنين، الاعتداء الإرهابي الذي ارتكب في قسنطينة معربة عن وقوفها إلى جانب الجزائر في مكافحتها ضد الإرهاب.
و صرح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية ، السيد رومان نادال،
بأن « فرنسا تدين الاعتداء الإرهابي الذي ارتكب في قسنطينة في 26 فبراير
و الذي تسبب في إصابة شرطيين بجروح. نتمنى للضحايا الشفاء العاجل».
و استرسل المتحدث قائلا « إن فرنسا تؤكد للسلطات الجزائرية و الشعب الجزائري تضامنها في هذه المحنة «.
ختم رومان نادال قائلا « فرنسا تقف إلى جانبهم في الكفاح الذي يخوضونه بشجاعة و عزيمة ضد الإرهاب». وأج