يُعاين الوزير الأول، عبد المالك سلال اليوم بمركب الحجار للحديد والصلب في عنابة، التجارب الأولية لإعادة تشغيل الفرن العالي رقم 2 المرتبط بالمنطقة الساخنة، بعد 7 أشهر من وقوفه على مدى تقدم أشغال إعادة تأهيل المركب، وتنفيذ مخطط الاستثمار، الذي رصدت له الحكومة ما يقارب مليار دولار بهدف تأهيله و إعادة تحديث منشآته.
ويتوقع التقنيون والقائمون على متابعة تجديد الفرن العالي، استنادا لمصدر مسؤول بمجمع سيدار، تجاوز الصعوبات التقنية خلال الشهر الجاري لتشغيل الفرن بكامل إمكانيته قبل العودة إلى سهر الحديد السائر، وتحريك عجلة الإنتاج من جديد، بعد توقف القلب النابض للمركب عن العمل شهر سبتمبر 2015 لإخضاعه لعملية الصيانة والتحديث .
وشمل تنفيذ مخطط الاستثمار في شطره الأول، تجديد الفرن العالي رقم 2 و وحدة الدرفلة على الساخن والوحدة الأكسجينة، وكذا تجهيزات الطاقة وشبكة اللوجستيكية. وأضافت ذات المصدر بأن شركات الانجاز التي أسندت لها عملية التجديد والصيانة واجهت عدة عراقيل وصعوبات تقنية لم تكن متوقعة، رغم إعداد دراسة دقيقة لوضعية الورشات والمعدات المعطلة، وتحديد احتياجات المركب من التجهيزات، ومن أجل تدارك التأخر بسبب عدم التزام الشركات الأجنبية في البداية بالآجال المحددة، وتأجيل عملية إعادة التشغيل في كل مرة، تدخلت وزارة الصناعة بإيفاد إطارات لدراسة الوضعية، وإيجاد حلول سريعة للرفع من وتيرة سير أشغال التجديد والترميم، خاصة على مستوى الفرن العالي.
كما استنجدت إدارة المركب بخبراء روس لإصلاح مضخات الهواء، ومحركات الطاقة والمياه التي أتلفت خلال إجراء عمليات التجارب الأولية، يتواجدون حاليا داخل المركب في حالة يقظة، من أجل التدخل لدى وقوع أي خلال آو مشكل تقني.
وذكرت مصادرنا بأن الحكومة راهنت على إعادة بعث عملاق الحديد من جديد، كخيار استراتيجي للدولة من أجل الحفاظ على مناصب الشغل، رغم علمها بصعوبة إعادة التجديد من الناحية التقنية، وتحول صناعة الحديد إلى تقنيات جديدة، لا تعتمد على المواد الخام المستخرجة من منجمي بوخضرة والونزة، باعتماد إنتاج الصلب عن طريق الأفران الكهربائية التي تزود بالحديد الصافي المعد للصهر، في شكل حبيبات خالية من الأتربة والشوائب.
ويهدف مخطط الاستثمار الذي رصدت له الحكومة مبلغ 720 مليون دولار إلى رفع قدرات إنتاج الحديد والصلب بمركب الحجار إلى 1.2 مليون طن من الفولاذ السائل سنويا وذلك في آفاق 2017-2018. كما سيُشرع في تنفيذ الشطر الثاني من المخطط بخلق خط إنتاج جديد بتقنية الأفران الكهربائية، ليحقق 2.2 مليون طن من الفولاذ السائل سنويا في آفاق 2020 .
ورافقت عملية إعادة تجديد وحدات المركب تكوين التقنيين والإطارات الذين تم توظيفهم حديثا، بإخضاع نحو 550 عاملا لبرنامج تكوين و رسكلة على مختلف المستويات، من أصل 4100 عامل يجري إدماجهم في مختلف وحدات الإنتاج بعد سنتين من العطلة التقنية.
حسين دريدح
