وُفق وزير الصيد الملغاشي أحمد أحمد في قيادة سفينة الاتحاد الإفريقي عكس الاتجاه الذي كان يرغب فيه الديناصور الكاميروني عيسى حياتو، من خلال إحداثه زلزالا عنيفا داخل قصر الكاف، فأسقط بطريقة استعراضية «الملك» من على عليائه، وأسقط جميع حساباته في التربع على عرش القارة حتى «مماتو».
أحمد أحمد المسلم الفرانكفوني الذي لا يعرفه السواد الأعظم من متتبعي الكرة الإفريقية، لم يحصد نجاحاته الباهرة بضربة حظ، ونجح بعيدا عن الأضواء في حشد أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي لدعمه والرمي «بالديناصور» عيسى حياتو خارج أسوار الهيئة الكروية القارية، بعد قرابة الثلاثة عقود من الهيمنة والأحداث التي ميزتها فضائح الفساد.
كان الغابون آخر مسمار في نعش الإمبراطور الكاميروني
واقترن اسم حياتو بالعديد من القضايا التي تسببت في هز عرش الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وآخرها تحرك القضاء المصري بجر حياتو إلى أروقة المحاكم بسبب قضايا متعلقة بحقوق البث التلفزيوني للبطولات الأفريقية، ومنها كأس أمم أفريقيا 2017 الأخيرة بالغابون، الدورة التي دقت آخر مسمار في نعش الكاميروني، نتيجة منحه الغابون شرف تنظيم النسخة الأخيرة من الكان على حساب الجزائر، في شكل محاباة للرئيس الغابوني علي بانغو الذي تربطه به علاقة، ليتأكد الأفارقة من تسلط رئيس هيئتهم الكروية، بمجرد انطلاق الدورة على ملاعب سيئة تسببت في إصابة العديد من لاعبي المنتخبات المشاركة، لا لشيء سوى لأن رئيس الفاف محمد روراوة «وضع رأسه برأس حياتو» من خلال تلميحه بمنافسته على كرسي الرئاسة، وامتد «بطش» وتسلط الرئيس السابق المعروف بعدم حمله في القلب دول شمال إفريقيا، حيث عاقب المغرب بالحرمان من تنظيم كان 2015 ومعها من المشاركة في الدورة، لمجرد مطالبتها بتأجيل إقامة المنافسة لتفشي فيروس «إيبولا» القاتل.
السيناتور ورئيس الاتحاد الملغاشي السابق أحمد أحمد، لم يقلب الطاولة على عيسى حياتو ويزيحه من قمة الهرم الكروي الإفريقي من فراغ، حيث أنه راهن على عديد الأوراق الرابحة التي لعب معظمها تحت الطاولة، قبل الاحتكام إلى الصندوق، وجعل على رأس رهاناته أصوات اتحاد إفريقيا الجنوبية لكرة القدم «كوسافا»، التي استفاد من دعم رئيسها فيليب تشيانغوا، علما وأنها تضم 14 اتحادا لدول جنوب أفريقيا و زامبيا و زيمبابوي وموزنبيق و أنغولا و مالاوي و ليزوتو والسيشل و بوتسوانا و مدغشقر وسوازيلاند وناميبيا وجزر موريس وجزر القمر.
أنفانتينو ينتقم من حياتو في الوقت المناسب
ووفق ما ذكرته تقارير إعلامية فرنسية عشية الانتخابات إن الاتحاد المصري، أعلن بيوم واحد قبل الانتخابات دعمه للملغاشي أحمد أحمد، واستندت التقارير على مصدر من داخل «الجبلاية» قال لوكالة الأنباء الفرنسية أن مصر ستمنح صوتها لأحمد أحمد، كاشفا بالمناسبة عن وجود تحالف بين مصر والمغرب وجنوب إفريقيا و زيمبابوي وعدد من الدول الإفريقية لمنح الدعم والمساندة لمنافس عيسى حياتو في الانتخابات، حيث تحرك العضو الفاعل هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري، داخل أروقة الكاف وعمل كل ما بيده لإخراج عيسى حياتو من إمبراطوريته التي تربع على عرشها منذ العام 1988.
الطرف المصري الذي تحرك «في الوقت بدل الضائع، كان بإيعاز من الرجل الأول في المنظومة الكروية العالمية السويسري جياني أنفانتينو (رئيس الفيفا) الذي منح دعما غير معلن عنه لمعارض حياتو، بسبب دعم الأخير للبحريني سلمان بن إبراهيم خلال انتخابات الفيفا في فيفري من العام 2016، وأول خطوة لأنفانتينو أن «حرك من وراء الستار» هاني أبو ريدة والتونسي طارق البشماوي رئيس لجنة الحكام بالكاف، ورئيس اتحاد زيمبابوي، فيليب تشيانغو، للإطاحة بحياتو، خاصة مع تزايد فضائحه ودخوله في أزمات شخصية في الفترة الماضية، وكان اختيار رئيس الفيفا للأشخاص ذكيا ومدروسا، حيث أن الرئيس السابق للكاف سعى لقطع الطريق أمام هاني أبو ريدة وحرمانه من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للفيفا وقرر تأجيل الانتخابات لشهر ماي المقبل، لحين انعقاد مؤتمر الفيفا في 11 ماي بالبحرين، كما قرر إحالة رئيس اتحاد زيمبابوي للتحقيق بعدما أعلن دعمه لأحمد أحمد في الانتخابات، وهو القرار الذي وحد جهود العديد من أعضاء الجمعية العامة للكاف ضد حياتو بعدما أصبحت قراراته شخصية لصالح نفسه.
وفي الشق المالي الذي يعد عصب الحرب، تدخلت شركة بريزنتيشن سبورت المصرية، ونجحت في إقناع الكثير من أعضاء الجمعية العامة للكاف بالعمل على الإطاحة بعيسى حياتو، على خلفية أزمات بيع حقوق البث الفضائي لبطولات الاتحاد بأسعار أقل لصالح شركة لاغارديير الفرنسية، في الوقت الذي وعد أحمد أحمد بإلغاء كل التعاقدات التي أبرمها عيسى حياتو.
نورالدين - ت
رئيس الكاف الجديد أحمد أحمد يصرح
كنت واثقا من الفوز على حياتو و سأجري عدة تغييرات
عبر الرئيس الجديد للكونفدرالية الإفريقية الملغاشي أحمد أحمد عن سعادته الكبيرة بفوزه الكبير على الرئيس السابق عيسى حياتو في انتخابات “الكاف”رئيس الكاف الجديد صرح مباشرة بعد الإعلان عن النتائج أمس الأول الخميس: “أنا سعيد للغاية بالفوز برئاسة “الكاف”، لأن هذا الانتصار ليس انتصارا لي فحسب، بل هو انتصار لإفريقيا ككل، و هو فوز الشفافية و فوز لكل من طالب بالتغيير”.و فاجأ أحمد أحمد الجميع عندما أكد بأنه كان واثقا من الفوز على الإمبراطور عيسى حياتو، حيث قال: “لقد توقعت الفوز بالانتخابات، لأن فريق العمل الخاص بي بذل مجهودات جبارة طوال الأيام الأخيرة، سواء مسؤولي اتحاد الكرة في مدغشقر أو المجموعة التي ساندتني”.
و عن برنامجه الجديد، قال الرئيس الكونفيدرالية الجديد في تصريحاته لقناة «بين سبورتس» القطرية: «إنها المرة الأولى التي يقدم فيها مترشح برنامجا واضحا. جئت من أجل التغيير، و هناك عدة أمور لن تبقى على حالها، لكن كل هذا سيمر عبر جمعية عامة استثنائية، و التي سيصادق خلالها الأعضاء على برنامجي و مقترحاتي. المهم أن سياستي ترتكز على تطوير الكرة في إفريقيا بشكل عام، إضافة إلى شفافية التسيير، و إعادة النظر في الأمور المالية، من خلال تطبيق إجراءات صارمة، و بمصطلح أوضح إعادة النظر في الاستثمارات على مستوى الاتحادات». وأشار أحمد إلى أن تهنئة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو له أمر طبيعي، لأن الاتحاد الأفريقي أحد أبناء
«الفيفا».
بورصاص.ر
حصد 34 صوتا مقابل 20
أحمد أحمد ينهي أسطورة حياتو على رأس الكاف
فجر الملغاشي أحمد أحمد مفاجأة من العيار الثقيل أول أمس الخميس، بعدما أطاح بالكاميروني عيسى حياتو من رئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف)، والذي ظل محتفظا بهذا المنصب على مدار 29 عاما، لم يستطع خلالها أحد الإطاحة به لنفوذه وعلاقاته.
وحسم أحمد أحمد ( 57 عاما)، رئاسة «الكاف» خلال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي، التي أقيمت بأديس أبابا في إثيوبيا بواقع 34 صوتا مقابل 20 لحياتو.وتم انتخاب أحمد أحمد رئيسا جديدا، متقدما على منافسه حياتو، الذي يتولى رئاسة الكاف منذ سنة 1988.
ويعد حياتو (70 عاما) آخر الكبار النافذين في عالم كرة القدم، بعد خروج الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني من دائرة السلطة، بسبب الفضائح التي هزت عالم الكرة منذ نحو عامين.
وتوقع مراقبون قبل الانتخابات أن تميل الكفة لحياتو، على الرغم من تأكيد أحمد، في مقابلة صحفية الشهر الماضي. إنه الوحيد القادر على تحدي نفوذ الكاميروني، أحد أبرز المخضرمين على الساحة الكروية العالمية.
وأصبح أحمد أحمد سادس رئيس لـ «الكاف» منذ تأسيسها عام 1957، كما أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم سيرأسه لأول مرة مسير من منطقة جنوب القارة السمراء، بعد أن شغل منصب الرئيس إطارات من مصر وإثيوبيا والسودان والكاميرون.
وكان أحمد أحمد يرأس اتحاد الكرة في بلاده مدغشقر، وعضو باللجنة التنفيذية لـ «الكاف»، وقال إنه يحمل برنامج تغيير الإتحاد الإفريقي لكرة القدم.وسيرأس أحمد أحمد الكاف إلى غاية مارس 2021، وإذا رغب في مواصلة مهامه، وبموجب اللوائح الجديدة لـ «الكاف» يمكن له الترشح لعهدة ثانية وحتى ثالثة.
وسيظل تاريخ 16 مارس 2017 عالقا بأذهان جميع متتبعي كرة القدم الإفريقية، باعتباره يتزامن ونهاية أسطورة حياتو، الذي حكم الاتحاد بقبضة حديدية لفترة قاربت 29 عاما.
ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع نجاح المغمور الملغاشي في وضع حد لمسيرة العجوز الكاميروني المتحكم في جميع دواليب اللعبة الانتخابية، والساعي لمواصلة الهيمنة على الكرة الإفريقية، غير أن وزير الصيد البحري السابق كذب كل التوقعات، وأحدث زلزالا قلب به موازين القوى في القارة السمراء.
أحمد أحمد من مواليد 30 ديسمبر 1959، ولإسمه قصة غريبة، حيث اعتنق الاسلام فطردته قبيلته وتبرأت منه، وحرمته من لقبها ليسمي نفسه أحمد. درس رئيس الكاف الجديد الحقوق، وتلقى تعليمه العالي بجامعة كلود بيرنارد ليون بفرنسا، ولكنه طور من نفسه بالحصول على بعض الدرجات العلمية في التسويق الرياضي والإدارة الرياضية، ورخصة التدريب، وإدارة الرياضة، تخصص إدارة المنظمات الرياضية.
أحمد أحمد يتولى رئاسة اتحاد مدغشقر لكرة القدم منذ العام 2003، وله خبرات في مجال حقوق البث بحكم عضويته للاتحاد الدولي للسينما والتلفزيون الأرضي منذ عام 2000، وتولى رئيس الكاف الجديد عدة مناصب من بينها رئاسة اللجنة الأولمبية في مدغشقر وعضوية اللجنة المنظمة لكأس الأمم الإفريقية، ورئاسة لجنة الاستئناف بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وعضوية اللجنة التنفيذية بالكاف، ويجيد التحدث والكتابة بلغات مدغشقر والفرنسية
والانجليزية.
مروان. ب
بقي تحت جلباب حياتو فخسر الرهان
نهاية "دراماتيكية" لمسيرة روراوة في مختلف الهيئات الكروية
وضعت نتائج انتخابات تجديد المكتب التنفيذي للكاف، نقطة النهاية لمسيرة محمد روراوة على مستوى هذه الهيئة، بعد 76 ساعة من ترسيم عدم ترشحه لعهدة أخرى على رأس الفاف، لتكون بذلك خاتمة المشوار «دراماتيكية»، لرجل كان قبل سنتين مرشحا على الورق لإزاحة حياتو من على عرش الكرة الإفريقية، لكن المعطيات تغيرت، فوجد حامل راية تمثيل الجزائر في الهيئات الكروية على الصعيد الدولي، مجبرا على الخروج عبر أضيق الأبواب، رفقة العجوز حياتو.
خسارة روراوة معترك انتخابات الكاف، جاءت بنتيجة فاجأت المتتبعين، لأن الاكتفاء بنيل 7 أصوات فقط، مكن منافسه المغربي فوزي لقجع من الحصول على صوت الأغلبية الساحقة بحصده 41 صوتا، ليتلقى الرئيس السابق للفاف الضربة القاضية، بعد تراجع شعبيته في القارة السمراء، إلى درجة لم يعد يحظى بدعم الجناح الذي كان في مارس 2004 قد ضمه إلى الصف، ومنحه الضوء الأخضر لدخول قصر الكاف كعضو في المكتب التنفيذي.
خروج روراوة من الكاف، وإن فاجأ الكثير من المتتبعين فإنه كان شبه منتظر، لأن المعطيات كانت واضحة، ونشاط «الكواليس» رسم معالم التغيير، بعد اقتناع أصحاب القرار بالقارة السمراء، بضرورة مسايرة الركب، وتبني مشروع الثورة الكبيرة التي حدثت في الساحة الكروية العالمية منذ جوان 2015، والتي أسقطت الكثير من رؤوس الفساد، انطلاقا من الفيفا، مرورا بالإتحاد الأوروبي، وصولا إلى إفريقيا، و روراوة كان ضمن الجناح المحسوب على حياتو، ما جعله يدرج ضمن قائمة ضحايا «عاصفة التغيير» الشامل، التي هبت على أركان الإتحاد الإفريقي في الطبعة 39 من الجمعية العامة للكاف.
تجريده من عضوية الفيفا بداية النهاية
هذه المعطيات كانت بمثابة إحدى حلقات مسلسل النهاية «الدراماتيكية» لروراوة، لأن المعني عاش أسوأ أسبوع في حياته، خاصة في ما يتعلق بالشأن الكروي، كونه قرر بعد «سيسبانس» كبير عدم الترشح لعهدة أخرى للفاف، رغم التزكية العلنية التي حظي بها من طرف الأغلبية الساحقة لأعضاء الجمعية العامة، وكأنه اقتنع بأن الكرة الجزائرية أصبحت بحاجة إلى دم جديد، لكنه كان يراهن على مقعده في الإتحاد الإفريقي، سيما وأنه أجبر على التنازل عن منصبه في الفيفا بعد عهدة واحدة، وقد منع من الترشح في الفيفا بسبب «تمرده» على حياتو سنة 2015، حيث أصبح من المغضوب عليهم من طرف العجوز الكاميروني.
حسابات روراوة سقطت في الماء بمجرد أن دقت ساعة الحقيقة، لأنه كان يراهن على شعبيته في أدغال القارة السمراء لكسب الرهان، دون القيام بحملة انتخابية كبيرة، بدليل حضوره المحتشم في «كان» الأواسط بزامبيا، فيما قام منافسه على مقعد تمثيل منطقة شمال القارة فوزي لقجع بحملة «شرسة»، استهدف خلالها روراوة مباشرة، من خلال الإلحاح على ضرورة تقييم حصيلة الفترة التي حمل فيها راية تمثيل شمال إفريقيا في المكتب التنفيذي على مدار 12 سنة، فضلا عن انضمامه إلى تحالف يتشكل من 35 اتحادا، كان مخططه الرئيسي تنحية حياتو وجماعته، كما ظل روراوة بعيدا عن الأضواء في الآونة الأخيرة، على خلفية «النكسة» التي لحقت بالكرة الجزائرية في دورة «كان 2017»، والتي جعلته يجلس على كرسي قاذف محليا، بتصاعد موجة الغضب عليه، ما انعكس بصورة مباشرة على وضعيته القارية، وتسبب في «برودة» حملته الإنتخابية لعضوية «الكاف».
ملف تنظيم «كان 2017» وضعه على هامش تركيبة الكاف
وإن كان روراوة قد خرج على مضض من الساحة الكروية محليا وقاريا، فإن مؤشرات هذه الانتكاسة كانت قد ارتسمت قبل نحو سنتين، لأن شعبيته كانت قد بلغت الذروة في بداية سنة 2014، لما نجح الخضر في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل، وهو الإنجاز الذي تحقق و روراوة يشغل منصب عضو في المكتب التنفيذي للفيفا، إضافة إلى نيابة الإتحاد الإفريقي، وتكهرب الأجواء مع عيسى حياتو في تلك الفترة، جعل المتتبعين يدرجون روراوة في خانة الرجل الأنسب لقيادة الانقلاب الكفيل بتحرير الكرة الإفريقية من قبضة حياتو، مع تحديد الجمعية الانتخابية لدورة 2017 كموعد مناسب لتنفيذ هذا المخطط، لتكون عواقب هذه الحرب الباردة، حرمان الجزائر من شرف تنظيم دورة «كان 2017»، في اجتماع الهيئة التنفيذية للكاف يوم 07 أفريل 2015 بالقاهرة، أين صفع حياتو كل الجزائريين، وفضل إهداء هذه الدورة للغابون على حساب ملف الجزائر.
الوفاء لحياتو أبطل مفعول الحرب الباردة وألحقه بضحايا التغيير
هذه القضية تزامنت ومخطط تجريد روراوة من مقعده في المكتب التنفيذي للفيفا، لأن حياتو أجبره على عدم الترشح لعهدة ثانية، بغية فسح الطريق أمام التونسي طارق البوشماوي، لكن عاصفة حرب الفساد التي هزت أركان أعلى هيئة كروية عالمية في جوان 2015 لم تمس روراوة و حياتو، رغم أنهما كانا من بين أبرز «رجال» العجوز السويسري بلاتير، لتندلع حرب «الكواليس» بينهما، مع تزايد الحديث عن مشروع ترشح روراوة لرئاسة الكاف، ومنافسة عيسى حياتو على عرش «الإمبراطورية»، الذي ظل يحتكره لنحو 4 عقود، ولو أن الواقع أظهر بأن الجزائري الوحيد في المكتب التنفيذي للكاف، ظل من المحسوبين على جناح حياتو، وحسابات ترشح روراوة لرئاسة الكاف لم تتعد حدود الجزائر، كون المعني من أوائل المزكين للتعديلات التي طرأت على قانون الترشح لرئاسة الكاف، خلال الجمعية العامة المنعقدة في جويلية 2016، بعدما ساهمت الجزائر في تمديد فترة «إمبراطورية» حياتو لعهدة أخرى، بعد تبني المقترح الذي قدمته كمشروع لتعديل قانون الترشح في سبتمبر 2012، وهي مواقف تسببت في خسارة روراوة لمكانته قاريا، والقوة التي كان يظهر بها محليا، كونه الوحيد القادر على زعزعة عرش حياتو ليست سوى مجرد «وهم» جزائري، لأنه خرج من «جلباب» العجوز الكاميروني، ولم يبادر إلى إشهار أوراقه علنا، كأنه منشق عن «الإمبراطورية» التي قضى فيها 13 سنة متتالية.
فشل روراوة في الاحتفاظ بمقعده في الكاف وخروجه بطريقة مهينة، بالنظر إلى عدد الأصوات. كان بمثابة نقطة النهاية لمسلسل «دراماتيكي»، لرجل لاحت مؤشرات نهايته «محليا»، بعجزه عن ضمان استقرار المنتخب، خاصة على مستوى العارضة الفنية، مرورا بملف تنظيم دورة «كان 2017»، وصولا إلى الإخفاق المدوي في الكان الأخيرة، لتكون عواقب ذلك خروج روراوة من الفيفا، وبعدها ترسيم انسحابه من رئاسة الفاف، لينتهي المسلسل في أديس أبيبا، بفقدان صفة العضوية في الكاف، ليسدل معها الستار على مسيرة انطلقت ذات 8 نوفمبر 2001 بترؤس الفاف، وامتدت على مدار 15 سنة و 128 يوما، تقلد خلالها مناصب راقية في مختلف الهيئات الكروية.
صالح فرطاس
سقوط إمبراطورية العجوز
خرج إمبراطور الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف»، الكاميروني عيسى حياتو أول أمس من الباب الخلفي لهذه الهيئة، التي تعد ثاني أقوى هيئة كروية في العالم بعد الفيدرالية الدولية لكرة القدم «الفيفا»، و هذا بعد سقوط إمبراطوريته خارج أسوار العاصمة المصرية القاهرة، الأخيرة التي ظلت تحصن « الرئيس العجوز» لمدة 29 سنة، و بعد رفع «القوة» المصرية داخل الكاف و خارجها يدها و غلق مظلتها، لتنهار إمبراطورية حياتو بالأراضي الإثيوبية (التي لا يظلم فيها أحد)، ليضطره «تحالف إينفانتينو» للتنازل عن العرش الإفريقي لصالح الملغاشي أحمد أحمد (58 سنة).
هذا التغيير لم يكن من باب سعي الهيئة الكروية الإفريقية و أعضاء جمعيتها العامة إلى تطبيق سياسة تشبيب ، بل الهدف من ورائه النجاح في اقتلاع جذور الإمبراطور حياتو الذي عمر طويلا، إلى درجة تحطيمه الرقم القياسي العالمي في ترؤس هيئة كروية، بتربعه على عرش الكاف لمدة (29 سنة)، علما و أن الرقم القياسي السابق في التربع على العرش، كان بحوزة الفقيد البرازيلي جواو هافلانج، الأخير الذي عمر على رأس «الفيفا» لمدة 24 سنة (1974/1998)، قبل أن يغادر في ظروف مشابهة إلى حد بعيد لظروف رحيل حياتو، بعد أن تحرك لوبي المصالح «رجال المال و الأعمال»، الذي فرض على أعضاء الجمعية العامة التخلي عنه، بعد فتح ملفات الفساد و الرشوة، ما اضطره إلى ترك مقاليد إمبراطورية الفيفا لأمينه العام السويسري جوزيف سيب بلاتير، الذي خلفه إينفانتينو تحت تأثير نفس اللوبي، الأخير الذي كان وراء انهيار إمبراطورية العجوز حياتو، بعدما جعله يحس بخطر الملفات الثقيلة التي تتهمه بالفساد، و هو السيناريو الذي جعل رئيس الكاف يغادر القاعة قبل الشروع في عملية الاقتراع، بعدما أحس بنجاح المخطط الذي وضعه معارضوه، ليخرج الإمبراطور من الباب الضيق.
حميد بن مرابط