نفى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أمس في تصريح للنصر الإشاعات التي تحدثت عن تسبب لقاح الحصبة والحصبة الألمانية في العقم، أو في أعراض أخرى على المدى البعيد كما نفى علاقة هذا اللقاح بالكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن جماعة بوكوحرام كانت وراء إطلاق الشكوك و الإشاعات بشأن هذا اللقاح و منعته في نيجيريا.
وفي تصريح خص به النصر، على هامش لقاء انتظم في قصر الثقافة بالعاصمة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتوحد، جدد بوضياف التأكيد بأنه لا توجد أي مخاطر في عملية تلقيح تلاميذ المدارس والمتوسطات ضد الحصبة والحصبة الألمانية، وقال ‹› إن اللقاحات الموجهة للتلاميذ البالغين بين 6 و15 سنة، سليمة وآمنة ومطابقة لتوصيات المنظمة العالمية للصحة››، نافيا بالمناسبة وجود أي آثار جانبية خطيرة للقاح، خلافا لما أشيع، كما فند الإشاعات التي تحدثت عن تسبب اللقاح المذكور في العقم على المدى البعيد أو في زرقة الأسنان.
وبحسب الوزير فإن ‹› ثمة نية مبيتة لجهات ‹› لم يذكرها للتشويش على عملية التلقيح التي سيتم استكمالها مع الدخول المدرسي القادم ( سبتمبر 2017 )، بعد أن كانت المرحلة الأولى منها قد جرت في الفترة من 06 إلى 15 مارس المنصرم، مضيفا ‹› إننا نتعرض في الجزائر لإشاعات مغرضة تتحدث عن خطر وهمي للقاح المذكور، لتعطيل البرنامج،، مشيرا إلى أن جماعة بوكوحرام كانت وراء إطلاق الشكوك و الإشاعات بشأن هذا اللقاح و تعمل على منعه في نيجيريا بمبررات غير صحيحة، شأنها في ذلك شأن بعض الجماعات المتمردة في جمهورية جنوب السودان››.
وبعد أن أكد عدم تسجيل أي حالة وفاة في أوساط حوالي مليوني تلميذ ممن تلقوا اللقاح من بينهم 1400 تلميذ في ولاية سطيف، أين تحدثت إشاعات مغرضة عن وفاة رضيع بسبب تلقيه لقاح، أشار ممثل الحكومة إلى أن الجزائر تأمل من خلال حملة التلقيح التي باشرتها أن تكون بلدا خاليا من الحصبة والحصبة الألمانية أواخر سنة 2018، مضيفا ‹› من غير المعقول أن تنفق الدولة أموالا طائلة دون التثبت من سلامة اللقاح لذلك على الأولياء عدم الإصغاء إلى الجهات التي تنشر الإشاعات المغرضة››.
و تأتي التصريحات الجديدة لوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للنصر بعد تواصل الجدل بشأن الحملة الوطنية لتلقيح تلاميذ الابتدائية والمتوسطات ضد الحصبة والحصبة الألمانية في ظل تباين آراء أولياء التلاميذ بين متخوف ومتقبل لهذا اللقاح.
وكانت وزارة الصحة ومعهد باستور في غمرة ذلك، قد فندا كل الإشاعات التي دارت حول هذا اللقاح مع نفي أي خطورة على صحة التلاميذ من اللقاح المذكور، وقد أكد مسؤولون بمعهد باستور في أكثر من مناسبة، أن اللقاح وقبل السماح باستعماله خضع لتحليل مراقبة الجودة، ونتيجة التحاليل تشير إلى أن اللقاح لا يشكل أي خطر وينطبق مع المقاييس العالمية.
وكانت وزارة الصحة قد كشفت في ندوة صحفية ، بأنها قد باشرت الخطوات القانونية الأولى لمتابعة المروّجين لمقاطعة حملة التلقيح ضد الحصبة (البوحمرون) والحصبة الألمانية، موجهة أصابع الاتهام آن ذاك في الدعوة غير المؤسسة، لمقاطعة حملة التلقيح، لأطراف سياسية.
من جهة أخرى، أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال إشرافه على افتتاح اليوم الدراسي حول مرض التوحد بمناسبة إحياء اليوم العالمي لهذا الداء الذي يصادف 2 أفريل من كل سنة، عن فتح 17 مصلحة للطب النفسي للأطفال خلال سنة 2017 لضمان متابعة وتكفل أحسن بفئة المصابين بالتوحد عبر القطر، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من أول مخطط وطني للتكفل بمرضى التوحد، الذي جاء كترجمة – كما قال، لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن بعضها اكتسبت خبرة، تؤهلها لأن تصبح مراكز مرجعية.
وأوضح بوضياف بخصوص هذا المخطط الوطني الخاص بالتكفل بالتوحد، الذي تم بعثه خلال سنة 2016، بأنه وبفضل الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة تم رسم خارطة الطريق لهذا البرنامج القطاعي بعد التنصيب الرسمي يوم 18 جويلية الفارط للجنة الوطنية القطاعية التي أسندت لها مهمة متابعة وتطبيق هذا البرنامج، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يرتكز خصوصا على متابعة الوضعية الحالية للمرض التوحد ودعم التكوين بالإضافة إلى بعث دراسات مستقبلية سعيا للوصول إلى ضبط إحصائيات دقيقة حول حجم انتشار المرض، و كشف بالمناسبة عن إطلاق دراسة نموذجية حول هذا المرض بكل من ولايات الجزائر العاصمة والبليدة ووهران وقسنطينة.
وبحسب ما أشار إليه مدير ترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة، الأستاذ محمد شكالي، في تدخله، فقد بلغ عدد الأطفال المصابين بالتوحد المتكفل بهم من طرف وزارة التضامن الوطني والأسرة ‹› 1702 طفل››، ومن طرف وزارة التربية الوطنية 2352 طفل بالإضافة إلى متابعة 4000 طفل من طرف الأطباء النفسانيين وقال أن ما نسبته 20 بالمائة، تقل أعمارهم عن 3 سنوات كما سجلت ذات المصالح 730 حالة توحد من هذه الفئة العمرية خلال الأشهر الأولى لهذه السنة.
ع ـ أسابع