القـوى العظــمى تستغــل الجماعــات الإرهابيــة لزعـزعـة دول السـاحــل و الاستيلاء على ثرواتها
أكد أمس ، الأمين العام لرابطة علماء وأئمة دول الساحل الإفريقي، الجزائري يوسف بلمهدي، بأن الدول الأفريقية تعيش تحديات كبيرة تتمثل في الهجرة غير الشرعية، الإرهاب والمخدرات، مؤكدا بأن مواجهة هذه التحديات يكون بدعم مشاريع التنمية والاستثمار وإحياء الوقف والزكاة بهذه المناطق، وقال بأن المؤسسات الكبرى يجب أن تلعب دورا مهما في هذا المجال من أجل إنقاذ شعوب هذه الدول من الأخطار العديدة التي تواجهها.وأضاف بلمهدي، في مداخلته أثناء الملتقى الدولي الثالث حول الإبداع والتميز في الاقتصاد والتمويل الإسلامي، الذي نظم بالبليدة، بأن إفريقيا تمتاز بتنوع ثقافي واجتماعي وغنية بموارد إستراتيجية كالنفط واليورانيوم، والطاقات المتجددة ، كما ترقد دول جنوب إفريقيا على تلال من الألماس ومقدرات كبيرة في الأرض التي يمكن أن ترفع الإنسان عاليا، في حين فرض على شعوب هذه الدول أن يعيشوا في الفقر.
وأضاف بلمهدي، بأن هناك نظرة من طرف بعض الدول الكبرى، بأن تبقى هذه الشعوب تابعة لها ويفرض عليها اللاأمن وعدم الاستقرار، وقال بأن هذا الأسلوب تعتمده القوى الاستعمارية ومنها فرنسا، مؤكدا بأن أول تحدي تعرفه دول الساحل يتمثل في الهجرة غير الشرعية. وكشف عن تسجيل 6100 مهاجر غير شرعي حاولوا العبور نحو الجزائر في سنة واحدة، وقال بأن حركة النزوح والهجرة التي تعرفها دول الساحل منظمة من طرف جهات تسعى لأن تبقى هذه الأرض خصبة تستغلها جهات معينة تابعة لمن يديرون الصراع في هذه المناطق. وأضاف بلمهدي بأن الإرهاب يعتبر صناعة من طرف الجهات التي تتحكم في ثروات هذه الدول، وما يبرر ذلك حسبه بروز الإرهاب في المناطق التي تزخر بثروات باطنية هائلة كالنفط واليورانيوم، وقال بأن الحركات الإرهابية المسلحة تعتبر آلية من طرف هذه القوى الكبرى لبسط سيطرتها على ثروات هذه الدول، مضيفا بأن الجماعات المسلحة تزرع في العالم العربي والإسلامي كالطفيليات، وقال بأنها صناعة مخبرية استغلت بعض المسلمين غير الواعين بدينهم وبمخططات هذه الجماعات ولهذا هم يدعمون هذه التنظيمات الإرهابية.وفي الإطار ذاته، أوضح بلمهدي بأن دول الساحل تواجه تحدي المخدرات، بحيث بعض الإحصائيات تشير حسبه إلى أن تجارة المخدرات بدول الساحل الإفريقي تقدر سنويا ب20مليار دولار، وقال بأن هذا تحدٍ كبير، وتعتبر تجارة المخدرات حسبه الغطاء الذي يتسلل منه العمل المسلح، مضيفا بأن هناك شراكة بين تجار المخدرات والجماعات الإرهابية المسلحة بدول الساحل.
على صعيد آخر، أوضح بلمهدي بأن معالجة مشاكل هذه الدول التي أصبح يطلق عليها بـ» قوس الأزمات» يكون بدعم مشاريع التنمية والاستثمار وتشجيع الوقف والزكاة، وفي حديثه عن التمويل الإسلامي قال بلمهدي بأن بعض الدول بمنطقة الساحل بدأت تنسجم مع النظام المالي الإسلامي والصناعة الإسلامية، مشيرا إلى أن نيجريا أدرجت صيغة النافذة الإسلامية في أحد بنوكها، كما استحدثت كوديفوار صيغة بنك جائز، وأشار إلى أن التعاملات المالية الإسلامية بهذه الدولة الأخيرة بلغت 224 مليار دولار، كما اعتمدت بنوك بعض الدول الإفريقية صيغة الأكشاك الإسلامية في البنوك التقليدية، داعيا إلى تشجيع هذه التعاملات لما لها من انعكاسات إيجابية على التنمية بمنطقة الساحل الإفريقي.
نورالدين-ع