تركيز على اللقاءات الجوارية لتقليص النفقات و رهان على الوسائط الاجتماعية

"النصر" تزور غرفة عمليات إدارة الحملة الانتخابية بمقر الأرندي
لا تتوقف حركة أعضاء خلية الإعلام بالمقر المركزي للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي هجره منذ انطلاق الحملة الانتخابية جل الأعضاء القياديين، لتنظيم التجمعات واللقاءات الجوارية، بعد رسم خطة محكمة حول كيفية استهداف الناخبين، إذ يتم التركيز بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي باستحداث عشرات الصفحات تسيرها إطارات شابة، للترويج لبرنامج الحزب.
يختفي وراء الهدوء الذي سيطر على مقر الأرندي منذ انطلاق الحملة الانتخابية، حركة دؤوبة لخلية الإعلام التي تضم حوالي 15 مناضلا شابا في صفوف الحزب، أوكلت إليهم مهمة الترويج للمرشحين والإشهار لبرنامج حزب التجمع، وللنشاطات اليومية التي يقوم بها المرشحون وكذا قياديو الحزب، فضلا عن نشر صور التجمعات واللقاءات الجوارية، وهو ما وقفنا عليه خلال تواجدنا بمقر الحزب الكائن ببن عكنون بالعاصمة، الواقع غير بعيد عن المقر السابق لمعهد الحقوق، حيث وجدنا السكون يسود كافة مكاتب المقر المتوزعة على أربعة طوابق، باستثناء مكتب خلية الاتصال، الذي تشرف عليه العضو القيادي في الحزب نوارة جعفر، المكلفة أيضا بتدريب المرشحين على كيفية القيام بمداخلات في الراديو والتلفزيون بالنظر إلى خبرتها في الميدان بصفتها صحفية سابقة، مع اطلاعهم على النقاط الواجب التركيز عليها لشرح البرنامج الانتخابي للحزب، فضلا عن التنسيق مع الهيئة التي تنظم عمليات التسجيل الإذاعي و التلفزي للمرشحين، مؤكدة في تصريح للنصر، أن جميع المرشحين نزلوا إلى الولايات فور انطلاق الحملة، مرفوقين بمختصين في مجال الإعلام، يتقدمهم الأمين العام للحزب  أحمد أويحيى، الذي تنقل تجمعاته يوميا عبر الصفحة الرسمية للحزب في الفايسبوك، مع بث فيديوهات للخطب التي يلقيها على الحضور، في انتظار أن يحل بالعاصمة، وبالضبط بقاعة حرشة بحي بلكور يوم الجمعة المقبل لتنشيط تجمع ضخم، على أن يختتم جولته المراطونية بولاية البليدة يوم 30 أفريل الجاري، مفسرة تراجع الحركية في المقر، بضرورة التركيز على الولايات والمناطق الداخلية والاحتكاك بالمواطنين والاستماع لانشغالاتهم، حيث تم الاتفاق منذ البداية على أن يقتصر نشاط المقر على إدارة خلية الاتصال والإعلام.
ويتم على مستوى المقر المركزي أيضا استقبال تقارير يومية مفصلة حول سير الحملة الانتخابية لكل مرشح تصدر من المداومات الولائية، وشرح المصاعب التي تمت مواجهتها، بغرض معالجتها في حينها، خاصة ما تعلق بالدعم اللوجستي، كما يتلقى رئيس الديوان بالحزب مكالمات هاتفية من القياديين الذين وزعوا على مختلف مناطق الوطن، إلى جانب اتصالات الأمين العام، الذي يعتزم التنقل عبر 48 ولاية، بهدف الترويج لبرنامج الأرندي، الذي يقوم أساسا على تنشيط الاقتصاد وتعزيز دور المرأة وكذا فئة الشباب في كافة مناحي الحياة، مع شرح الوضع الاقتصادي للبلاد بشفافية ووضوح دون إخفاء الحقائق، حتى يتجند الجميع لتجاوز الأزمة، بالعمل والمثابرة.
لا عودة إلى المقر إلا عند نهاية الحملة الانتخابية
وعلى غرار خلية الاتصال الرئيسية الموجودة بالمقر المركزي للأرندي، تم تنصيب خلايا مماثلة بالمقرات الولائية وبالبلديات، إيقانا من هذه التشكيلة  بأن عهد تنشيط الحملة الانتخابية في قاعات مغلقة تتزين جدرانها باللافتات والشعارات الرنانة  قد ولى وانقضى، إذ تكاد تنافس صفحات التجمع الوطني الديمقراطي في مواقع التواصل الاجتماعي، منها التويتر و الفايسبوك العمل الميداني للمرشحين، الذين لن يعودوا إلى المقر المركزي مجددا، إلا عند انقضاء عمر الحملة الانتخابية، لمتابعة مجريات العملية الانتخابية وانتظار النتائج الرسمية، التي تعتقد العضو القيادي نوارة جعفر، أنها ستكون في مستوى التطلعات بالنظر إلى العمل الهام الذي تم القيام به إعلاميا وفي أرض الميدان، مبدية ارتياحها لمجريات الحملة التي سارت لحد الآن دون مواجهة عراقيل يصعب تخطيها، فضلا عن التفاعل الإيجابي مع الصفحات الرسمية للحزب، سواء من قبل المناضلين أو عامة الزوار.
مداومة العاصمة خلية مصغرة عن المقر الرسمي
فوجئنا لدى ولوجنا مداومة العاصمة، التي هي في الواقع المقر الولائي للأرندي، الواقع بمحاذاة البريد المركزي، بالنشاط الدؤوب للمناضلين، حيث استقبلنا رئيس غرفة العمليات، وهو مناضل شاب يعمل يوميا على تنظيم خرجات رأس قائمة العاصمة والعضو القيادي في الحزب شهاب صديق، ولم يتردد في إعطائنا شرحا مفصلا لمجريات العمل اليومي، موضحا أنه في صبيحة كل يوم تتم مراجعة برنامج رأس القائمة والمتضمن الجولات الجوارية والتجمعات الشعبية، كاشفا عن تنصيب 175 مقر مداومة فرعية موزعة على 57 بلدية بالعاصمة، في حين يتم كل يوم سبت ضبط البرنامج الأسبوعي، والاجتماع بالمرشحين ومنسقي المكاتب البلدية، مع تقييم الحصيلة الأسبوعية، ورفع تقرير يومي للمقر المركزي بخصوص الالتزام بالبرنامج الانتخابي وبما تم القيام به، كما يتم التنسيق أيضا مع فريق إعلامي يصاحب رأس القائمة في خرجاته الميدانية، مؤكدا أن كل منسق بلدي هو مدير للحملة الانتخابية على مستواه.
ويحوز مكتب العاصمة أيضا على صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، يتم تسييرها من قبل مناضلين شباب لهم دراية شاملة بالتكنولوجيا الحديثة، وهم ينشطون بالموازاة مع المرشحين، بهدف رفع نسبة المشاركة في الانتخابات وكذا تحفيز الناخبين على التصويت لصالح الأرندي، ويتم على مستوى المداومة الولائية  كذلك استقبال المؤيدين والمتعاطفين مع الحزب.
النقل الجماعي  لترشيد النفقات والسكن والشغل
من مطالب الناخبين الشباب
وبشأن المصاريف اليومية للحملة الانتخابية، أكد «شهاب صديق» أنها معقولة ولا تكلف كثيرا، بالنظر إلى اعتماد وسائل النقل الجماعي على مستوى العاصمة، حيث تمت الاستعانة بالميترو للتنقل عبر أحياء الولاية، من بينها الحراش وباش جراح وحي البدر وغيرها، مع التركيز كثيرا على العمل الجواري، كاشفا أن احتكاكه بالشباب لم يكن مهمة عسيرة، بالنظر إلى خبرته في المجال، فضلا عن كونه أضحى معروفا بين العديد من مناطق العاصمة، إذ سبق وله وأن شغل منصب رئيس بلدية القبة، مؤكدا أنه تمكن من الاستماع إلى انشغالات الشباب، الذين طالبوا بالسكن والعمل، وبرفع هذه المشاكل إلى القطاعات المعنية بعد أن يتمكنوا مجددا من دخول الغرفة السفلى للبرلمان، في حال نجاحهم في الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم 4 ماي المقبل، وهي نفس المشاكل المعبر عنها تقريبا في الولايات، على حد قوله.
لطيفة/ب