نصف موائد الإفطار يستفيد منها الرعايا الأفارقة
ساهم المساجد في العمل التضامني بشكل فعال إلى جانب الجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان، عن طريق تنظيم موائد الإفطار وتوزيع الإعانات الغذائية، ويشكل الرعايا الأفارقة وكذا اللاجئين السوريين أهم المستفيدين من نشاط المساجد، الذي يتضمن أيضا توزيع قفة رمضان على المعوزين.
وأكد الأمين العام لنقابة الأئمة جلول حجيمي أن المساجد تقوم بالتنسيق مع الجهات الإدارية وكذا البلديات والهلال الاحمر الجزائري من أجل توسيع العمل التضامني في شهر رمضان، وكذا ضبط قائمة المعوزين حتى تذهب الإعانات إلى مستحقيها، من خلال لجان تقوم بعمليات التحري على مستوى الأحياء، مؤكدا أنه منذ بداية الشهر الفضيل شرعت مجمل المساجد في إفطار الصائم، عن طريق توفير المياه المعدنية وبعض المواد الغذائية، إلى جانب جمع المساعدات لتوزيع قفة رمضان بداية من الاسبوع الأول لرمضان، ويتم إيصالها إلى كل بيت محتاج في سرية تامة بهدف حفظ كرامة المعوزين، وسجل المصدر تراجع مساهمة الأفراد في دعم النشاط الخيري على مستوى المساجد مقارنة بالمواسم السابقة، مرجعا ذلك إلى الظرف الاقتصادي الذي تعرفه البلاد، وكذا لسياسة ترشيد النفقات التي تبنتها الكثير من الأسر من أجل التحكم في ميزانيتها، ومواجهة ظاهرة ارتفاع أسعار التي مست الكثير من المواد ذات الاستهلاك الواسع.وتحاول المساجد وفق ذات المصدر استقطاب المحسنين وجمع الإعانات، التي تكون غالبا عبارة عن مواد عينية يتم توزيعها مباشرة على الفقراء، مع تفادي قدر الإمكان جمع الأموال، لأنها تتطلب القيام بجملة من الإجراءات الإدارية المعقدة لتحديد مصادرها ووجهتها، في حين كشف الأستاذ مراد خيشان وهو إمام بمسجد الوئام بالعاصمة أن حوالي نصف المستفيدين من موائد الإفطار التي تم الشروع في تنظيمها من قبل المساجد لفائدة المحتاجين والفقراء وكذا عابري السبيل هم من اللاجئين الأفارقة، وبدرجة أقل الرعايا السوريين، الذين يستفيدون أيضا من وجبة السحور، موضحا أن الرعايا الأجانب يستفيدون فقط من موائد الإفطار، في حين ستوزع كسوة العيد على الأسر الجزائرية الفقيرة، كما يقبل على موائد الإفطار فقراء الحي وعمال الورشات وكذا عابري السبيل.وتقوم المساجد أيضا بتوزيع وجبات ساخنة على الأسر الفقيرة، استنادا إلى قوائم مضبوطة يتم إعدادها تحت إشراف الأئمة واستعانة بشهادات سكان الحي، بهدف استقطاب المحتاجين الحقيقيين وتفادي التلاعبات، علما أن القائمة يتم تحيينها سنويا، كما يتم عادة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان تجنيد المحسنين لجمع عدد هام من المواد الغذائية وتوزيعها على المعوزين، وتجري العملية تحت مراقبة صارمة من وزارة الشؤون الدينية التي وضعت من مجموعة من الضوابط لتنظيم العمل الخيري، وفق تأكيد الإمام والأستاذ مراد خيشان، إذ يتم التقدم أولا بطلب لدى مصالح البلديات لفتح مطاعم عابري السبيل، التي تخضع لمراقبة مصالح المختصة، من أجل ضمان شروط الصحة والنظافة. وبحسب مسؤول نقابة الأئمة فإن الأسبوع الثاني من شهر الصيام سيستغل لجمع التبرعات الخاصة بقفة العيد، التي ستشمل مواد غذائية متنوعة ولوازم الحلويات التقليدية، كما ستسهر المساجد على اقتناء لباس اليتيم، عن طريق إعانات المحسنين الذين يقومون بأخذ المقاسات واقتناء ملابس جاهزة لفائدة أبناء الفقراء، حتى يشعروا بفرحة العيد على غرار جميع الأطفال، ثم تتفرغ بعدها المساجد لجمع زكاة العيد التي لا تقل قيمتها الإجمالية سنويا عن 400 مليار سنتيم وفق تأكيد الأستاذ فارس مسدور، نسبة 30 إلى 40 بالمائة منها فقط توزع عن طريق المسجد، في حين تتجاوز قيمة زكاة المال 3 ملايير دولار، وفق دراسة تم إعدادها مؤخرا، تم إيداع 140 مليار سنتيم منها فقط في صناديق الزكاة التابعة للمساجد.ويطالب الأئمة بتوسيع مجال النشاط الخيري للمؤسسات المسجدية، لتخفيف الضغط الاجتماعي، وتحقيق الاستقرار والأمن، إلى جانب ما تقوم به من ضمان مصاريف العلاج والأشعة لصالح المعوزين واقتناء الأدوية وتجميعها، وتخصيص منحة للمطلقات والأرامل.
لطيفة/ب