تمكنت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحرس السواحل بعنابة، فجر أمس السبت، من إفشال محاولة للهجرة غير الشرعية لـ 36 حراقا بينهم فتاة تونسية ومعها ثلاثة آخرين، في رحلة مشكلة من فوجين على متن قاربين تقليديين، كانوا بصدد التوجه نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، مستغلين الاستقرار التام لأحوال الطقس المتزامن مع فصل الصيف.
و استنادا لمصدر عليم، نجحت وحدات البحرية في اكتشاف القارب الأول بالمياه الإقليمية في حدود الساعة الرابعة صباحا خلال دورية روتينية، كان على متنه 19 فردا، قبل أن تتكفل الوحدة العائمة بعملية المطاردة، و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية 12 ميلا بحريا شمال شرق رأس الحمراء. وأضاف ذات المصدر بأن الفوج الثاني يضم 17 «حراقا» بينهم أربعة تونسيين، تم توقيفهم في حدود الخامسة صباحا بوضعية 11 ميلا شمال رأس الحمراء، وذكر المصدر بأن « الحراقة « رفضوا في البداية الانصياع لتعليمات أعوان البحرية، و حاولوا مواصلة رحلتهم، ليخضعوا بعدها للأمر الواقع، و التحقوا جميعا بالوحدة العائمة التابعة للبحرية الوطنية.
و تتراوح أعمار «الحراقة» الموقوفين بين 19 و 45 سنة، وتم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف عناصر الحماية المدنية، قبل مباشرة فرقة الضبطية القضائية التابعة للجيش الوطني الشعبي التحقيق الإداري معهم، و الذي اتضح من خلاله بأن الفوجين يضمان شبانا ينحدرون من ولايات سكيكدة، جيجل، معسكر، الجزائر العاصمة، وخنشلة وكذا تونسيين قرروا خوض مغامرة الحرقة بعد ربط اتصالات مع أشخاص مختصين في تنظيم رحلات الهجرة السرية، مقابل تسديد مبلغ مالية، بحسب معرفة كل شاب بالوسيط في العملية قبل الانطلاق في الرحلة، ويفضلون ولاية عنابة تحديدا للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط لقرب المسافة بينها وبين الجزر الايطالية، إلى جانب خبرة شبكات تهجير البشر في تنظيم الرحلات انطلاقا من سواحل عنابة. كما بينت التحريات أن الفوج الأول انطلق من شاطئ واد بقراط في بلدية سيرايدي في حدود منتصف الليل، والفوج الثاني بدأ مغامرته من شاطئ واد لغلم بشطايبي في حدود الساعة الواحدة صباحا، على متن قاربين بطول 7 أمتار، مزودين بمحركين ميكانيكيين قوتهما 40 حصانا بخاريا، و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات، كانت بحوزة الشبان الحراقة بالزورقين. و استنادا إلى نفس المصدر ينتظر تقديم الموقوفين صباح اليوم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة. تجدر الإشارة إلى أنه تم أول أمس توقيف 36 حراقا بكل من ولايتي عنابة والطارف.وتشير مصادرنا إلى شهر رمضان الحالي، سجلت فيه محاولات كبيرة للهجرة السرية مقارنة بالسنوات الفارطة، دون أن يكون الصيام عائقا للحراقة، والملفت في عمليات التوقيف وجود فتيات وشبان ينحدرون من مختلف ولايات الوطن، وكذا دول مجاورة منها تونس ولاجئين من مالي والنيجر. ورغم عدم الظروف المحفزة للاستقرار في دول أوروبا وفق مصادرنا، وصعوبة التنقل من بلد لآخر، لتشديد ظروف الاحتجاز تمهيدا لإعادة ترحليهم، غير أن الحراقة لا ييأسوا من المغامرة ومعاودة التجربة عدة مرات.
حسين دريدح