مدرب كرة قدم تونسي يحاول الالتحاق بداعش من مطار عنابة
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، عشية أول أمس، بتسليط عقوبة عامين سجنا نافذا، في حق رعية تونسي شاب ينحدر من ولاية الكاف، كان مدربا لكرة القدم بالسعودية، دخل الجزائر عبر الحدود البرية، للسفر على متن رحلة متجهة من مطار رابح بيطاط الدولي إلى اسطنبول التركية، تمهيدا للدخول إلى سوريا والالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي « داعش»، تم توقيفه بالمطار وعثر بحوزته على تسجيل صوتي لزوجته تدعوه للجهاد والثبات. النيابة العامة التمست في حقه عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، عن جناية محاولة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج، مع الإشادة وتشجيع الأعمال الإرهابية، وجنحة مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف، وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج دون مراعاة التشريع الجمركي.
تعود تفاصيل القضية لتاريخ 29 أفريل 2015 عندما تقدم المتهم (ك.م 30 سنة) إلى شباك الخطوط الجوية الجزائرية بمطار رابح بيطاط الدولي بعنابة، لشراء تذكرة سفر للذهاب إلى اسطنبول التركية، حيث لفت انتباه عناصر شرطة الحدود رفقة فرقة البحث والتحري، قيام الرعية التونسي بإجراءات السفر دون حيازته وثيقة تحويل العملة الصعبة التي يصدرها البنك المركزي الجزائري، و التي تسمح له بشراء تذكرة، وهو إجراء خاص بالأجانب، كان يحمل مبلغا ماليا بالعملة الصعبة يقدّر بـ 754 دولارا أمريكيا، ومبلغ آخر بالعملة الوطنية يتجاوز 5000 دج، لم يصرح بها لمصالح الجمارك لدى دخوله التراب الوطني. وبعد الشكوك التي حامت حوله تم اقتياده لمقر الفرقة لتفحص هاتفه النقال، وكذا صفحة الشخصية على الفايسبوك، ليتم اكتشاف تسجيل صوتي بهاتفه يحتوي على وصية تركتها له زوجته، تحثه فيها على الصبر والثبات مع جند الله الذي اصطفاه الله معهم، كما عثروا على رسائل نصية لا تخلو من كلمة الجهاد والدعوة إليه، أرسلها أثناء محادثاته عبر موقع التواصل الاجتماعي. و صرح الموقوف عند سماعه خلال التحقيق الابتدائي، أمام مصالح الضبطية القضائية، بأنه دخل الجزائر عبر المركز الحدودي البري «لاحدادة»، و قصد مباشرة مطار رابح بيطاط الدولي، بعد استعلامه عن وجود رحلة مباشرة من عنابة إلى مطار أتاتورك باسطنبول، وقال المتهم (ك.م) فيما يخص التسجيل الصوتي بأن زوجته هي من قامت بتسجيله أثناء تواجدها بمكة المكرمة لأداء فريضة العمرة، بعد إخبارها بأنه سيتوجه إلى سوريا للجهاد، وأضاف بأنه تأثر برؤية مقاطع فيديو تصوّر عملياتهم الجهادية، ساهمت باقتناعه بفكرة الانضمام إلى صفوف التنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام، ورسخت تلك القناعة لدى لقائه بالمسمى ماجد في الحرم المكي. و أكد خلال جلسة المحاكمة كل الأقوال التي وردت في جميع مراحل التحقيق، وأضاف بأنه حامل لشهادة جامعية في التربية الرياضية فرع كرة قدم، وكان مدربا بالسعودية وبعدها تحول إلى مهنة التجارة.
حسين دريدح