قدم أكثر من 700 مناضل في حزب الحركة الشعبية الجزائرية بقالمة استقالتهم من الحزب أمس الاثنين احتجاجا على ما وصفوه بالانتكاسة التي يعيشها الحزب منذ الانتخابات التشريعية بسبب ما أسموه بالقرارات غير المدروسة و انحصار دائرة اتخاذ المواقف المصيرية الهامة و اقتصارها على جناح موال لرئيس الحزب لكنه لا يمثل كل المناضلين على المستويين المحلي و المركزي.
و قاد عملية الاستقالة الجماعية من مكتب ولاية قالمة عضو المكتب الوطني و المنسق الولائي للحزب و عضو البرلمان نزيه بن رمضان الذي أعلن عن استقالته الرسمية في ندوة صحفية عقدها صباح أمس رفقة عبد الحكيم بطاش العضو البارز بحزب عمارة بن يونس و رئيس بلدية الجزائر الوسطى الذي تنقل إلى قالمة لدعم الحراك الذي يهدف إلى الإطاحة برئيس الحزب من خلال تشكيل ما وصف بلجنة وطنية لتقويم أوضاع الحركة الشعبية الجزائرية بعد الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها القيادة الحالية كما قال منشطو الندوة الصحفية التي انعقدت بالمقر الولائي للحزب بحي 8 مارس وسط مدينة قالمة. و قال نزيه بن رمضان الذي التحق بصفوف الحزب عشية التشريعيات بأنه «بعد دراسة عميقة و متأنية لوضع الحزب على المستوى الوطني و قراراته التي مست القاعدة سياسيا و نضاليا، و في الوقت الذي فازت فيه الحركة بمقعد بالبرلمان بعد جهود مناضلي الحركة و بفضل مصداقيتهم و تفانيهم كان منتظرا من قيادة الحزب العمل على الاستقرار و دعم التجارب الناجحة إلا أن العكس هو الذي وقع بعد أخطاء سياسية لا تليق برئيس حزب تقلد عدة مسؤوليات في الدولة، أول الأخطاء فرض شقيقه في ولاية الجزائر لتخرج الحركة بدون مقعد في وقت كان ينتظر منها 5 مقاعد على الأقل، و الخطأ الثاني عدم قدرة رئيس الحزب على اختيار شخصية لتقلد منصب وزير و ثالث الأخطاء فرض رئيس كتلة برلمانية دون استشارة النواب رغم وجود من يفوقه تجربة وحنكة سياسية ليخرج الحزب خالي الوفاض من هياكل البرلمان».
و أضاف المتحدث بأن القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لولاية قالمة هي المفاوضات التي أجرتها القيادة مع غرباء عن الحزب دون الرجوع للقاعدة النضالية التي تعيش حالة من التململ و عدم الاستقرار الذي قاد إلى موجة من الاستقالات الجماعية مست عضو الكتب الوطني و أعضاء من المكتب الولائي و منسقي 34 بلدية و نحو 750 مناضلا على مستوى الولاية. و من جهته عبد الحكيم بطاش الذي يقود حركة تصحيحية للإطاحة بزعيم الحزب على ما يبدو بأنه ماض في تأليب المناضلين على القيادة الحالية و قيادة حملة الاستقالات عبر الولايات إلى غاية تصحيح أوضاع الحزب و إعادة الكلمة للمناضلين على المستويين المحلي و المركزي. فريد.غ