الشروع في توزيع طرود بقيمة 16 ألف دج على الأسر الفقيرة
أطلق الهلال الأحمر الجزائري حملة تضامنية واسعة لفائدة الأسر المعوزة، لمساعدتها على تحمل أعباء مصاريف عيد الأضحى والدخول المدرسي، إذ تم الشروع منذ 15 يوما في توزيع طرود بقيمة 16 الف دج على كل أسرة فقيرة بالمناطق الحدودية والقرى النائية الواقعة بالهضاب العليا.
أفادت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في تصريح للنصر أن العمل التضامني لهذه الهيئة متواصل على مدار السنة، وفق الاستراتيجية التي تم وضعها سنة 2014، دون الاعتماد على مساعدات الدولة، معترفة بصعوبة الظروف الاجتماعية التي تعيشها الأسر المعوزة بسبب عجزها عن توفير مصاريف عيد الأضحى وكذا الدخول المدرسي، اللذين جاءا متزامنين هذه السنة إذ لا يفصل بينهما سوى بضعة أيام فقط، لذلك قام الهلال الأحمر بتجنيد المتطوعين الذين ينشطون في صفوفه، مع إطلاق حملة تحسيسية واسعة لمد يد المساعدة للفئات الهشة مع المجتمع، وتمكينها من أن تعيش فرحة العيد وأجواء تحضير أبنائها لاستقبال عام دراسي جديد.
وأفادت بن حبيلس أن الهلال الأحمر باشر قبل 15 يوما جمع الإعانات وتوزيعها على الأسر الفقيرة، وكانت البداية بولايات أدرار والأغواط والجلفة وعين الدفلى وغليزان، بتوزيع طرود تتضمن مواد غذائية إلى جانب مستلزمات الدراسة، على غرار المآزر والأدوات المدرسية والمحافظ، بقيمة 16 ألف دج للطرد الواحد، نصف القيمة هي عبارة عن وأفرشة وبطانيات تحسبا لاستقبال فصل الشتاء، مذكرة أن الهلال الأحمر لا يتلقى أي ميزانية من الدولة لتجسيد مخططه التضامني، وهو قرار إرادي تم اتخاذه منذ أن تولت تسيير هذه الهيئة، ويعمل في المقابل على تحسيس الميسورين لمساعدة الطبقات الفقيرة، كما يرفض جمع الإعانات وتخزين المؤونة أو الأموال على مستوى المقرات الجهوية التابعة له، قبل توزيعها على المحتاجين، بل يشرف على مرافقة المتبرعين وتوجيههم مباشرة إلى المناطق التي تحتاج مساعدات إنسانية، كما يدل الخيرين على العائلات التي تعاني ظروفا اجتماعية قاهرة، بهدف ضمان الشفافية في تسيير المساعدات، فضلا عن التوزيع الفوري لكل ما يصله من مواد غذائية أو مساعدات مالية أو مؤونة.
وكشفت رئيسة الهلال الأحمر في سياق متصل أن قافلة التضامن التي انطلقت بداية الشهر الجاري، ستحط اليوم بولاية ميلة ثم خنشلة وبعدها أم البواقي وتمنراست، وصولا إلى المناطق الحدودية التي تحصي عشرات العائلات الفقيرة، وذكرت على سبيل المثال تبسة والطارف وتلمسان بالغرب، ليصل مجموع العائلات التي ستستفيد من الحملة التضامنية إلى 3000 عائلة، مضيفة أنه لحد الآن تم توزيع الطرود على 1500 أسرة، وشددت بن حبيلس أن دور الهلال الأحمر يشمل أيضا نشر الثقافة التضامنية، بتحفيز أفراد المجتمع على التآزر والتعاون ومساعدة الضعفاء، والتجند في حال وقوع كوارث طبيعية لدعم مجهودات الدولة.
وتستعد ذات الهيئة للقيام بحملة إعلامية واسعة عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية تحسبا للدخول المدرسي المقبل تحت شعار « طفل، محفظة، ابتسامة، أمل»، فضلا عن تحريك المؤسسات التربوية لإشراك التلاميذ في مساعدة المعوزين، بالمساهمة في الحملة التضامنية ولو بأبسط الأشياء، كالتبرع بمحفظة أو أقلام أو مآزر وغيرها من مستلزمات الدراسة، حتى تتسع العملية لتشمل أكبر عدد من المحتاجين، وجعلهم يعيشون فرحة استقبال الموسم الدراسي الجديد. وبخصوص عيد الأضحى أكدت المتحدثة أن هذه المناسبة الدينية عادة ما تشهد هبة تضامنية بين أفراد المجتمع، بتوزيع أضاح على اليتامى والفقراء، وكذا كميات معتبرة من اللحوم على الأسر المعوزة، لذلك فضل الهلال الأحمر أن تقتصر المساعدات على المواد الغذائية، نظرا لصعوبة التكفل بعملية شراء أضاح وإيصالها إلى الفئات المحرومة، فضلا عن استحالة توزيع اللحوم على عديد الأسر التي تقطن المناطق النائية والحدودية، بسبب عدم توفرها على أجهزة تبريد لحفظ هذه المواد لفترة معينة وفق تأكيد المصدر، علما أن الهلال الأحمر يعتمد على القوائم التي يعدها الأعيان والأئمة وكذا المجتمع المدني في توزيع المساعدات على مستحقيها.
لطيفة/ب