3 سنوات سجنا لشاب حاول الالتحاق بداعش في سوريا
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا في حق شاب كان على تواصل مع شقيق له في سوريا والمكني « أبو دجانة» للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، عثر بحوزته على مخططات منجزة باليد لصناعة القنابل اليدوية، وخريطة متعلقة بمدن وقرى سورية، تحصل عليها من عنصر يعمل على تسهيل عملية تجنيد الشباب للالتحاق بداعش، يتواجد حالة فرار.
نيابة الجمهورية التمست في حق المتهم الموقوف 15 سنة سجنا نافذا عن جناية الإشادة بأفعال إرهابية، وجناية الانخراط في منظمة إرهابية تنشط بالخارج.
وقائع القضية تعود لسنة 2016 عندما تلقت مصالح الأمن المختصة بعنابة معلومات تفيد بأن المتهم (م.ع.ن 26 سنة) المقيم بمنطقة بوشقوف بولاية قالمة، تلقى جواز سفر وتأشيرة سفر، ومبلغ مالي بالعملة الصعبة من المسمى (غ.هـ) الساكن بالعاصمة للذهاب إلى تركيا، ومنها إلى سوريا للالتحاق بأخيه بسوريا، للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية العراق والشام « داعش»، فتم توقيف المتهم السالف الذكر من طرف الضبطية القضائية، ومن تفتيش منزله تم حجز جواز السفر، وتأشيرة سفر، ومبلغ 200 دولار، وثلاثة هواتف نقالة، و5 شرائح لها، وثلاثة حوامل مغناطيسية مع وحدة مركزية للحاسوب، وطابعة ومخططات منجزة باليد لصناعة القنابل اليدوية، وخريطة متعلقة بمدن وقرى سورية.
وصرح المشتبه فيه أنه تحصل على التأشيرة من وكالة السفر بالجزائر، فتبين عدم وجودها، ثم ادعى أنها توجد بمدينة الحجار، فتبين عدم وجودها أيضا، غير أن التحريات أثبتت أن الوكالة السياحية توجد بوسط مدينة عنابة، غير أن المتهم لم يذهب إليها مطلقا، وثبت من خلال التحقيقات أنه تحصل على التأشيرة من شخص بالجزائر العاصمة، أرسلها له عن طريق سيارة أجرة تعمل عبر خط عنابة الجزائر العاصمة. وأكد المشتبه فيه (م.ق) أنه تحصل على جواز السفر والتأشيرة مع مبلغ 500 دولار، من شخص يدعى عبدو، والساكن بالعاصمة، تعرف عليه بواسطة أخيه فارس، المكني «أبو دوجانة» الموجود بسوريا في صفوف داعش، مضيفا بأنه اتصل بالمدعو طارق مجهول الهوية، وابن عمه (م.ع.ن) عبر موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، وكان المدعو (ب.ب) قد تلقى بدوره مبلغ مالي يقدر بتسعة ملايين سنتيم، عن طريق (غ.م) المكني عبدو، مقابل الانضمام بتنظيم الدولة في سوريا، لكنه تراجع عن الفكر وصرف المبلغ المالي الذي تحصل عليه.
وكشفت التحريات أيضا أن للمشتبه فيه علاقة بالمسمى (م.ي) السكن ببلدية البسباس في ولاية الطارف، البالغ من العمر 21 سنة، وعند سماعه صرح بأنه صديق للمشتبه فيه(م.ع.ن) مند أربع سنوات، ويقضي أوقاته في منزله ويتواصل مع معارف عبر الفايس بوك، ولم يعلم باتصالاته مع أشخاص أجانب، وله صديقة تدعى (ص.ب) ويتصل بها عبر الفايس بوك، وقرر السفر إلى الخارج لنفوره من النظام الجزائري حسب قوله، فتحصل على جواز سفر، لكنه تراجع عن أقواله، وأكد اتصال (م.ع.ن) بأخيه فارس المتواجد بسوريا للجهاد، وكان صديقه (ب.ب) يأتيه لتحضير نفسيهما للذهاب إلى الجهاد في سوريا، وانه لم يبلغ عن ذلك خوفا من تبيعات القضية، ومن المكالمات الهاتفية للمتهم (م.ع.ن) تبين بأن المكني عبدو هو المسمى (غ.هـ) الذي كان على اتصال دائم بينه وبين مقاس عبد النور، إلى غاية حصوله على جواز السفر والتأشيرة والمبلغ المالي، فكانت أخر مكالماته الهاتفية يوم 08 مارس 2015 التاريخ المحدد للسفر.
وأكد المتهم الموقوف أمام هيئة المحكمة بأن شقيقه فارس، ألح عليه للذهاب إلى سوريا للجهاد عبر تركيا، وللحصول على المال، عرفه بالمسمى عبدو مند ثلاث أشهر، قبل القبض عليه، فكان الاتصال بينهما مستمر ليلا، وعلم منه بأنه كان مكلف بتجنيد الشباب الجزائريين للجهاد في سوريا، وتبين من حسابه الالكتروني بأن له اتصالات مع شخص سوري، يدعى "أبو دجانة".
حسين دريدح
