أجمعت الأسرة الرياضية بأن كرة القدم الجزائرية تعيش جملة من النقائص والأزمات، حيث طالبت بالتشخيص الجيد للداء، في محاولة لإيجاد الحلول الناجعة، كما دعت إلى ضرورة إنقاذ كرة القدم المحلية، بعد تراجع مستواها بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، واعتمادها على أسس وآليات قديمة.
وشدد الفاعلون في المحيط الرياضي على ضرورة تضافر الجهود، من أجل إصلاح المنظومة الكروية في أسرع وقت.
و اتفق المشاركون في المؤتمر الخاص بتجديد كرة القدم الجزائرية، على إنقاذها والعمل على تطوير أنظمتها، مع إجراء إصلاح عميق على كافة المستويات. وشهد اليوم الأول من أشغال الندوة، التي احتضنتها قاعة المؤتمرات بنادي الصنوبر صبيحة أمس حضور كل الأسرة الكروية الجزائرية، حيث وجهت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) الدعوة لوزير الشباب و الرياضة الهادي ولد علي، و رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف، و رؤساء الأندية المحلية و المدربين، بالإضافة إلى مدربين و لاعبين سابقين، دون نسيان بعض محللي القنوات التلفزيونية و الصحفيين. كما حضر لاعبو جيل الثمانينات بقوة في هذه الندوة، يتقدمهم فرقاني و معوش، حيث قدموا آراءهم بخصوص الكرة الجزائرية، بغية الاستفادة من خبرتهم الواسعة.
وألقى وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، كلمة الافتتاح، مؤكدا على ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل، التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية، التي لن ترى النور، إذا ما استمرت الأوضاع على حالها، و قال ولد علي في هذا الخصوص: «يجب أن تكون هذه الندوة فرصة لإعادة بعث كرتنا، خاصة و أن السلطات العليا في البلاد لديها رغبة كبيرة في وضع أسس احترافية لكرة القدم، الدولة خصصت قطعا أرضية لإنشاء مراكز تكوين، والمساهمة في وسائل النقل، ومنح إعانات للأندية المحترفة، وهذا دون نسيان الهواة، وكل هذا من أجل القضاء على الأسس والآليات القديمة»..
بالمقابل أشاد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي بالحضور الفاعل لكافة الأطراف الرياضية، مبديا استعداداه لوضع كافة الخلافات جانبا، من أجل إصلاح المنظومة الكروية، كما طالب رئيس «الفاف» بضرورة الإسراع في إيجاد مكمن الخلل، والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مضيفا بأنه من المستحيل التوصل إلى حلول دون مشاركة السلطات العمومية والشركات الاقتصادية والجماهير ووسائل الإعلام. رئيس الفاف اعترف بأن الكرة الجزائرية أصبحت عاجزة عن تقديم لاعبين مميزين بسبب غياب التكوين القاعدي في الأندية.
كما أشار الرجل الأول في بيت «الفاف» إلى أن كرة القدم في الجزائر تحتاج إلى التجديد، وإعادة تنظيم كافة الأمور في أقرب وقت ممكن، إذا ما أرادت أن ترى النور، وأعرب زطشي عن تفاؤله بعودة كرة القدم الجزائرية للواجهة في المستقبل القريب، وقال رئيس الفاف في هذا الخصوص:» ندوتنا ستكون بمثابة انطلاقة جديدة لكرتنا، وعلينا الاعتراف بأننا نعيش جملة من الأزمات والنقائص تتطلب تشخيص الداء، وإيجاد حلول ناجعة، كما اننا في أمس الحاجة لهذه الوقفة، لأننا نعيش واقعا مريرا، وأصبحنا عاجزين عن تكوين لاعبين موهوبين بصفة منتظمة، علينا أن نستدرك الأمور، لأننا نسير بكثير من القوانين الكروية التي تجاوزها الزمن، ويجب إصلاح الأمور سريعا».