تسببت هزة أرضية بلغت شدتها 05درجات على سلم ريشتر ضربت ولاية البليدة ليلة أول أمس في حدود الساعة العاشرة ليلا، في إصابة شخصين نتيجة الهلع والفزع وتسجيل تشققات خفيفة في عدد من المنازل.
وحسب مصدر من الحماية المدنية فإن مركز الهزة حدد على مستوى 04 كيلومترات جنوب غرب بلدية وادي جر، على بعد حوالي40 كيلومترا غرب عاصمة الولاية، كما شعر بالهزة سكان الولايات المجاورة بالجزائر العاصمة، المدية، عين الدفلى، وتيبازة، وفي السياق ذاته سجلت مصالح الحماية المدنية انهيار الصخور على مستوى الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين وادي جر وبومدفع، إلى جانب انهيار جزئي لسقف منزل قديم بحي النسيسة ببلدية بومدفع بولاية عين الدفلى المحاذية لبلدية وادي جر.
عاش سكان بلدية وادي جر غرب البليدة ليلة بيضاء أول أمس نتيجة الهلع الذي تركته الهزة الأرضية القوية، بحيث مباشرة بعد الزلزال تجمهر عشرات المواطنين بمركز البلدية وسط صدمة كبيرة لقوة الهزة التي أعادت إلى أذهانهم زلزال حمام ملوان في سنة2014، وزلزال بومرداس في سنة 2003.
وفي الوقت الذي فضل فيه البعض العودة إلى منازلهم ساعات قليلة بعد الزلزال وسط حذر كبير من وقوع هزات ارتدادية أخرى قد تكون قوية وتقع الكارثة، فضل آخرون البقاء لساعات الصباح خارج منازلهم وتحملوا برودة الطقس على العودة إلى المنازل التي قد تنهار على رؤوسهم، خاصة سكان حي 1200مسكن، الذي غادرته عشرات العائلات وفضلوا البقاء في الشوارع على العودة للمبيت في شققهم نتيجة الرعب الذي خلفه الزلزال، خوفا من وقوع هزات أخرى، كما شهد هذا الحي تدافعا كبيرا في سلالم العمارات التي يبلغ عدد طوابقها 16 طابقا، و بذلك لم يكن الوقت كافيا للفارين من استعمال المصاعد الكهربائية وفضلوا النزول على الأقدام وسط تدافع كبير، ولحسن الحظ لم تسجل إصابات في أوساط سكان هذا الحي نتيجة التدافع باستثناء حالات الهلع والرعب.
الفايسبوك يلتهب بخبر الزلزال دقائق بعد وقوعه
التهب موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك بخبر وقوع زلزال دقائق فقط بعد الهزة، خاصة من طرف المواطنين المقيمين بالبليدة وضواحيها، وكانت جل التعليقات تتحدث عن وقوع زلزال قوي، دون تحديد موقعه، إلى أن أصدرت مصالح الحماية المدنية بالبليدة بعد نصف ساعة من وقوعه بيانا عبر صفحتها على الفايسبوك تتحدث عن وقوع زلزال بقوة 05 درجات وحدد مركزه بغرب بلدية وادي جر، وطمأنت الحماية المدنية السكان بعدم تسجيل خسائر مادية أو بشرية.
ومباشرة بعد صدور هذا البيان من طرف الحماية المدنية تناقلته القنوات التلفزيونية الخاصة والمواقع الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، في حين قبل صدور بيان الحماية المدنية، كانت كل التوقعات تشير إلى أن الزلزال يرجح أن يكون بحمام ملوان التي عرفت في السنوات الأخيرة عدة هزات أرضية.
و نقل متدخلون عبر الفايسبوك عدة نصائح للوقاية من الزلزال في حالة حدوثه، بينما لجأ آخرون إلى تقديم سرد تاريخي للزلازل التي ضربت البليدة، ومنها زلزال 1825 الذي حصد نصف سكان المدينة.
تشكيل خلية أزمات لحظات فقط بعد حدوث الزلزال
تنقل المسؤولون المحليون لولاية البليدة الممثلين في عدد من المدراء التنفيذيين، ورئيس دائرة العفرون إلى بلدية وادي جر لحظات فقط بعد وقوع الزلزال، وتم تشكيل خلية أزمة لمتابعة الأضرار والتكفل بالآثار النفسية التي خلفتها صدمة الزلزال، وهو الإجراء الذي لقي تجاوبا من طرف السكان الذين استحسنوا وصول السلطات المحلية في ظرف قياسي، على عكس الزلزال الذي وقع في حمام ملوان منذ 04 سنوات، وعرف احتجاج السكان الذي اتهموا السلطات المحلية بالتأخر في الوصول إليهم، وقاموا في تلك الفترة برشق سيارة الوالي ومرافقيه بالحجارة.
وفي هذا الإطار يذكر رئيس بلدية وادي جر بأن تدخل مصالح الحماية المدنية ومدير الصحة والنشاط الاجتماعي كان لحظات فقط بعد وقوع الزلزال، مشيرا إلى أن كل الجهات تجندت من أجل التكفل المادي والنفسي بالمتضررين، مضيفا بأن خلية الأزمة التي شكلت ليلة أول أمس واصلت نشاطها صباح أمس وتم التنقل إلى كل الأحياء بوادي جر منها المعاييف، النشم، مركز البلدية لمعاينة الأضرار، وأكد بهذا الخصوص بأن الأضرار كانت بسيطة جدا، وتتمثل في تشققات خفيفة لبعض المساكن التي لا تؤثر على قاطنيها، وقال بأن عمل اللجنة استمر إلى غاية مساء أمس وتم رصد الأضرار التي لم تكن كبيرة، وفي السياق ذات شكلت مديرية الصحة للولاية مركزا متقدما بوادي جر ضم عددا من الأطباء والممرضين، وتنقلوا إلى أحياء وادي جر لمعاينة العائلات، في حين لم تسجل أية إصابات باستثناء الجريحين اللذين تم تحويلهما إلى مستشفى العفرون، كما تكفل الطاقم الطبي التابع لمديرية الصحة بأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن الذين تأثروا من قوة الزلزال.
وفي نفس السياق تنقل طاقم آخر تابع لمديرية النشاط الاجتماعي إلى المناطق المتضررة يضم عددا من الأخصائيين النفسانيين الذي تكفلوا بأصحاب الصدمات النفسية خاصة الأطفال، وحسب رئيس البلدية فإن خلية الأزمة أنهت نشاطها مساء أمس على أن تعد تقريرها الذي لن يتضمن حسبه وجود خسائر كبيرة باستثناء التشققات الخفيفة التي قد تحدث دون وقوع زلزال.
بوناطيرو: الهزة الأرضية عادية وكانت متوقعة
من جانب آخر أوضح الخبير في مجال علم الفلك والفيزياء لوط بوناطيرو في اتصال هاتفي بالنصر بأن هذه الهزة الأرضية كانت متوقعة وحدثت في أيام البدر المصادفة لشهر ربيع الثاني من السنة الهجرية وجانفي من السنة الميلادية، وقال بأن هذا الزلزال يدخل ضمن النشاط الموسمي المحلي العادي للأرض والشمال الجزائري، ولا يمكن تصنيفه ضمن نشاط زلزالي خطير.
نورالدين-ع