قدرت نقابات التربية الخمس نسبة الاستجابة للإضراب الذي انطلق أمس ويستمر اليوم أيضا، بـ 75 بالمائة على المستوى الوطني، مبررة الاكتفاء بمدة يومين للاحتجاج بحساسية القطاع وعدم المساهمة في تأزيم الوضع أكثر، في حين أكدت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ أن النسبة الإجمالية للإضراب لم تتجاوز 7 بالمائة في أحسن الأحوال.
أفاد المكلف بالإعلام بنقابة مجلس ثانويات الجزائر زبير روينة للنصر أن تقييم اليوم الأول للإضراب الذي شنته خمس نقابات، وهي السنابست والكلا والساتاف والنقابة الوطنية لعمال التربية والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أسفر عن تسجيل نسب استجابة متفاوتة عبر الولايات في حين لم تقل النسبة الإجمالية عن 75 بالمائة، واعتبر المصدر أن لغة الأرقام لا تهم كثيرا النقابات، مبررا تراجع النسبة مقارنة بما كان متوقعا، بتزامن اليوم الأول من الإضراب، أي أمس الثلاثاء مع الدراسة لنصف يوم فقط، متوقعا أن ترتفع اليوم بالتحاق عدد آخر من الأساتذة.
ومن جهته نفى رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد صحة الأرقام التي قدمها تكتل نقابات التربية الذي يضم خمسة تنظيمات بشأن الإضراب، موضحا بأن النسبة الإجمالية للاستجابة لم تتجاوز 7 بالمائة في أحسن الأحوال، وأن أغلب المضربين هم من عمال المصالح الإدارية، في حين أن الأولياء يهمهم أكثر مدى التزام الأساتذة بالحضور إلى الأقسام، مؤكدا بأن الدراسة استمرت بشكل جد عادي عبر أغلب المؤسسات التربوية، خاصة بالعاصمة، في حين ما يزال الإضراب المفتوح للكنابيست يسيطر على عديد الثانويات بعديد الولايات، وفق تأكيد المتحدث.
وعلى الجهة المقابلة يرى ممثل تكتل نقابات التربية زبير روينة بأن الغرض من الاحتجاج ليس الإضراب في حد ذاته، لأنه أداة فقط لتنبيه السلطات إلى المشاكل التي يعانيها موظفو القطاع نتيجة تأخر الاستجابة للمطالب المرفوعة، خاصة ما تعلق بتحسين القدرة الشرائية والإفراج عن القانون الأساسي لعمال التربية الوطنية الذي ظل حبيس الأدراج حسب التنظيمات النقابية منذ سنة 2015، وكذا العدول عن إلغاء التقاعد المسبق أو النسبي، ووفق تقدير النقابات الخمس فإن الاستجابة لهذه المطالب ستساهم في ضمان استقرار المدرسة، وتوفير الظروف الملائمة لعمال القطاع لأداء واجبهم على أكمل وجه.
وتباينت نسبة الاستجابة للإضراب الذي يدوم اليوم أيضا، من مؤسسة إلى أخرى وفق المعطيات المستقاة من عين المكان، حيث كانت الاستجابة محتشمة بالعاصمة، واقتصر الإضراب بشكل كبير على عمال المصالح الإدارية، في حين استمرت الدراسة بشكل عادي على مستوى عديد المؤسسات التعليمية، مع تسريح بعض التلاميذ الذين عادوا أدراجهم بعد أن أخبروا بأن أساتذتهم في إضراب عن العمل، أمام بولاية تيزي وزو فقد أكد الأمين الولائي لنقابة الساتاف أن نسبة الاستجابة كانت في حدود 72 بالمائة، وهو رقم لم تؤكده أو تنفيه مديرية التربية جراء استحالة الاتصال بها، علما أن عددا من الأساتذة المضربين نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر المديرية للولاية صبيحة أمس، وفي قسنطينة أكدت مديرية التربية أن نسبة الإضراب لم تتجاوز 20 بالمئة في وقت قالت مصادر نقابية أنها تجاوزت 70 بالمئة.
وبلغت النسبة الاجمالية للإضراب بولاية سكيكدة 53.15 بالمائة، دون التحاق الفيدرالية الوطنية لعمال التربية، بينما قدرت مديرية التربية النسبة ب4.16 في المائة، كما أفادت مديرية التربية لولاية بسكرة بأن الاستجابة للإضراب كانت في حدود 25 بالمائة فقط، بينما أكد التكتل النقابي أن حوالي 80 بالمائة من أساتذة وعمال القطاع كانوا في الموعد ولبوا النداء، مما أدى حسبهم إلى توقيف الدراسة والعمل عبر عديد المؤسسات التعليمية، من ضمنهم الأسلاك المشتركة، وبولاية المسيلة تم تسجيل نسبة استجابة تقدر بـ 71 بالمائة حسب مصادر من النقابات المضربة، في حين أنها لم تتجاوز 27.61 بالمائة وفق مديرية التربية، مما يعني أن الدروس سارت بشكل عادي تقريبا، ما عدا بعض الاضطراب على مستوى بعض المؤسسات.
وعلى خلاف عديد الولايات سيطر الإضراب المفتوح للكنابيست على الوضع العام لقطاع التربية بولاية البلدية، حيث يعتزم والي الولاية الاجتماع اليوم بمديرة التربية لدراسة هذا الملف العالق، في حين اقتصر الإضراب الخاص بالنقابات الخمس بالولاية على الابتدائي في أغلب المؤسسات، إلى جانب المصالح الإدارية، وقدرت مديرية التربية لولاية وهران النسبة الإجمالية للاستجابة للحركة الاحتجاجية بـ 4.3 بالمائة فقط، مقابل 40 بالمائة بالنسبة للتكتل النقابي، وظهر الاضطراب بشكل أكثر على مستوى البلديات النائية، عكس وسط المدينة، حيث فتحت المؤسسات التعليمية أبوابها على الساعة الثامنة صباحا لاستقبال التلاميذ.
المراسلون/ لطيفة/ب