الجزائر من البلدان الرائدة في إقامة المنشآت القاعدية
ثمن الأستاذ الخبير الإقتصادي بلعولمي زوبير أمس خلال محاضرته التي ألقاها أمام طلبة المدرسة العليا للإقتصاد بوهران، الخيرات التي تتوفر عليها الجزائر سواء الطبيعية أو الإنجازات التي تشهدها البلاد على مدار السنين خاصة المنشآت القاعدية العامة، حيث أبرز أن هذه الأخيرة هي أساس الإقلاع الإقتصادي والتكنولوجي وأن الجزائر تعد من الدول الرائدة عالميا في توفير هذه المنشآت، وبنظرة تفاؤلية أضاف السيد بلعولمي أن الجزائر تحتل المركز الثامن عالميا فيما يخص توفرها على المنشآت القاعدية العامة وأبرزها الطرقات، وأنه في حالة حدوث الإقلاع الإقتصادي المبني على المعرفة، يمكن تحسين ترتيب الجزائر في تصنيف مؤشر الإبتكار في المرتبة 50 سنة 2025 خاصة وأنها تتمركز في المرتبة 17 عالميا من حيث توفرها على مهندسين في مختلف العلوم والتكنولوجيات، ودائما في قراءته للمعطيات الرقمية لمؤشر الإبتكار العالمي، أبرز المحاضر أن الجزائر تحتل المرتبة الأولى عالميا في إستغلال الموارد البشرية في نسبة الدخل الوطني الخام، حيث أن أغلب الدول المتقدمة بدأت تتخلى عن اليد العاملة في المصانع وتعويضها بالرجل الآلي وبتجهيزات تكنولوجية، وبالمقابل فإن ذات المؤشر حدد عدة نقاط ضعف يجب تداركها منها خاصة نوعية الجانب التشريعي الذي يعتبر غير مستقر ويخضع لمزاجية الأشخاص في تطبيقه، إضافة لوجود عدد قليل جدا من المؤسسات الجزائرية التي تنفق من ميزانيتها على البحث العلمي والتطور وإشراك الجامعيين والمختصين في ترقية منتوجها وجعله تنافسيا، وكذا بيروقراطيية البنوك في تمويل المشاريع الإبتكارية، وفي رده على أسئلة الطلبة وإنشغالاتهم، قال الأستاذ بلعولمي أن الدعم الإجتماعي الذي تقدمه الدولة لمساعدة الطبقات المعوزة في المجتمع، لن يؤثر على النهوض الإقتصادي إذا طبق وفق أساليب علمية، وأعطى مثالا عن التوظيف في المؤسسات قائلا أنه يجب إحترام الإحتياجات المضبوطة للمؤسسة، فإذا تحتاج 100 عامل لا يمكن تزويدها ب 80 أو 120 عاملا، فكلتا الحالتين تضعف القدرات الإنتاجية للمؤسسة ومردوديتها، لدى يجب العمل على خلق مؤسسات إضافية لإستيعاب العمال الباقين عوض اللجوء للسياسة الإجتماعية التي ترهق المؤسسة.
وأوضح الأستاذ بلعولمي زوبير أن تجاوز الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر والتي إنعكست سلبا على ميزان المدفوعات وعلى إحتياطي الصرف في الخزينة العمومية، لن يكون إلا بترقية الإنتاج الوطني الذي لا تتجاوز مساهمته في دعم الخزينة العمومية 8 مليار دولار، وعليه وفق المحاضر حان الوقت لجعله نشاطا إنتاجيا تنافسيا وقابلا للتصدير وهذا بواسطة إقحام الإبتكارات والتجديد على المنتوج الجزائري من خلال إشراك الجامعيين حاملي الأفكار والمبتكرين، مما سيؤدي أيضا لإرضاء المستهلك الداخلي قبل الخارجي. وإعتبر المحاضر أن إستغلال الغاز الصخري مستقبلا بطرق علمية تضمن حماية البيئة والمحيط، من شأنه أن يكون بديلا طاقويا للبترول وكذا المساهمة في تنويع مداخيل الخزينة، موعزا مهمة تبديد العقبات للباحثين الجزائريين المبتكرين الذين يمكنهم تقديم البدائل الإبداعية لحسن إستغلال مواقع الغاز الصخري.
بن ودان خيرة
