إدماج سكان المناطق السهبية وإدماجهم ضرورة حتمية لمكافحة التصحر
أكد أمس المدير العام للغابات عز الدين سكران على ضرورة أن يتم إشراك المواطنين القاطنين في المناطق السهبية والجافة في إيجاد أنجع الطرق والوسائل للحد من خطر التصحر الذي يتهدد بلادنا في الفترة الممتدة من 2035 إلى 2050 من خلال إدماجهم في مختلف برامج التنمية السهبية وتمكينهم من رخص الاستغلال والانتفاع من المحيطات الرعوية والغابية وخلق أقطاب زراعية ورعوية على مساحات كبيرة تكون لها انعكاسات ايجابية على بلادنا من ناحية التحولات المناخية باستغلال أفضل للتقنيات والتكنولوجيات الحديثة.
وقال المدير العام للغابات خلال زيارة العمل التي قادته إلى المسيلة برفقة وفد عن منظمة التغذية والزراعة العالمية في الجزائر أن إدماج السكان المجاورين للمناطق السهبية وتوعيتهم بدورهم في حماية الثروة الغابية والمساحات الرعوية والمشاكل البيئية التي تواجهنا وتهدد مستقبل الأجيال القادمة وهو ما يجعلنا يضيف نقوم اليوم بتقييم تجربتنا في مكافحة ظاهرة التصحر خلال السنوات الماضية عن طريق السد الأخضر ومشاريع تثبيت الرمال وغيرها من المشاريع التي من شانها أن تساهم في حماية المكتسبات التي حققت سابقا ضمن برامج التنمية الريفية وتنمية السهوب وتقييم ما أنجز على اعتبار أن تجربة الجزائر رائدة في مكافحة التصحر وهو ما يتم العمل عليه بالتنسيق مع منظمة التغذية العالمية.
مضيفا في هذا الصدد أن زياراتنا الميدانية إلى مناطق مختلفة من الوطن الهدف منها تقييم شامل ووضع إستراتجية جديدة مبنية على مبادئ علمية وتكنولوجية حديثة وبالاعتماد على السكان القاطنين بالفضاءات السهبية والجافة وباستغلال معاهد الأبحاث الغابية والجامعات لإيجاد النباتات التي تتلاءم مع طبيعة المنطقة ومناخها في ظل يقول التحولات المناخية خصوصا وأن هذه المناطق تعرف ارتفاع في درجات الحرارة سنويا وهو ما يشكل عائقا أمام تجسيد برامج حماية الثروات الطبيعية وتجعل من الجزائر في دائرة الخطر.
وأوضح ذات المسئول أن هناك طلبات كثيرة على الاستثمار في المساحات الغابية وهو ما نسعى إلى تيسيره وتحقيقه من خلال مرافقة هؤلاء الشباب الراغبين في استعمال المساحات الرعوية وخلق محيطات وأقطاب جديدة بعد أن شرع قبل سنوات في تجسيد مشاريع فتح المسالك الغابية وتجديد الغطاء النباتي وهنا شدد على ضرورة تشجيع الاستثمار في أنواع من النباتات على غرار الحلفاء التي تستعمل في صناعة مادة الورق أو أصناف أخرى من النباتات التي تتلاءم مع مناخ المنطقة ولها قيمة عالية في تحويلها إلى مواد يتم تصديرها لاحقا.
من جهته ممثل المنظمة العالمية للتغذية والزراعة بالجزائر اللبناني نبيل عساف قال أن تجربة الجزائر تعتبر واحدة من التجارب الناجحة في مكافحة التصحر وهناك نية صادقة من أجل مرافقة الدولة الجزائرية التي نزلنا عند طلبها حيث وقفنا على التحديات المختلفة في القطاعات الفلاحية والزراعية في إطار مكافحة التصحر وكوننا على صلة إستراتجية مع الجزائر لاسيما في تجسيد مشروع إعداد وثيقة حول المكننة المستدامة في القطاع الفلاحي وكذا الإدارة المستدامة ووضع إستراتجية وطنية لمكافحة حرائق الغابات ومشروع حول زيت الزيتون
الايكولوجي.
فارس قريشي