شركات محروقات عالمية تعتمد 100 بالمائة على الكفاءات الجزائرية
تواصلت أمس جلسات الخبراء المشاركين في الطبعة الثامنة لمنتدى شمال إفريقيا للبترول والجارية فعالياته بميريديان وهران، حيث خصصت أولى الجلسات الوضع الجزائري في مجال المحروقات خاصة ما تعلق بالشراكة مع الشركات العالمية وكيفية استقطاب مستثمرين جدد لدعم وتطوير الإنتاج والإستغلال، وأجمع المتدخلون من ممثلي هذه الشركات ، على أن الشراكة مع سوناطراك كانت مثمرة وسمحت لهم بتحقيق نجاحات متعددة، مركزين حديثهم على إعتمادهم على الكفاءات الجزائرية بنسبة 100 بالمائة سواء المهندسين الذين سبق لهم العمل في قطاع المحروقات في الخارج، أو الشباب من حاملي الشهادات الوطنية الذين خضعوا لتكوينات في المجال، وهذا ما ساعد الشركات العالمية على تخفيض كلفة مشاريعها ومضاعفة مجهوداتها لترقية القطاع بأيادي جزائرية.
وأكد السيد محمد سي الطيب مدير منطقة إفريقيا لشركة «أن بي أس» للخدمات البترولية أن هذه الأخيرة تعتمد اليوم على اليد العاملة الجزائرية خاصة المتخرجين من الجامعات بنسبة 100 بالمائة، وتضمن لهم تكوينات حسب التخصص، مشيرا أن شركة «أن بي أس» إعتمدت منذ تواجدها في الجزائر على الكفاءة الجزائرية من خلال استقدام المهندسين الجزائريين الذين كانوا يعملون في الخارج في شركات المحروقات العالمية، وكشف المتحدث أن شركته تعمل على إنجاز أكبر مركز للتكوين في خدمات قطاع المحروقات والذي سيكون أول مركز من نوعه على مستوى إفريقيا، يضاف إليه إبرام إتفاقيات مباشرة مع 5 جامعات جزائرية لتبادل الخبرات والتجارب والتكوين المتبادل لضمان الخلف من المهندسين ذويي الكفاءة والخبرة لحمل المشعل مستقبلا من أجل الجزائر. من جهته قال السيد إسماعيل بودربة المدير المسير لشركة الخدمات البترولية «بايكير هاكس و جينرال إليكتريك»، أن الشراكة هي تحويل المعرفة ونقل الخبرات وهذا ما ينجم من نتائج عنها، مبرزا أن المجمع الذي يسيره يضم 99 بالمائة من المهندسين الجزائريين والذين يتحكمون في التكنولوجيات الحديثة وهم الذين يشرفون على مشروع إنجاز «التوربينات الغازية» وهذا بعد تليقهم تكوينات في التخصص عبرمختلف دول العالم . كما أكد المسؤولون الأجانب على الشركات البترولية والغازية العالمية المتواجدة بالجزائر، أنه لا يمكن العمل والنجاح وتطوير الإنتاج دون اليد العاملة المحلية التي يجب ضمان لها التكوين المناسب والمتخصص سواء داخل الجزائر أو خارجها في البلدان التي تتواجد فيها شركاتهم، خاصة من أجل تحكمهم في التكنولوجيات العصرية والمتطورة، وأضاف المتدخلون أن الخبرة الجزائرية لا تقتصر على تشغيل والتحكم في التسييرللشركات الناشطة في الجزائر فقط، بل يتم الإستعانة بالمهندسين الجزائريين أيضا في فروع الشركات العالمية للنفط عبر العالم لدعم اليد العاملة هناك ونقل الخبرات والمعارف.
وفيما يتعلق بالشراكة التي تربط الشركات العالمية بسوناطراك، فأجمع المتدخلون على أنه منذ العامين الماضيين أصبحت التعاملات أكثر ليونة وسهولة مما سمح بالتقدم في تحقيق النجاحات التي تعود بالفائدة على جميع الأطراف، حيث أوضح السيد «هنري دولافون» ممثل شركة «توتال» الفرنسية، أن العلاقات مع سوناطراك لها تاريخ و النجاحات المحققة أساسها الثقة المتبادلة، وأضاف ممثل «ريبسول» أنه منذ سنتين تغيرت الأمور ودبت حركية جديدة في العلاقات مع سوناطراك مما مكن من تطوير موارد جديدة منها دخول حقل رقان للغاز، الخدمة منذ ديسمبر الماضي، وكذا العمل على إستكشاف المحروقات في مناطق جديدة أيضا، مركزا على ضرورة أن تكون المشاريع المنجزة عن طريق الشراكة ناجعة وذات مردودية مالية مع تقليص تكاليف الإنجاز. فيما أفاد ممثل شركة «سيبصا» أن هناك قناعة راسخة بأن الشراكة هي أساس التقدم والتنمية المستقبلية.
بن ودان خيرة