لابـد مـن تقييم التجربة الديمقراطية بـــالـجــزائـــر
دعا رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري عبد القادر مرباح، أمس السبت، من قسنطنية، إلى ضرورة إنجاز تقييم عام للتجربة الديمقراطية في الجزائر، معتبرا بأن الأزمة في البلاد أخلاقية بالدرجة الأولى قبل أن تكون سياسية، كما رافع من أجل إصلاحات عميقة في المدرسة العمومية.
عبد القادر مرباح وفي تجمع شعبي نظمه بقصر الثقافة مالك حداد، قال بأن حزبه لا يريد زحزحة أي أحد من السلطة، كما لا يعارض أي تيار بل تهمه خدمة مصلحة البلاد فقط، ودعا رئيس التجمع الوطني الجمهوري، إلى ضرورة إنجاز تقييم شامل للتجربة الديمقراطية في الجزائر على مدار 28 عاما، مشيرا إلى وجود العديد من النقائص لهذه التجربة، والتي أكد على ضرورة استدراكها قصد النهوض بالبلاد من خلال انتخاب ذوي الكفاءة والخبرة الحقيقيين، بدل أشخاص بعينهم على مقاليد الحكم منذ الإستقلال، رغم أن أبجديات الديمقراطية تنص على ضرورة التداول السلمي على السلطة، كما طالب بتغيير قانون الإنتخابات وتعديل النصوص المنظمة لنشاط الأحزاب، التي وصف وجودها بالشكلي. وانتقد مرباح واقع المدرسة الجزائرية، التي قال بأنها تعاني من التخلف وعدم مواكبة التغيرات الحاصلة في الدول المتقدمة، حيث أبرز بأن الجزائر بحاجة إلى إعادة النظر في المنظومة التربوية والبيداغوجية، فضلا عن التكوين الجيد للمعلم مثلما اهتدت إليه العديد من الأنظمة على غرار ماليزيا، مشيرا إلى أن المدراس في الجزائر تحولت إلى دور للحضانة لا تساهم في تكوين النشء أو حتى تطوير خبراته، منتقدا سياسة الوزيرة الحالية للقطاع.
ويرى المتحدث، بأن الأزمة في الجزائر أخلاقية بالدرجة الأولى، وتسببت مثلما قال في مشاكل اقتصادية وسياسية وحتى أمنية، كما انتقد من وصفهم بالمزايدين بالقضية الأمازيغية، وقال بأن الجزائريين يدافعون عن الوحدة الوطنية رغم اختلافاتهم الفكرية ومشاربهم السياسية، كما رافع لسياسة اقتصادية تعتمد على الكفاءة المحلية والقطاعات الحيوية كالفلاحة قصد تأمين الأمن الغذائي والمالي، بدل الاعتماد على ثروة النفط الزائلة.
لقمان/ق