الهلال الأحمر يعامل الرعايا الأفارقة كضيوف وليس كمهاجرين
انتقدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أمس بشدة الأطراف التي تهاجم في كل مرة الجزائر بشأن ملف الرعايا الأفارقة، مؤكدة بأن الهلال الأحمر لا يعاملهم كمهاجرين وإنما كضيوف للجزائر، ويوفر لهم الغذاء والعلاج ، ويمنحهم الأولوية من حيث الرعاية خلال شهر رمضان.
وقالت بن حبيلس إن الهلال الأحمر الجزائري سطر برنامجا خاصة لفائدة الرعايا الأجانب طيلة شهر رمضان، معبرة في اتصال مع النصر عن أسفها الشديد لانخراط بعض الجمعيات التي تنشط داخل الوطن ضمن هذه المسعى الذي يهدف إلى المساس بسمعة الجزائر، من خلال في كل مرة اتهامها بخرق حقوق الإنسان فيما يخص التعامل مع الرعايا الأفارقة الذين اضطرتهم الظروف إلى مغادرة أوطانهم وأهاليهم بحثا عن حياة أحسن، قائلة إن الأطراف التي تهاجم الجزائر، عن طريق إثارة ملف الرعايا الأفارقة مؤخرا، هي نفس الأطراف التي كانت تتربص بالجزائر إبان العشرية السوداء، وهي من كانت ترفع شعار من يقتل من، كما أنها هي نفسها من استغلت في السابق أوضاعا معينة للترويج لخطابها المسيء لسمعة الجزائر المعروفة على المستوى الدولي بوقوفها إلى جانب المستضعفين.
وأضافت بن حبيلس أن الجهات التي تتهم الجزائر بعدم توفير الرعاية والمعاملة الحسنة للرعايا الأفارقة، هي من ذاتها التي استغلت الشساعة الجغرافية للجزائر للإضرار بنا، ثم التنوع الثقافي للبلاد الذي يعد مصدر قوتنا وتماسكنا، والآن تريد أن تستثمر في مأساة الرعايا الأفارقة الذين شاءت الأقدار أن يهجروا أهاليهم وبلدانهم، وأنه عوض أن تكيل هذه الجهات التهم الباطلة في حق الجزائر، التي تعد مثالا يقتدى به في مجال العمل الإنساني، كان عليها أن تبحث عن الأسباب التي أجبرت هؤلاء الرعايا على الهجرة غير الشرعية، رغم ما تحمله من مخاطر عدة، وكذا عن الذين تسببوا في هذه المأساة الإنسانية، موضحا بأن الجزائر التي تعد مرجعا في العمل الإنساني، هي تستمد ذلك من قيمها الأصيلة التي تمتد عبر التاريخ، مذكرة بالمساعي الإنسانية التي قام بها القائد ومؤسس الدولة الحديثة الأمير عبد القادر لحماية الأقليات، وكذا بالاعتراف الدولي بالجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية في إطار العمل الإنساني على الصعيد الدولي، بدليل تعيين الجزائر سنة 2016 عاصمة للإنسانية.
وأفادت المتحدثة بأن الهلال الأحمر الجزائري لا يخفي أجندة سياسية وراء العمل الإنساني، وهو يعامل الرعايا الأفارقة كضيوف للجزائر وليس كمهاجرين، وأنها شخصيا عندما تقوم بجولات ميدانية للاطلاع على أوضاعهم لم ترتد يوما قناعا أو قفزات، بل كانت تحتك بهم بصفة مباشرة، سيما بالنسبة للأطفال، كما تسهر الهيئة التي تديرها على منح الرعايا الأفارقة كافة الخدمات التي يحتاجونها، من بينها الإطعام والعلاج المجاني على غرار المواطنين الجزائريين، وذلك على مستوى مختلف المصحات والمراكز الاستشفائية، رافضة الكشف عن حجم الإعانات الموجهة إلى هذه الفئة، لكنها قالت بأنها جد معتبرة، موضحة بأن الجزائر التي ضاقت مرارة اللجوء والحرمان، لا يمكنها أن تتخلى عن الفئات المضطهدة.
وتأسفت بن حبيلس مرة أخرى لبعض الجمعيات التي كانت بمثابة رجع الصدى للأصوات التي تتربص بالجزائر، متجاهلة جهود السلطات الجزائرية على مختلف مستوياتها للتكفل بالمهاجرين غير الشرعيين، مؤكدة بأن الهلال الأحمر بدوره منحهم رعاية خاصة خلال شهر رمضان، بتمكينهم من وجبات ساخنة يوميا فضلا عن خدمات أخرى، في حين يقوم بتوزيع مستلزمات إعداد مائدة رمضان على اللاجئين السوريين، حتى يتسنى لهم قضاء شهر رمضان وفق عاداتهم ونمطهم الغذائي، حتى لا يشعروا بالغربة عن وطنهم، مقترحة تنسيقا دوليا لمعالجة معضلة الهجرة غير الشرعية، ودعم التنمية على مستوى الدول التي تعاني مشاكل اقتصادية.
مشددة في ذات السياق على أن المطاعم التي يفتحها الهلال الاحمر خلال رمضان على مستوى عديد المناطق هي موجهة للفقراء والمعوزين وعابري السبيل، رافضة استغلالها من قبل من لديهم الإمكانات المادية لتوفير وجبة الفطور.
لطيفة/ب