تـنـظيم رحلات الحج من مطـارات الجـنوب مرهون بشروط صارمة
برر وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان عدم تخصيص رحلات جوية مباشرة من مطارات الولايات الجنوبية باتجاه البقاع المقدسة، بضرورة مراعاة مجموعة من الشروط التي تفرضها هيئة الطيران المدني السعودي على باقي شركات الطيران التي تنقل الحجاج.
ورد وزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان على سؤال شفهي بمجلس الأمة يوم الخميس، ويتعلق بإمكانية برمجة رحلات جوية إلى المملكة العربية السعودية انطلاقا من مطارات الولايات الجنوبية، بأن تجسيد هذا المطلب الذي يرفعه باستمرار سكان هذه المناطق صعب التحقيق حاليا، بالنظر إلى ضرورة الاستجابة إلى جملة من الشروط والمعطيات التي تحددها هيئة الطيران المدني، مقابل دخول المجال الجوي للمملكة العربية السعودية، بغرض ضمان التسيير الأمثل لعشرات الرحلات الخاصة بالحجاج القادمين من مختلف الدول لأداء الركن الخامس، من ضمنهم الحجاج الجزائريون المقدر عددهم إلى غاية الآن بـ 36 ألف حاج.
ومن ضمن الشروط الواجب احترامها أيضا كيفية توزيع الحجاج على مختلف المطارات، إذ تحتل الولايات الكبرى المراتب الأولى من حيث التكفل بنقل الحجاج القادمين من الولايات المحاذية لها عن طريق المطارات الموجودة بها، كما تفرض هيئة الطيران المدني السعودي عددا معينا من الرحلات إلى جانب ضبط حجم الحمولة على كافة الدول المعنية بموسم الحج، بغرض التحكم في تنظيم وتأطير العدد الهائل من ضيوف الرحمان الذين يقصدون البقاع المقدسة من مختلف أصقاع المعمورة عبر مطاري جدة والمدينة المنورة.
ورغم هذه المعايير التي تلتزم الجزائر باحترامها، لم ينف وزير النقل إمكانية تحقيق مطلب سكان المناطق الجنوبية بالسفر إلى البقاع انطلاقا من المطارات المتواجدة على مستواها، حيث أكد بأن الإجراء محل دراسة من قبل السلطات المعنية، على أن يتم تحقيقه خلال السنوات المقبلة، مؤكدا بأن طلبات عدة وصلت وزارة النقل تتعلق بهذا الشأن، وأن تجسيدها يفرض تنسيقا محكما ما بين شركة الخطوط الجوية الجزائرية وهيئة الطيران المدني السعودي، إلى جاني الاستجابة إلى عدد من المعايير، من بينها ضرورة امتلاء الرحلة الواحدة حتى لا تتكبد شركة الطيران المكلفة بنقل الحجاج خسائر جراء بقاء بعض المقاعد شاغرة، ويعد هذا السبب من بين العوامل التي تصعب تخصيص رحلات من مطارات الجنوب.
وتتولى شركة الخطوط الجوية الجزائرية نقل 18 ألف جاح إلى المملكة العربية السعودية، في حين يتكفل الطيران المدني السعودي بنقل العدد الباقي في إطار التنسيق بين البلدين لضمان حسن التكفل بالحجاج، وكذا تنظيم الموسم الذي تخصص له الدولة سنويا مجلسا وزاريا مشتركا، كما يتم تجنيد بعثة يفوق تعدادها 800 عضو، فيما يتم ضبط عدد الرحلات قبيل بداية موسم الحج، ويتم نقل الحجاج انطلاقا من مطارات العاصمة وقسنطينة ووهران وعنابة وورقلة، مع اتخاذ تدابير محكمة للتكفل بنقل الحجاج القاطنين بالولايات الأخرى من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة وكذا وكالات السفر المؤطرة للحجاج، بغرض تخفيف المصاعب التي قد تواجههم، خاصة بالنسبة للقادمين من مناطق تبعد بكثير عن المطارات التي تنطلق منها الرحلات.
لطيفة/ب