كشف رئيس فيدرالية الخبازين يوسف قلفاط أمس عن تسجيل تراجع ملحوظ في الإقبال على مادة الخبز خلال شهر رمضان عكس مواسم سابقة، إذ تراجعت الكميات التي ينتجها الخبازون يوميا إلى أقل بكثير من من 10 ملايين خبزة، مبررا ذلك بتغير العادات الاستهلاكية للمواطن الجزائري.
وأكد السيد قلفاط في تصريح للنصر بأن انخفاض الطلب على مادة الخبز منذ بداية شهر رمضان الجاري ألزم الكثير من الخبازين على غلق محلاتهم والخروج إلى عطلة إجبارية إلى ما بعد عيد الفطر، حيث تستعيد الأسر نمطها الاستهلاكي العادي، ووصف المصدر هذا التراجع بالأمر الملفت للانتباه مقارنة بمواسم سابقة حيث كان المواطنون يتزاحمون على المخابز لاقتناء أجود أنواع الخبز، في حين كان الخبازون يجتهدون لتقديم أفضل الأشكال والأذواق وبكميات وفيرة، وفسر رئيس فيدرالية الخبازين هذا الوضع بالتحول الجذري الذي مس خلال السنتين الأخيرتين العادات الاستهلاكية للأسر الجزائرية، التي أضحت تميل أكثر إلى الخبز التقليدي الذي يتم إعداده من قبل ربات البيوت، لكونه يتلاءم أكثر مع الأطباق الخاصة بالشهر الفضيل، كما أنه يعد أفضل بكثير من الخبز الصناعي من الناحية الصحية.
وقدر المصدر كميات الخبز التي كانت تصنع يوميا خلال شهر رمضان في السنوات الماضية بحوالي 12 مليون خبزة من قبل كافة المخابز التي يبع عددها أزيد من 17 ألف مخبزة عبر الوطن، نسبة هامة منها تتوزع على المدن الكبرى، في حين أن هذه الكمية تقلصت إلى أقل بكثير من 10 ملايين خبزة يوميا في هذا الشهر الفضيل، وتكاد تكون هذه المادة شبه منعدمة في المناطق النائية والداخلية، نظرا لعدم الإقبال عليها من جهة، وكذا لعدم وجود محلات مختصة في إعداد الخبز الصناعي من جهة أخرى، وأضاف السيد قلفاط بأنه شخصيا فضل الركون إلى الراحة منذ بداية شهر رمضان، خشية تكبد خسار فادحة جراء صنع كميات معتبرة من مادة الخبز دون أن يوجد من يقتنيها، مؤكدا أيضا بأن المخابز التي كانت تصنع الحلويات التقليدية المعروفة، على غرار «قلب اللوز» إلى جانب الخبز، توقفت عن ذلك بعد أن تراجع الطلب على هذه الحلويات، بسبب سياسة ترشيد النفقات التي أصبحت تعتمدها الأسر لمواجهة غلاء المعيشة.
وبحسب رئيس فيدرالية الخبازين فإن المخابز التي تمكنت مواجهة هذه الظروف والاستمرار في النشاط خلال رمضان، تقوم حاليا بتموين مطاعم الرحمة بهذه المادية، إلى جانب المؤسسات التي يستمر عملها إلى غاية الإفطار، في حين اكتفى بعض الخبازين ببيع الحلويات التقليدية، علما أن غلق عديد المخابز في السنوات الأخيرة بعد أن عانت من مصاعب مالية، ساهم بدوره في تراجع نشاط الخبازين خلال رمضان، وبشأن وفرة الخبز خلال أيام العيد، أكد المتحدث بأن المهنيين ملتزمين بضمان الكميات الكافية، مذكرا بأن وزارة التجارة تلجأ سنويا إلى تطبيق نظام المداومة، وتوقع أن يشمل هذه المرة حوالي 8 آلاف خباز، إذ سيتم ضبط القائمة النهائية للخبازين المعنيين بالنشاط خلال أيام العيد من قبل مديريات التجارة على مستوى كل ولاية، مع تسليط عقوبات مشددة على المخالفين، حيث سيسهر أعوان الرقابة على متابعة مدى تطبيق تعليمة الوزارة التي تهدف إلى تنظيم النشاط التجاري في الأعياد والمناسبات المختلفة، والقضاء على مشكل الندرة.
وبخصوص الانشغال الذي ما يزال يرفعه الخبازون منذ سنوات والمتعلق بإعادة ضبط هوامش الربح، أفاد رئيس فيدرالية الخبازين بأن لقاء سيجمعهم بوزير التجارة بعض رمضان لترسيم الإجراء المتعلق بدعم مادة الفرينة، مقابل تسقيف أسعارها، بهدف الحفاظ على سعر الخبز الذي يعد من المواد الغذائية الأساسية التي تسهر الدولة على دعمها وتسقيف أسعارها حفاظا على القدر الشرائية للطبقة المتوسطة والهشة.
لطيفة/ب