وصل عدد زوار معرض الموسيقى العربية من الأصوات إلى النوبة الذي تحتضنه دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة إلى غاية شهر نوفمبر حوالي 400زائر في اليوم، ميّزها الإقبال الملفت للمغتربين و الأجانب، حسب القائمين على التظاهرة. المعرض الذي افتتح أبوابه للزوار في الثاني عشر من جوان الفارط، ميّزه التنوّع الكبير في الأجنحة التي خصص بعضها لأيقونات الموسيقى العربية و تاريخها بدء من العصر الجاهلي إلى اليوم، بدء بالحجاز مرورا بدمشق و العراق مهد الكلاسيكية فالمغرب و الأندلس سمة الحداثة و غيرها من المحطات التاريخية المهمة المؤثرة في فن الموسيقى، بالإضافة إلى الفضاءات المخصصة للآلات الموسيقية العريقة و ملخصات عن تاريخها و مراحل تطورها عبر العصور، فضلا عن تاريخ و معنى النوبة و أنواعها و روادها ناهيك على مدارس الموسيقى الأندلسية، إلى جانب التدوين وأشهر المدونين و غيرها من الفضاءات التي استقطبت اهتمام و فضول الكثيرين، و بشكل خاص عشاق الموسيقى.
و حتى الأطفال وجدوا حيّزا لهم في الفضاء العائلي، بفضل المسابقة الذهنية «سؤال و جواب التي تعتمد على ذاكرة الطفل و مدى قدرته على حفظ و استعادة بعض المعلومات التي تلقاها أثناء زيارته للمعرض. و ذكر بعض الأعوان المكلفين بتنظيم الزيارات داخل المعرض، بأن المعرض سجل أكبر نسبة زيارة خلال شهري جوان و جويلية، ليتراجع في النصف الثاني من أوت، لكنهم توقعوا تضاعف الزيارة بعد الدخول الاجتماعي في شهر سبتمبر، حيث ذكر أحد الأعوان بأن الكثير من المغتربين عبروا عن إعجابهم بالمعرض و عاودوا زيارته أكثر من مرة في الأسبوع الواحد. و من جهة أخرى أكدت حليمة علي خوجة رئيسة قسم التراث اللامادي و الفنون الحية، بأن المعرض لاقى صدى كبيرا على المستوى الوطني و حتى العربي، و هو ما حفزهم على التفكير في توسيع المبادرة و حملها خارج الولاية و أيضا خارج الوطن، غير أن ذلك يتطلّب حسبها إمكانيات كبيرة و دعم من قبل السلطات الثقافية، قصد التعريف بالتراث اللامادي الجزائري و العربي عموما و إبراز الجهود التي بذلها المشاركون في تجسيد هذا المعرض من باحثين و مختصين و هواة موسيقى و إعلاميين و كتاب و مصممين و تقنيين و مخططين فضلا عن ورثة الموسيقيين و شيوخ الموسيقى الأندلسية و المالوف الذين ساهموا في إنجاح المعرض بمنح قسم التراث بعض ما توارثوه عن أبائهم و أجدادهم من آلات و كتابات و مخطوطات موسيقية نادرة. و ذكرت محدثتنا بأن قسم التراث يسعى إلى الحصول على المزيد من كنوز الموسيقية التي تركها الأولون و تبقى حبيسة الأدراج أو مهملة لدى بعض العائلات، مشيرة إلى تجاوب الكثير من العائلات القسنطينية مع طلبهم بقسم التراث اللامادي لجمع الموروثات الموسيقية المهددة بالاندثار و إعادة المكانة لها كذاكرة جماعية من حق الأجيال الصاعدة التعرّف و الاطلاع عليها، و ذلك من خلال الاحتفاظ بها في متحف خاص بالموسيقى و استغلالها في معارض ثقافية و موسيقية راقية، تحفظ أسماء أصحابها و عائلاتهم.
مريم/ب