شكّلت نصوص المواقف للنّفريّ حداثة فريدة مقارنة بكثير من نصوص التراث العربيّ
في هذا الحوار، تتحدث الكاتبة والباحثة سامية بن عكوش عن كتابها الجديد: «تفكيك البلاغة/وبلاغة التفكيك في نصوص المواقف للنّفريّ»، الذي صدر هذا الخريف، عن منشورات الاختلاف/ الجزائر، وضفاف/ لبنان، والأمان/ المغرب. الكتاب يمتد على مدى 166 صفحة، وفيه تقدم الباحثة دراسة بلاغية- تفكيكية ذات أبعاد أنطولوجية على نصوص المواقف للصوفيّ محمد عبد الجبّار النّفريّ من القرن الرابع الهجريّ.وفيه تغامر صوب تفكيك ونقد نصوص النفري، هي دراسة نصيّة تراثية صوفيّة أجرتها الباحثة بأدوات تفكيكية تطبيقية من أدوات جاك دريدا وهايدغر. وقد رصدت في هذا الكتاب، ترسانة من المفاهيم البلاغية لمقاربة سؤال الكينونة. وفي ذات الوقت، اشتغلت هذه الترسانة وفق مفهوم الشبكة البارثيّ، وهذه طريقة ساهمت في تشابك المفاهيم وصداميتها وأضدادها.ما ميّز الكتاب أيضا أنه جمع بين الأدب والفلسفة.
حاورتها/ نوّارة لحـرش
كتابك الجديد»تفكيك البلاغة وبلاغة التفكيك في نصوص المواقف للنّفريّ»،لماذا مغامرة تفكيك نصوص النفري تحديدا؟
سامية بن عكوش: إنّ أيّ مغامرة نقدية في أيّ نص تراثيّ، تضعنا حتميا في صلب أسئلة المنهج والنّص، ومدى مشروعية مقاربة نص تراثيّ عربيّ بِعُدة معرفية غربية، خاصة إن كانت المقاربة تفكيكية والنّص صوفيّا، فأوّل تساؤل يُطرح: ما مدى مشروعية مقاربة نص صوفي ودينيا في صميمه بآليات تفكيكية، والتفكيك ثار على التمركزات الدّوغمائية، على رأسها الدّين.
تستند مقاربتي إلى مسوّغات موضوعية، حدّدتها طبيعة نصوص المواقف من جهة، وكذا مقوّمات التفكيك من جهة أخرى. فمن جهة شكّلت نصوص المواقف للنّفريّ حداثة فريدة مقارنة بكثير من نصوص التراث العربيّ، إذا تجاوزنا الفهم التاريخيّ البسيط للحداثة، والتفتنا إلى حداثة الشّكل الكتابيّ للمواقف، إذ اختار النّفريّ الكتابة المقطعية التشذيرية، وهذا النّوع من الكتابة يحارب أيّ مسعى لتحديد معنى «واحد أوحد»، ويفتح النّصوص على الاختلاف والتوتر المستمرين. ويتقاطع النّفريّ مع كثير من الشّعراء السّورياليين، وحتى مع بعض النّقاد والفلاسفة المعاصرين، على رأسهم نيتشه. كما أنّ نصوص المواقف تنخرط في كثير من الإشكاليات المعرفية التي لازالت تثير جدالا في السّاحتين النّقدية والفلسفية: سؤال المعنى والسّبل الكفيلة بالإجابة عنه. فتجربة الوقفة تضطلع بسؤال الكينونة مع اللّه والسّبل الكفيلة بتحقيق ذلك، وتتأمّل العجز الذي يحيق بهذه البنيات، الكلام والقراءة والكتابة.
ما الذي شدّك للمواقف النّفريّة، وما هي أكثر الإشكالات المعرفية التي وقفت عليها أو استوقفتك واستفزتك؟
سامية بن عكوش: أوّل أمر شدّني هو الشّكل الكتابيّ الذي اختاره النّفريّ لتوصيف تجربته العرفانية، ألا وهو الكتابة المقطعية التشذيرية، فهي نصوص تندّ عن نمط الكتابة في عصره، وتقترب من كتابة الشّعراء والنّقاد والفلاسفة المعاصرين. ثاني أمر هو علاقته الفريدة باللّغة العربية، فالنّفريّ فتّق قدرات اللّغة العربية بشكل عجيب، كما لم يفعل سابقوه ولا معاصروه ولا من أتوا بعده. فلقد لجأ إلى الاشتقاق والنّحت، واستطاع أن يدفع بهما اللّغة العربية إلى أن تتحوّل إلى لغة رائية، تتجاوز حدودها النّحوية والمعيارية المتعارف عليها، لتفيض بالدلالات والإيحاءات اللانهائية. ثالث أمر شدّني هي الإشكاليات المعرفية التي انخرطت فيها نصوص المواقف، وتتعلّق في أغلبها بقضايا ابستمولوجية تتعلّق بسؤال المعنى في تجربة الوقفة، وكيف يمكن للغة بشرية حدّية أن تستشرف معاني تجربة عرفانية؟ لهذا يتكرّر هذا السّؤال على مدار المقاطع والشّذرات، وكثيرا ما تصطدم لطافة الروح بكثافة الحرف.
دراسة نصيّة تراثية صوفيّة بأدوات تفكيكية تطبيقية من أدوات جاك دريدا وهايدغر، لماذا؟، وهل ترين أنه من الضروري تفكيك نصوص عربية تراثية تحت عباءة فلسفية غربية؟
سامية بن عكوش: إنّ السّؤال الأوّل الذي يواجهني به قرّاء الكِتاب، خاصة المختصين منهم، هو في صلب الفلسفة الغربية المعاصرة، حول مشروعية الجمع بين هايدغر ودريدا من جهة، ثمّ السّؤال الثاني عن مشروعية الجمع بين هايدغر ودريدا والنّفريّ من جهة أخرى. فيقوم الاعتراض الأوّل كون الدّراسة تجمع بين أنطولوجيا هايدغر التي تبحث عن الجوهر والأصل والمعنى الواحد، وبين التفكيك الدريديّ الذي يثور على ذلك، وينسف النّسق المغلق الذي انبنت عليه الفلسفة الغربية، عبر تهديم التراتبية بين الثنائيات «الدال/ المدلول، الخارج/ الداخل، العقل/ الجنون، المركز/ الهامش...إلخ». إنّ الأنطولوجيا أنطولوجيات، فأنطولوجيا هايدغر مختلفة عن نظيرتها لدى أرسطو، فمفاهيم هايدغر عن الكينونة والوجود ليست واضحة وغير حاسمة، وهي غير قابلة للمفهمة وللتسمية كما ذهب إلى ذلك هايدغر نفسه. فيمكن- إذن- أن نقرأها ضمن مفهوم الأثر في فلسفة التفكيك الدريديّ. ويتوقف القارئ عند هذا التقارب بعمق في مقالي «التقارب الفكريّ بين هايدغر ودريدا والنّفريّ» المنشور ضمن الكتاب الجماعيّ بعنوان: «من الكينونة إلى الأثر، هايدغر في مناظرة فلاسفة عصره».
أما عن مشروعية قراءة نص تراثيّ، ينتمي إلى عصر ولّى بأدوات الفلسفة الغربية، فإنّه يمكن فعل ذلك انطلاقا من مسوّغات موضوعية تتعلق بطبيعة نصوص المواقف التي تنخرط في كثير من الإشكاليات المعرفية المعاصرة، كما وضّحت ذلك آنفا. كما أنّه يمكن فعل ذلك، انطلاقا من فهم جديد للتراث وللتاريخ وللهوّية كما سأوضّح ذلك لاحقا.
أما عن سؤالك عن ضرورة تفكيك نصوص التصّوف، فيمكن فعل ذلك، مادامت نصوصا خرقت السّلطتين الدّينية واللّغوية، وأسّست لفهم جديد للدّين خارج دوغمائية التوحيد، كما أنّها خرقت معايير اللّغة العربية، نحوا وصرفا وتركيبا. وإذا تجاوزنا الاختلاف الظاهر بين التفكيك والتصوف المتمثل في عنصر الدين، كون التفكيك يثور على التمركزات اللاهوتية بما فيها الدين، أما التصوف فهو ديني في صميمه. فإنّ التجربتين تتقاطعان من خلال الحيرة المصاحبة لكلّ التجارب الصوفية، وهي المعادل الموضوعيّ للقلق عند هايدغر الذي يجعل البنيات التي تصنع المعنى قلقة، لا تحسم سيرورة المعنى، ولا تحيل الدوال إلى مدلولات نهائية، ولا النّص على مرجعية ما. وحتى الإله المتجلّي في نصوص المتصوّفة هو صورة ذهنية للّه، وهوما يسمّيه ابن عربي بإله الحيرة الذي يختلف في تصوره عن صورة الإله كما هو في الأرثوذوكسية الدّينية.
أيضا، ذهبتِ إلى القول بأنه «ضمن هذا الفهم الجديد للتراث، فإنّ النّفريّ ينخرط في حوار معرفيّ مع أطروحات التفكيك الدريديّ والأنطولوجيا الهايدغرية». كيف؟
سامية بن عكوش: في الكِتاب يجد القارئ حوارا فكريا، أوّلا بين مفاهيم هايدغر ودريدا في رحم نصوص المواقف، باعتبار المواقف تتيح إمكانية استثمار مفاهيم أنطولوجية أساسية لهايدغر «مفهوم الكينونة، الوجود، وجود الموجود، مفهوم الكائن» ومفاهيم دريدا التفكيكية «الاختلاف المرجئ، الأثر، البعثرة، المحو». وقد شغّلت هذه المفاهيم لمحاولة الإجابة عن سؤال المعنى في تجربة الوقفة. كما أنّ القارئ يتوقف في نفس الوقت عند محاورة بين مفاهيم النّفريّ من جهة وهايدغر ودريدا من جهة أخرى، على اعتبار المواقف النّفريّة تورد مقاطع واصفة، تطرح فيها مجموعة من المفاهيم النّقدية، عن الحقيقة والمجاز، الأصل في تجربة الوقفة، دور البنيات الأنطولوجية «الكلام والكتابة والقراءة» في تأسيس المعنى، إشكالية الفهم في النّص الصوفيّ. وتقترب مفاهيم النّفريّ من مفاهيم هايدغر ودريدا كما أثبّتُ ذلك على مدار فصلي الدّراسة التطبيقية.
ينأى مسعاي النّقديّ عن أيّ ادّعاء نرجسيّ، فلا أهدف من خلال الدراسة إلى إثبات أسبقية النّفريّ إلى كثير من المفاهيم المعاصرة. بل الهدف الأساسيّ هو إقامة محاورة فكرية، ينخرط فيها النّفريّ التراثيّ في محاورة هايدغر ودريدا الحداثيين. بل تسهم المواقف النّفريّة في جعل مفاهيم هايدغر ودريدا تتحدث بلسان عربيّ، وتكشف في مواقف كثيرة عن الضلال الفكريّ الذي وقعت فيه الفلسفة الغربية المعاصرة، عندما انخرطت في أسئلة الموجود وأهملت كنه الوجود. في نصوص المواقف توضع الفسلفة التفكيكية في حرج كبير: ما مدى نجاعة الدّرس التفكيكيّ في تحليل كشوفات نص عجيب، يخرج عن كلّ الادّعاءات بما فيها ادّعاءات التفكيك؟
معروف عنك اشتغالك واهتمامك بالبحث الصوفي والتراث، وفي نفس الوقت اهتمامك بالفلسفة والحداثة، ماذا تقولين عن هذه المزاوجة بين التراث والحداثة؟
سامية بن عكوش: لا أثق كثيرا بمنطق الثنائيات «تراث/حداثة»، «أصالة/ معاصرة». لأنّ الدّراسات النّقدية المعاصرة للتراث مثلا، أثبتت أنّ نصوص التراث، أو التي أسمّيها نصوص الميراث، بإمكانها أن تنخرط في كثير من الإشكاليات المعرفية التي طرحتها الحداثة الغربية المبنية على تمجيد العقل، أو إشكاليات ما بعد الحداثة المبنية على الجنون وطيش المعنى.
إنّ الفصل العنصريّ بين حدّي الثنائيات السّابقة، ينبني على نسق أرسطيّ مغلق من التراتبيات، يستبعد فيه العناصر الخارجية للنّسق. ويتحكّم هذا النّسق في كثير من الدّراسات التي تنتج في الضفتين العربية والغربية. ففي الضفّة العربية، ينطلق معظم النّقاد الذين يقاربون التراث العربيّ بآليات أنتجها الفكر الغربيّ المعاصر، من ذات نرجسية تعتقد أسبقية التراث إلى كثير من المفاهيم المعاصرة، وأنّ التراث العربيّ قد قال كلّ ما يجب وما يمكن قوله. فلا عجب أن تتكرّر عبارة: «وقد سبق أسلافنا إلى هكذا مفهوم»، في كثير من البحوث النّرجسية التي تعجّ بها رفوف مكتباتنا.
في المقابل اشتغل نسق الاستبعاد حتى في الدّراسات الغربية، منذ اليونان إلى نيتشه فهايدغر ومن أتوا بعده. حيث أقصي الفكر الغربيّ التراثين الإسلاميّ واليهوديّ، وهو ما جلّاه بشكل واضح جاك دريدا وعمل على تجاوز مطبّاته إيمانويل لا فينانس.
يتمثل دور النّقد الواعيّ في البحث عن لحظات التطعيم الممكنة بين التراث العربيّ واليهوديّ والغربيّ، بعيدا عن أيّ ادّعاء نرجسيّ أو استلاب نفسيّ. يمكن التأسيس لهكذا حوار، بالخروج من منطق النّسق المغلق الذي يجعل العقل في مواجهة لضدّه اللاعقل، التراث في صدام مع الحداثة، الأصالة في حرب مع المعاصرة. والحال أنّ التحليل النّفسيّ يعلّمنا أنّ اللاوعي يتحدث لغات الوعي، وأنّ العناصر المستبعدة إلى خارج النّسق، تعود لتخترقه، ولو بشكل مجازيّ. وضمن هذا المسعى أنخرط.
رصدتِ ترسانة من المفاهيم البلاغية لمقاربة سؤال الكينونة. وفي ذات الوقت، تشتغل هذه الترسانة وفق مفهوم الشبكة البارثيّ، كأنك بطريقة ما كنت تثيرين شهوة وشهية تشابك المفاهيم وصداميتها وأضدادها؟
سامية بن عكوش: كلّ نص نقديّ أو فلسفيّ هو منتوج مفاهيميّ، وفي نفس الوقت هو إنتاج للمفاهيم، تشتغل فيه المفاهيم دون هوادة، قصد القبض على معنى أيّ تجربة كتابية. في مقاربتي التفكيكية تشتغل نصوص المواقف وفق مفهوم الشبكة البارثيّ. حيث سيجد القارئ ترسانة من المفاهيم البلاغية التفكيكية، استمدتها بعد طول تفكير في ممارسات هايدغر ودريدا وأتباعه من النّقاد التفكيكيين. صفة هذه المفاهيم أنّها صدامية، أي تجمع بين المتضادات في نفس المقطع أو الشّذرة، مما يفتح لعبة الإنتاج نحو ما يسمى بالصراع، بمعناه الوجوديّ الذي يضرب بجذوره إلى هيراقليطس، وبمعناه النّصيّ فيما يسمى بالفصام في التحليل النّفسيّ اللاكانيّ «فصامية اللّغة حيث لا تنغلق الدوال على مدلولات نهائية، مادامت المدلولات ينخرها تزاوج الأضداد».
في النّص تصطدم عربة المعنى باللامعنى المصاحب لكلّ معنى، تبنى الصور كالعمارات، ثمّ تنهار في لمح البصر. فلا نخرج من كلّ هذا الضجيج المفاهيميّ سوى بالمتعة، متعة إبصار الذات لذاتها، وهي تلقى بعيدا وقريبا، في نور العتمة.
قلتِ أن مسعاك النّقديّ يتأسّس على تعريف جديد وخاص للتاريخ وللتراث وللهوّية. كيف ذلك وعلى أيّ أساس وبأيّ معطى؟
سامية بن عكوش: في المدخل النّظريّ طرحت تعريفا جديدا وخاصا للتراث وللتاريخ وللهوّية. ينبني مسعاي النّقديّ على مفهوم الزّمانية في أصالتها حسب هايدغر. فلا يعرف فيها الزمن الفصل التقليديّ بين الأزمنة الثلاثة «الماضي- الحاضر- المستقبل» كما هو في الأنطولوجيا التقليدية، من هيغل إلى دلتاي. بل إنّ الزّمانية ترى الماضي على أنّه ما ينفكّ يمضي، والحاضر على أنّه ما يفتأ يحضر. فيكون التراث من وجهة النّظر هذه، أمامنا ومن حولنا، لا وراءنا. مما يضمن استمرارية إقباله نحونا وإقبالنا نحوه، في زمن القراءة الذي هو زمن الحضور الأصيل.
في المدخل النّظريّ يجد القارئ أيضا تأويلا لغويا لكلمتي تراث وميراث، أكشف من خلالهما ما غيّبته الدّراسات التراثية العربية من معاني الميراث، منذ عصر التفسير للسّلف إلى عصر التكرار للخلف. ومن خلال كشف المسكوت عنه من معاني التراث، أسعى إلى طرح تصوّر جديد عن علاقتنا بالموروثين النّقديّ والبلاغيّ، ننتقل فيه من علاقة تسليم واستشهاد وتمثيل، إلى علاقة ارتياب وشكّ وتقويم.
ما ميّز الكتاب أنه جمع بين الأدب والفلسفة. هذا ما يفصح عن ميولك الأدبية أيضا، هل ننتظر عملا أدبيا عن قريب؟
سامية بن عكوش: إنّ الحدود تقلّصت، بل انتفت بين الأدب والفلسفة، منذ النّفريّ فنيتشه ثمّ هايدغر ودريدا. وأدرج كتابي ضمن ما يمكن تسميته بـ «فلسفة الأدب». يمثل الكِتاب إضافة لمجهودات من حاولوا التقريب بين ضفتي النّهرين «الفلسفة والأدب»، من خلال شقّ برزخ التقارب الممكن بينهما، عبر المجاز الذي اشتغل عليه نقاد وفلاسفة التقارب. إذ اعتبر هؤلاء أنّ المفاهيم الفلسفية الميتافيزيقية، الحقيقة والحضور والمعنى، ليست سوى مجازات لغوية تحلّ محلّ المفاهيم الماورائية.
أما عن ميولاتي الأدبية، فأنا أعتكف حاليا على إنهاء قراءاتي في النّص الصوفيّ، الذي أعتبره من أجلّ وأجمل النّصوص التي أنتجتها الذّائقة العربية. أسعى إلى تعميق وتوسيع قراءتي في النّص الصوفيّ، ومن ثمّ مواصلة مغامرتي النّقد- فلسفية في رسالة الدكتوراه.
بالنّسبة للكتابة الأدبية، فلي محاولات قصصية وخواطر، لا أفكر بنشرها. لأنّني لا أحب أن أتطفل على مجال الإبداع الأدبيّ، فله أصحابه الكثيرون. ما كتبته من محاولات أدبية ستظلّ في درجي. وهي نفحات خيالية، تقاوم لفحات الواقع المرير. ما يستهويني أكثر هو مهمة النّقد الفلسفيّ، وأظنّ أنّ كثيرا من نصوص الأدب في الجزائر، أو في الوطن العربيّ تحتاج إلى دراسات جديدة وجريئة.