تطرح الزوبعة التي أثيرت حول أحلام مستغانمي في الكويت ، بسبب حب قديم لصدام حسين و تغريدة عن العباءات مسألة "العلاقات الخطرة" بين الكتّاب والساسة في العالم العربي.
وإذا كانت الدعوة التي تبنّاها كتاّب في الصحف ونوّاب في البرلمان بطرد الكاتبة الجزائرية من الكويت التي زارتها بمناسبة معرض الكتاب لما قيل عن مواقفها الداعمة لصدام و تغريدة قالت فيها أنها ذاهبة إلى الكويت ووضعت في حقيبتها عباءات وفسرت كاستخفاف بالثقافة الخليجية، تجانب الوجاهة بل و تعتبر اعتداء على حرية الكاتبة، فإن ذلك لا يعفي أحلام من "المساءلة" باعتبارها كاتبة تتخذ مواقف سياسية في بلدان لا يخرج الاقتراب من الحكام فيها من دائرة الشبهات.
و أحلام مستغانمي التي تعد اليوم الكاتبة الأكثر شعبية في العالم العربي معروفة بمواقفها القومية لكن حماستها لبعض رموز القومية تضعها أحيانا في مواقع صعبة وكذلك الشأن عند امتداحها لحكام و بلدان غير ديموقراطية وهو سلوك لا يليق بكاتب ينتظر منه أن ينتصر لقيم الحق والعدالة والحرية، خصوصا حين يتعلق الأمر بكاتب يفضل التحرك خارج النص ويخرج من عزلته الضرورية مستسلما لإغواء الحياة العامة ويباهي بامتلاك جيش قوامه ستة ملايين قارئ.
نعم، ثمة مأزق يجد الكاتب العربي نفسه فيه، بحكم الوضع غير الطبيعي للعالم العربي، فالناس لا تنتظر من الكاتب النص فقط ولكنها تنتظر الموقف أيضا، و قد تطغى المواقف على النصوص في ميزان الحسنات والسيئات، وكم من كاتب ظلم موقفه نصه، وكم من كاتب لا نص له حمله الموقف في ثقافة شفوية يتفوق فيها مفعول السماع على فعل القراءة وفي مجتمعات لم تبلغ مرحلة تستهلك فيها الآداب والفنون من باب المتعة لأن شقاءها السياسي يفسد عليها ذلك، الأمر الذي يخرج الكتاب والفنانين عن النص ويضع المتاريس في طريق العودة إليه.
ملاحظة
يخطئ الكاتب مرتين: حين يقترب من الحكّام وحين يصدّق الجماهير.
سليم بوفنداسة