رعايا من 17 بلدا يجتمعون حول مائدة إفطار سبل الخيرات بقسنطينة
جمعت أول أمس مائدة إفطار مكتب سبل الخيرات، التابع لمديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة ، رعايا و ضيوف من 17 بلدا عبر العالم، وفق عادة دأب عليها المكتب كل رمضان، خلال الأربع سنوات الأخيرة، ما سمح لبعض الضيوف خاصة غير المسلمين، باكتشاف روحانية الصيام و بهجة الإفطار .
روبورتاج: فاتح خرفوشي
بدأ توافد الضيوف على مطعم بيت الشرق ببوجنانة، الذي تبرع به أحد المحسنين، قبيل آذان المغرب بدقائق، و تقدمهم دانماركيان و سيدة تركية و رابعة من أمريكا اللاتينية ، وهم عمال بمؤسسة «صيدال» للأدوية، كانوا مصحوبين بمترجم جزائري، ثمَّ التحق بهم طلبة بجامعة منتوري بقسنطينة، من مختلف دول إفريقيا ، على غرار النيجر والكاميرون، وغيرهما، انتهاء بوفد من الأتراك العاملين بمختلف الورشات و الشركات، و كانت العيون تترقب الموعد الهامِّ في نهاية كل يوم صيام من حياة المسلمين ، واكتشاف روعة تقاسم مائدة إفطار الجزائريين مع مختلف جنسيات العالم.
اقتربنا من طاولة الدانماركي دافيد، وسألناه عن الدافع وراء قدومه إلى مائدة الإفطار، فرد بأنها المرة الثانية منذ قدومه للعمل بالجزائر، وتحديدا إلى قسنطينة، التي تتمُّ استضافته مضيفا «لست صائما بحكم ديانتي، لكن رؤيتي لأجواء رمضان ومائدة الإفطار، وكيفية تجمُّع الكثيرين حولها، يؤكد أهمية ذلك بالنسبة للمسلمين، وهذا شيء أحترمه، وأقدِّر أيضا دعوتي على مائدة مماثلة»، فيما قال لنا زميله مارتن «لأوَّل مرة أرى أمرا كهذا، وهو يدلُّ على جمالية هذه الشعيرة، ويعكس الحب والجمال الذي وجدناه لدى القسنطينيين، شكرا على الدعوة الرائعة».
قالت النيجيرية نفيسة، طالبة سنة ثانية تخصُّص إنجليزية بجامعة الأخوة منتوري 1، «لا يكاد يكون مختلفا بشكل كبير عن أي إفطار بعيدا عن الديار»، بالنسبة لها و لبقية مرافقيها من الطلاب، وهم أحمد من الكاميرون، وبشير وهاجر وزينة من مالي والسينغال، وكلارينس غير المُسلمة، التي أرادت أن تقاسم زملاءها مائدة الإفطار، و تعيش روحانية شهر رمضان الفضيل، حيث توجَّهت المجموعة بخالصِ شكرها لمكتب سبل الخيرات على هذا اللقاء الحميمي والأسري، الذي جعلهم يحسُّون أنهم بين ذويهم.
وقال المتحدث أنَّ الهدف وراء تنظيم مائدة إفطار مماثلة لا يشمل المسلمين، فقط، بل الهدف الأساسي هو استضافة حتى الأجانِب من غير المسلمين، لمعرفة جوهر هذا الدِّين، وجماليته وسماحته، وانفتاحه على الديانات والإثنيات الأُخرى، وفق مباديء السلام والتعايش التي يدعو لها الدين الحنيف.
ولبَّى الدعوة رعايا أجانب من 17 دولة، تتقدمها فلسطين والأردن وتونس وإريتيريا ومصر ولبنان والسُّودان، حسب مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية، لخضر فنيط، إضافة لعدد من أئمة المساجد والشيوخ والدعاة، حيث جاء الهدف من مائدة الإفطار هو لمُّ الشمل والاحساس بجمالية وروحانية شهر رمضان الكريم، وتقاسم الحبُّ بين جميع أطياف وأديان وجنسيات العالم الرحب.
70 ألف وجبة و أكثر من ألفي كيس دم منذ بداية رمضان
و أوضح أمين مجلس سبل الخيرات بقسنطينة، عبدالقادر نوار، أنَّ المنضوين تحت لواء المجلس، تمكَّنوا هذا العام من تنظيم حوالي 70 ألف وجبة إفطار ساخنة محمولة وعلى الطاولة لعابري السبيل، خلال العشرين يوما الأولى من شهر رمضان، و هي موزعة على 20 نقطة، فيما يطمح ومن معه لبلوغ 100 ألف وجبة، إلى جانب توزيع 12858 قفة بـ 104 مساجد لصالح الفقراء والمعوزين واليتامى، بقيمة 5000 دج للقفة، وكذا جمع 2122 كيس دم عبر 72 مسجدا، و يظلُّ الرقم قابلا للارتفاع بعدَّة أضعاف في حال وفَّرت مديرية الصحة المزيد من الإمكانات الماديّة و البشرية، حسبه.
كما برمج مكتب سبل الخيرات عملية ختان لحوالي 200 طفل، حسب ذات المصدر، مع إمكانية رفع العدد، تبعا لتبرعات المحسنين وكذا استعدادات مديرية الصحة. ف/ خ