الكاميــــرون خدمتنــــا ببرمجـــة اللقـــاء بجابومـــا
يرى الدولي السابق جمال مناد، أن الكاميرون تكون قد قدمت خدمة من حيث لا تشعر للمنتخب الوطني بنقل مباراة ذهاب الدور الفاصل إلى ملعب جابوما بدلا من أوليمبي، مشيرا في حواره مع النصر أن ما عاشه الناخب الوطني جمال بلماضي في نهائيات كأس أمم إفريقيا مر به مدرب ريال مدريد السابق زين الدين زيدان بعد فوزه بثلاثة ألقاب متتالية من دوري أبطال أوروبا، كما تحدث عضو الطاقم الفني للخضر عن وضعية سليماني وبونجاح ورسالته للاعبي الخضر قبل موعد الحسم.
حاوره: سمير. ك
ما رأيك في نتائج قرعة الدور الفاصل التي أوقعتنا في مواجهة منتخب الكاميرون ؟
كلنا ننتظر في مباراتي السد أمام منتخب الكاميرون، وأملنا كبير في نجاح منتخبنا الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي في التأهل إلى المونديال، خاصة وأن ذلك سيكون أفضل تعويض لخيبة الإقصاء المبكر من نهائيات «الكان» الأخيرة، أنا واثق من مقدرتنا على تخطي عقبة الأسود غير المروضة، رغم كل ما يقال بأنها منافس شرس، لقد تابعت أداءهم في كأس الأمم الإفريقية، وصدقوني نحن أفضل منهم بكثير، سيما إذا ما استعدنا مستوياتنا السابقة التي جعلتنا نطيح بجميع المنتخبات.
الفريق البوركينابي أقوى من الكاميروني
تبدو واثقا من مقدرة عناصرنا الوطنية على تجاوز عقبة الأسود الجموحة ؟
صحيح أن الأسود تعد شبحا أسود لمنتخبنا الوطني، كوننا لم نفز عليها في أي لقاء رسمي، كما أن الأخيرة لديها الخبرة في مثل هذه المواعيد الكبرى، ويكفي أنها تعتبر أكثر المنتخبات الإفريقية مشاركة في المونديال(حاضرة في نهائيات كأس العالم 7 مرات كاملة)، ولكن هذا لا يعني أنها تمتلك الأفضلية على حساب الخضر، فمن وجهة اعتقادي، وبحكم خبرتي كمدرب وطني، أرى أن الكفة تميل لصالحنا، خاصة إذا ما تعاملنا مع لقاء الذهاب بذكاء، وهنا أؤكد على ضرورة توظيف أسماء قادرة على الظهور بمستوى قوي في مباراة جابوما، وأفضل في هذه الحالة العناصر الأكثر حيوية ونشاط، كونها ستكون في مأمورية صعبة للسيطرة على وسط الميدان، دون نسيان الصلابة الدفاعية، كون هذا الخط كان مهتزا في نهائيات «الكان» الأخيرة، سيما على مستوى التغطية والمراقبة.
حذار من انتهاج خطة «الفيلة» وهكذا سنعود بنتيجة مطمئنة في الذهاب
ماذا عن نقاط قوة وضعف المنافس ؟
تابعت منتخب الكاميرون في كل مبارياته الأخيرة في «الكان»، ولاحظت أنه بدأ البطولة القارية بقوة، بعد تخطيه منتخبات بوركينافاسو وإثيوبيا وجزر الرأس الأخضر وجزر القمر، غير أن مستواه تراجع مع تقدم المنافسة، وظهر على حقيقته بداية من الدور ربع النهائي أمام منتخب غامبيا، حيث تخطاه بصعوبة كبيرة، قبل أن يمر جانبا أمام منتخب مصر، الذي أقصاه بميدانه وأمام أنظار جماهيره، مقدما له درسا في كرة القدم، لقد نجح أشبال كيروش في التفوق على الكاميرون، بفضل الخطة التي انتهجها التقني البرتغالي بغلق المنافذ على لاعبي الأروقة، مع التمركز الجيد في وسط الميدان، وعدم المجازفة نحو الأمام، وانتظار أخطاء المنافس الذي يعاني بشكل مبالغ فيه في الخط الخلفي، وهنا استغل الفرصة للبعث برسالة إلى الناخب الوطني جمال بلماضي إن أردنا العودة بنتيجة طيبة من دوالا، علينا أن نلعب بخطة حذرة كتلك التي انتهجها الفراعنة.
هذه رسالتي لنجوم الخضر حتى ميسي وكريستيانو مرا بفترة فراغ
لماذا اللعب بخطة حذرة رغم امتلاكنا الأسلحة للعودة بنتيجة طيبة من دوالا ؟
لم أقل أننا مطالبون بانتهاج خطة دفاعية، كل ما في الأمر أنني ضد اللعب بذات الأسلوب الذي دخلنا به لقاء كوت ديفوار في ختام دور المجموعات من نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث غامرنا كثيرا نحو الأمام بحثا عن الفوز، وتركنا الفراغات في وسط الميدان، ما مكن المنافس من مباغتتنا بالكرات السريعة المرتدة، أنا مع اللعب بخطة متوازنة ترتكز على غلق المنافذ والأروقة، وانتظار أخطاء المنافس، الذي أبان عن ضعف كبير في قلب الدفاع، وهو ما علينا استغلاله بكرات في العمق ناحية المهاجمين، أنا واثق أن التأهل سيلعب بجابوما، ولو نكون في يومنا، سنطيح بالأسود بأرضية ميدانها، ونقطع بذلك نصف التأشيرة، كون منافسنا ليس أقوى من منتخب بوركينافاسو الذي أسال لنا العرق البارد في دور المجموعات.
سليماني متفوق على بونجاح في هذه الجزئية
ألا ترى أن برمجة لقاء الذهاب بملعب جابوما لا يخدمنا، بسبب ذكرياتنا السيئة هناك ؟
على العكس تماما، كنت سعيدا بنقل مباراة الذهاب إلى ملعب جابوما بدلا من أوليمبي بالعاصمة ياوندي، صحيح أننا نملك ذكريات سيئة بمدينة دوالا بعد توديع الكان من الدور الأول، ولكن الكاميرون خدمتنا من حيث لا تشعر ببرمجة اللقاء هناك، فلاعبونا لديهم الفرصة الآن لرد الاعتبار لأنفسهم، والثأر لما حدث معهم في دورة الكاميرون، كما أنهم يمتلكون نظرة جيدة عن أرضية الميدان التي تعودوا عليها بعض الشيء، عقب المشاركة القارية الأخيرة، على العموم أتمنى أن يتم تجهيز الأرضية بشكل جيد، وإن لم يحدث ذلك، فسيؤثر أكثر على الكاميرون، كونها من ستكون مطالبة بصنع اللعب، على عكس منتخبنا الذي سيدخل المباراة بحذر، مع العمل على استغلال أبسط الأخطاء، من أجل هز شباك أونانا التي أراها في متناولنا، في ظل امتلاكنا للاعبين بمواصفات محرز وبلايلي.
استدعاء بن طالب وبودبوز وبلفوضيل لمباراتي السد مجازفة
بصراحة، هل توقعت الإقصاء من الدور الأول، ولماذا ظهرنا بذلك الوجه الشاحب؟
لا أحد في الجزائر كان ينتظر أن نغادر «الكان» الأخيرة بتلك الطريقة، ولكنها كرة القدم لا تعترف بأي منطق، كما أن ما حدث معنا يحصل عادة مع كل الأبطال، فالتاريخ يؤكد أن المتوجين لطالما يجدون صعوبات بالجملة في المنافسات التي تلي اعتلاء المنصة، على العموم، هناك عديد المعطيات وراء ذلك الوجه الشاحب، ولكن أبرزها التتويج العربي، فعوض أن يخدمنا أرى أنه أثر علينا بشكل غير مباشر، حيث جعل اللاعبين يدخلون المنافسة القارية بثقة مفرطة في النفس، كونهم أبطال إفريقيا والعرب، كما أن الناخب الوطني بعد ذلك الإنجاز عجز دون شك عن إيجاد الكلمات التحفيزية المطلوبة، وهو السيناريو الذي حصل مع المدرب زين الدين زيدان، خلال تجربته مع ريال مدريد، فبعد فوزه بثلاثة ألقاب متتالية لرابطة الأبطال الأوروبية، أكد أنه لم يعد يجد العبارات المناسبة لتحفيز رفاق بن زيمة، وهو ما تسبب في تراجع نتائج «الملكي» في تلك الفترة، صحيح أن أوجه المقارنة قد لا تتناسب مع ما نعيشه الآن، ولكن هناك جزئيات متشابهة، وإن كنت متفائلا من خطاب بلماضي المقبل، فالأمر الآن يتعلق بالمونديال، ولا يوجد من لا يرغب في التواجد بمحفل كروي من هذا الشكل.
ما عاشه بلماضي في «الكان» مر به زيدان بعد ثلاثية الأبطال
الوضعية النفسية للاعبين أبرز خطر يهدد الخضر، أليس كذلك؟
عناصرنا الوطنية محترفة، ولديها الخبرة للتعامل مع مثل هذه المواقف، فجل الأسماء عاشت وضعيات مشابهة، قبل اعتلاء منصة التتويج في مصر، ولذلك أنا واثق أن التشكيلة الوطنية ستدخل المعسكر المقبل، وكلها عزم على تعويض إخفاق الكاميرون، ولم لا إهداء الشعب الجزائري تأشيرة التأهل لمونديال قطر، كل ما يهمنا الآن هو الجاهزية البدنية، كونها ستكون حاسمة في تحديد هوية المتأهل، سيما في مباراة الذهاب التي ستكون بدنية وتكتيكية بنسبة أكبر من نظيرتها في الإياب.
التتويج العربي لم يخدمنا والمونديال أكبر تحفيز !
كمهاجم دولي سابق، كيف تعلق على وضعية بونجاح وسليماني ؟
لكي نكون في الصورة بونجاح وسليماني يمران بفترة صعبة مع المنتخب الوطني، ولو أن إسلام لديه شخصية أقوى من بغداد، وسيكون من السهل عليه تجاوز فترة الفراغ، أنا لدي رسالة خاصة للاعبي المنتخب الوطني ككل وليس لهذا الثنائي فقط، إن أردتم أن تكونوا في الموعد، عليكم وضع كل شيء خلفكم والتطلع لما ينتظركم شهر مارس، خاصة وأن الجماهير الجزائرية تعلق عليكم آمالا كبيرة، فكلنا مررنا بوضعيات صعبة، وحتى نجوم كبار عاشوا مثل هذه الصعوبات، على غرار ميسي ورنالدو، ولكن بالاحترافية والرزانة تجاوزا كل شيء، وعادا إلى مستواهما المعتاد، وهو ما آمل أن يحدث مع سليماني وبونجاح.
«السوشيل ميديا» وراء تدهور مستوى بونجاح وهذه نصيحتي له
مهاجم السد القطري بات عاجزا حتى عن تسجيل الفرص السهلة مع ناديه...
أجل تابعت ذلك، ولكن ما يؤسفني أكثر كيفية تعامل الجماهير مع وضعيته، فعوض الرفع من معنوياته في هذه الفترة العصيبة، باتت إخفاقاته محور حديث الجميع، وهو ما لا يخدم اللاعب والمنتخب الوطني، خاصة مع شخصية اللاعب الذي يبدو أنه متابع لكل شيء يقال عنه، وهنا أنا أنصحه بتفادي مواقع التواصل الاجتماعي، التي أثرت عليه بشكل مباشر، وقد ترهن حتى مستقبله مع المنتخب.
أنت مع أو ضد الاستنجاد ب»الحرس القديم»، على غرار بن طالب وبودبوز وبلفوضيل، خاصة مع المستويات الجيدة المقدمة من هذا الثلاثي ؟
معرفتي الجيدة بهذا الثلاثي تجعلني أؤكد لكم بأنه لا تزال لديه مكانة مع المنتخب الوطني، غير أن الاستنجاد بخدمات أي عنصر جديد قد يكون له عواقب غير حميدة، خاصة وأنه ليس وقت التجريب، كوننا على موعد مع مباراتين حاسمتين تتطلبان الانسجام، أنا لا أعتقد أن جمال بلماضي سيوجه الدعوة لأي لاعب جديد، وإن وجه لن يغامر بتغيير التشكيلة، رغم نكسة الكان، كونه سيعمل على رفع المعنويات، بدلا من إجراء ثورة على التعداد الذي لازال قادرا على العطاء.
س. ك