أعرب عداء السرعة اسكندر جميل عثماني عن سعادته البالغة بحصده لذهبيتي 100 متر و400 متر، خلال البطولة العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة، التي احتضنتها قبل أيام مدينة كوبي اليابانية، مؤكدا في حواره مع النصر أن إنجازه الأخير جاء نتاج تضحيات جسام، كما تحدث عثماني الذي لم يكتف بالمعدن النفيس فقط في كوبي، بل نجح أيضا في تحطيم الرقم القياسي العالمي في سباق 400 متر عن الحصيلة الرائعة للرياضيين الجزائريين، وأمور أخرى متعلقة بمدى استعداداته للألعاب البارالمبية بباريس، التي يود خلالها الفوز بذهبيتين جديدتين.
*خطفت الأضواء، خلال البطولة العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة التي احتضنتها مدينة كوبي اليابانية قبل أيام، بعد إحرازك ذهبيتي 100 متر و400 متر، ما تعليقك ؟
سعادتي لا توصف بهذا الإنجاز العالمي، المُضاف إلى تتويجي السابق بميداليتين (ذهبية وأخرى فضية)، خلال الألعاب البارالمبية التي احتضنتها طوكيو عام 2021، حيث عدت مُحملا من جديد بلقبين غاليين من دولة اليابان، عقب حصدي لذهبيتين، الأولى في سباق 100 متر فئة (ت 13)، والثانية في سباق 400 متر الذي لم أكتف خلاله بالمعدن النفيس، بل حطمت أيضا الرقم القياسي العالمي، في إنجاز يحسب لي ولفريقي "مدار"، وقبلنا بلدي الجزائر، التي خطفت الأضواء خلال هذه الألعاب العالمية، في دورة بلغت المنافسة خلالها أشدها بين مختلف الأبطال والأمم.
اقترابي من أرقام العاديين يعكس حقيقة تضحياتي
*صراحة، هل توقعت اعتلاء منصة التتويج في مناسبتين ؟
لا أخفي عليكم، كنت أضع في الحسبان تتويجي بالذهب، وهو ما كان لي، وإن كنت أخشى عامل الإرهاق فقط، بعد الرحلة الماراطونية التي قادتنا إلى اليابان، ولو أنني استرجعت كامل إمكانياتي في الوقت المناسب، ما سمح لي بتدشين المنافسة بقوة، عقب حصدي للميدالية الذهبية في سباق 100 متر بتوقيت قدره 10 ثوان و44 جزءا بالمئة، وهو رقم قياسي إفريقي جديد، وخلال هذا السباق الذي كان سريعا، لم أترك أي فرصة للياباني شوتا كاواكامي الذي لم تكن لدي الكثير من المعلومات عنه، كما أنني تفوقت بأريحية على البطل النرويجي المعروف سالوم أغيزي كاشافالي، صاحب الرقم القياسي العالمي في هذا الاختصاص ب 10 ثوان و37 جزءا بالمئة، إضافة إلى تجاوزي للأسترالي شاد بيريس الذي كان أبرز المرشحين أيضا للمنافسة على المعدن النفس، وهو التتويج الذي منحني الدافع لدخول سباق 400 متر بمعنويات عالية، لأنجح في حصد الميدالية الثانية، خلال هذه الألعاب العالمية، والتي تزامنت مع تحقيقي لرقم قياسي عالمي جديد، وهذا بعد قطع المسافة المذكورة في توقيت قدره 46 ثانية و44 جزءا بالمئة، محطما رقمي القياسي العالمي السابق (46 ثانية و70 جزءا).
*يقال إن رقمك الأخير المحقق في سباق 400 متر يقارب الأرقام المسجلة في نهائي الألعاب الأولمبية الأخيرة التي احتضنتها طوكيو، ماذا يمكن أن تضيف ؟
إنهاء سباقات 400 متر بتوقيت في حدود 46 ثانية وبعض الأجزاء من المئة، ليس ببعيد عن الأرقام المسجلة من طرف الأصحاء في مختلف الملتقيات الدولية، وهذا ما زاد من حلاوة إنجازي الأخير بكوبي، دون نسيان الرقم الجيد المسجل في سباق 100 متر، فهناك عدد قليل من الأبطال ممن ينزلون عن حاجز العشر ثوان، وكلها أمور تزيدني عزما وإصرارا على مواصلة العمل، لعّل وعسى أنجح مجددا في تشريف الراية الوطنية، بداية بدورة الألعاب البارالمبية المقررة بباريس.
لحسن حظي ساقني القدر إلى زوجة رياضية ومتفهمة
*ما سر هذا التفوق، وهل مشاركاتك الكثيرة مع الأصحاء وراء تطور مؤهلاتك؟
لا يوجد أي سر، كل ما في الأمر أنني أتدرب بتفان طيلة الأسبوع، ولا أترك أي مجال للصدفة، فمثل هذا النوع من السباقات يتطلب الجاهزية، وتضييع المران ليومين أو ثلاثة قد يكلفك الكثير، ولهذا أنا لا أستفيد من الراحة سوى لشهر واحد من كل عام، فالوصول إلى القمة والمجد ليس سهلا، كما يعتقد البعض، وهذا يتطلب الكثير من التضحيات، ويكفي أنني لم أقضي منذ دخولي القفص الذهبي (قبل 3 سنوات) الأعياد (عيد الفطر وعيد الأضحى) مع زوجتي الكريمة، وإن كانت متفهمة لذلك، كونها رياضية، وتنتمي لهذا العالم المثقل بالالتزامات.
*ما رأيك في حصيلة المشاركة الجزائرية خلال الألعاب العالمية الأخيرة؟
حصيلتنا جد مشرفة، بعد الفوز ب13 ميدالية ( 5 ذهبيات و4 فضيات و4 برونزيات)، ويكفينا فخرا تصدر لائحة البلدان الإفريقية والعربية، كما أن إنهاء المنافسة العالمية الأخيرة التي احتضنتها كوبي في المركز التاسع من أصل 108 بلدان مشاركة ليس سهلا على الإطلاق، دون الحديث عن تقدمنا ب13 مرتبة، مقارنة بآخر نسخة، والتي أنهيناها في المركز 22، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الرياضة الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة، في تطور مستمر.
وضع الجزائر بين أفضل الأمم شرف وفخر لنا
*هل من استعدادات خاصة للاستحقاقات المقبلة، وكيف ترى حظوظك في الألعاب البارالمبية بباريس ؟
استمتعت بحلاوة التتويجين الأخيرين، وسأعمل على طي هذه الصفحة عن قريب، من أجل التركيز على الاستحقاقات المقبلة التي تنتظرني، بداية بالألعاب البارالمبية بباريس، والتي لم يعد يفصلنا عنها الكثير، حيث سأكون بعد أيام قليلة على موعد مع معسكر مغلق خارج الوطن، على أن أخوض بعدها تربصين آخرين، وهذا من أجل الاستعداد بالشكل المطلوب لهذه التظاهرة العالمية التي أود خلالها التتويج بالذهب في سباقي 100 متر و400 متر، على عكس ما حدث معي في طوكيو عندما فزت بالذهب في سباق 400 متر، بينما ظفرت بالفضية في 100متر.
حاوره: سمير. ك