أكد الدولي السابق جمال بلماضي، صحة ما تم تداوله منذ ليلة الثلاثاء بخصوص احتمال الاستعانة به في المرحلة المقبلة، وتعيينه مسؤولا عن الطاقم الفني للمنتخب الوطني، خلفا للمقال رابح ماجر، في إجراء فسر على أنه خيار حتمي، لتعويض فشل مسؤولي الفاف في التعاقد مع إحدى الأسماء الكبيرة، التي سبق وأن ألمح إليها زطشي خلال عدة خرجات إعلامية، عندما كان يردد في كل مرة، أن المدرب المستقبلي سيكون اسما كبيرا وموندياليا ويملك من التجربة، ما يؤهله لقيادة الخضر لاستعادة مجدهم الضائع أو الأقل على ترميم صورة المنتخب، التي تعرضت خلال السنتين الماضيتين، للكثير من الهزات.
وكشف جمال بلماضي، المستقيل قبل أزيد من شهر من تدريب فريق الدحيل القطري، النادي الذي صنع له اسما كبيرا وقاده لعدة تتويجات في دوري نجوم قطر، وبالمقابل تمكن قائد الخضر السابق عبر بوابته من ولوج عالم التدريب، وتحقيق نجاحات، جعلته أحد أفضل المدربين بالدوري القطري، أنه تلقى اتصالا من طرف رئيس الفاف خير الدين زطشي، غير أنه رفض الخوض في تفاصيل المكالمة التي جمعت الثنائي، بل اكتفى بالقول «حقيقة تلقيت اتصالا من رئيس الفاف، لكن لا يمكنني تقديم الكثير من الإيضاحات حول ما جرى بيننا على الأقل في الوقت الراهن»، والأكثر من ذلك، فقد قام بتعطيل حسابه على موقع «فايس بوك»، بعد الضغط الكبير الذي تعرض له مباشرة بعد انتشار احتمال تعيينه في منصب مدرب المنتخب الوطني.
وكان بلماضي الذي حمل ألوان المنتخب الوطني في 20 مناسبة، قد استقال من تدريب فريق الدحيل بصورة مفاجئة، حتى أنه غادر الشهر الماضي، معسكر فريقه التحضيري بالنمسا على عجالة وقصد باريس، أين تسربت أخبار عن لقاء جمعه بزطشي بخصوص ذات الموضوع المتعلق بالخضر، غير أن قائد الخضر السابق سرعان ما نفى تلقيه اتصالا واكتفى بالقول أن استقالته من تدرب الدحيل أسبابها شخصية وفقط.
انتشار خبر حديث زطشي وبلماضي، بشأن إسناده العارضة الفنية بقدر ما كان مفاجئا، فإنه وضع رئيس الفاف وطاقمه في المكتب الفيدرالي في موقف صعب، وصل حد التهكم، ليس بالنظر لمستوى أو اسم جمال بلماضي، الذي يلقى القبول كونه لاعب دولي سابق وشاب يريد قطع خطوات عملاقة في المهنة، إنما بسبب عدم مطابقة المواصفات التي سبق وأن حددها زطشي، الذي لم يتوان وبعض مقربيه، منذ انطلاق منافسات كأس العالم في التأكيد أن أخطاء تعيين لوكاس ألكاراز ورابح ماجر لن تكرر، وأن المدرب المستقبلي للمنتخب، لا بد أن يكون اسما كبيرا وموندياليا، كما سبق له خوض تجارب في بلدان إفريقيا، حتى أن أخر تصريح له عقب اجتماع المكتب الفيدرالي صب في غير مجرى وادي «بلماضي».
تسارع الأحداث وتغير بوصلة مسؤولي مبنى دالي إبراهيم، أرجعها الكثير من المتتبعين للمطالب المالية للأسماء، التي سبق وأن تم الاتصال بها على غرار البوسني وحيد حليلوزيتش والهولندي مدرب ايندهوفن الجديد، فان مارفيك وصولا إلى البرتغالي كارلوس كيروش، الذي كان الأقرب لخلافة ماجر، حتى أن الجميع كان ينتظر أن يتم إعلان اسمه صبيحة الأربعاء، قبل انقلاب الأمور رأسا على عقب، بسبب كما أسرت به بعض المصادر لعدم توافق وجهات نظر مدرب منتخب إيران ومبعوث الفاف حكيم مدان، حول الأجرة الشهرية التي طلبها البرتغالي، وحددتها مصادر أخرى بما يناهز 160 ألف أورو شهريا.
كريم كريد