حذر الطبيب البيطري مسعود زراقنية، من بعض التصرفات العشوائية التي يقوم بها زوار حدائق الحيوانات، و تحدث بالتحديد عن تقديم الأكل عشوائيا للحيوانات، ما يعرضها لأمراض وتسممات تصل إلى حد النفوق، كما ينصح بالالتزام بالاحتياطات اللازمة والإجراءات الوقائية، مثل عدم الاقتراب كثيرا من الأقفاص لضمان السلامة من أي هجمات مفاجئة.
مع بداية تقلبات المناخ في آخر الأيام التي تعلن عن انتهاء الأجواء الصيفية، يحول البعض وجهتهم السياحية نحو حدائق الحيوانات ليتمتعوا بالطبيعة، وهي تكون فرصة لهم ولأطفالهم لقضاء رحلة معرفية ومشاهدة فصائل متنوعة من الكائنات الحية على غرار الطيور، و الحيوانات الأليفة والمتوحشة، ويحب زوار الاقتراب من الأقفاص لأخذ صور معها ويتحمسون عادة فيلقون بعضا من أطعمتهم للحيوان مثل «الشيبس»، «الشوكولاطة» والحلويات، أو مكسرات، كما يدفعون أيضا بأبنائهم للقيام بهذا التصرف الذي قد يتحول إلى خطر يهدد حياة الشخص و الحيوان معا، خصوصا عند الوقوف على مسافة قريبة من القفص، كما قد يتسبب في تلويث المساحة المخصصة للحيوان ما يجعلها بيئة غير صالحة للعيش خصوصا في حال انتشار الحشرات الضارة التي يمكن أن تنجر عنها بعض الأمراض المؤذية أو عدوى تمس كل حيوانات الحظيرة.
ويحذر الطبيب البيطري مسعود زراقنية، من هذه التصرفات التي يرى بأنها بعيدة عن ثقافة التعامل مع الحيوانات في الحدائق العامة، كما تنم عن قلة وعي لدى الأفراد.
للحيوان نظامه الغذائي الخاص
وأفاد الطبيب البيطري، بأن الحيوانات الموجودة في الحدائق العامة متعودة على الأكل الطبيعي الخالي من أي مواد اصطناعية مثل اللحوم وهذا ما يجعل الأكل الذي يلقيه لها الإنسان يسبب خطورة على صحتها كونه مجهول المصدر، حيث أشار زراقنية، إلى إمكانية أن تكون هذه الأطعمة ناقلة للجراثيم ما يؤدي إلى حدوث طفرات.
وقال الطبيب البيطري، إنهم كأخصائيين يهتمون جدا بخصوصية كل حيوان لأن الأنواع تختلف، ولكل نوع غذاء مناسب يحدده خبراء وأطباء بياطرة حسب الاحتياجات المناسبة، وذلك تفاديا لحدوث أخطار أو إصابة الحيوان بأمراض، وعقب المتحدث، بأنه لا يمكن إطعام الحيوانات بطريقة عشوائية، حتى لا تتعود على الأكل في أي وقت أو من يد أي شخص يقف أمام القفص.وأضاف، بأن إطعام الحيوانات عشوائيا يمكن أن يسبب لها حساسية، أو تسممات، وذكر السكريات مثل «الشوكولاطة» التي تعد سامة بالنسبة للسنوريات كالنمور والقطط وتؤدي إلى موتها.كما عرج للحديث عن أسباب السلوك العدواني الذي يحدث داخل الحدائق العامة مثل مهاجمة الأشخاص، أو إصابتهم بخدوش، وقال إن هذا التصرف سببه تعود الحيوان على تناول الطعام بطريقة غير مضبوطة وفي أوقات غير محددة، كما أن لمس الحيوان أثناء مناولته الطعام، بحسب الطبيب البيطري مسعود زراقنية، قد يؤدي إلى انتقال أمراض للإنسان أو تعرضه لهجوم يمكن أن يكون خطيرا حسب نوع الحيوان وحدة الإصابة أو عمق الخدش.
ومن الأعراض المرضية التي تظهر على الحيوانات وتدل على إصابتها بتسمم غذائي، ذكر البيطري، القيء و الإسهال و فشل في القيام بالنشاط المعتاد ما يتطلب عرض الحيوان مباشرة على أخصائي لتشخيص المرض، وإعطائه الأدوية اللازمة لتفادي نفوقه.
تصرفات سلبية توتر الحيوان وتهدد الإنسان
وتحدث الطبيب، عن تصرفات سلبية كثيرة ومؤذية يقوم بها بعض الزوار، وقد وقف عليها خلال تواجده بإحدى الحدائق العامة، وقال إن هذه الأخيرة كشفت عن غياب الوعي وثقافة التعامل مع الحيوانات في الحدائق العامة، لاسيما الأكل العشوائي، والصراخ على الحيوانات ما يسبب لها إزعاجا ويوترها و هو ما يصيبها بهبوط في المناعة وحدوث أمراض، وعقب زراقنية، بأن بعض الحيوانات تحتاج إلى الهدوء.ناهيك عن الاقتراب من الأقفاص لأخذ صور مع الحيوانات الموجودة بداخلها، ما يهدد حياة الإنسان في حال تعرضه لهجوم مفاجئ قد يكون عنيفا أحيانا خصوصا إذا كان من طرف حيوان متوحش. وبالرغم من خضوع الحيوانات الموجودة في الحدائق العامة للرقابة، فضلا عن اللقاحات اللازمة، إلا أن الطبيب نصح بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية واتخاذ كل الاحتياطات عند التعامل معها أثناء زيارة الحدائق العامة، سواء بالنسبة للزوار وحتى العمال، كما شدد على حرص أعوان الأمن وانتباههم للتصرفات التي يقوم بها الزوار خصوصا الطائشة منها، وذلك لضمان حمايتهم، و للمحافظة على حياة الحيوانات كذلك وعدم تعريضها للخطر بسبب لامبالاة البعض. إيناس كبير
