متطوعون يؤسسون مجموعة " بقاع الصحراء" لنشر المعرفة في الجنوب
أنشأ عدد من الشباب بالجزائر العاصمة مجموعة تطوعية أطلقوا عليها" أيميدون انتينيري" باللهجة الترقية، و تعني "بقاع الصحراء" و تهتم هذه المجموعة بنشر المعرفة و تقديم مساعدات من نوع خاص للأطفال بالمناطق النائية و المعزولة بولايات الجنوب الجزائري، تتعلق بغذاء العلم والمعرفة.
خلافا لباقي الجمعيات الخيرية و المجموعات التطوعية التي تهتم بتقديم المساعدات المادية، اهتمت هذه المجموعة بالتضامن مع العائلات المعوزة بالعلم والمعرفة، قال عضو المجموعة عبد الرزاق لوبان للنصر، بأن هذه المجموعة التطوعية أنشأت في سنة 2013، و تهدف إلى نشر العلم و المعرفة عن طريق قوافل المعرفة نحو المناطق الصحراوية، وأشار نفس المتحدث إلى أن هذه المجموعة نظمت لحد الآن 9 قوافل وتحضر لإطلاق القافلة رقم 10.
وأضاف محدثنا بأن المساعدات التي تقدمها هذه المجموعة، تتمثل في المساهمة في إنشاء المكتبات و فضاءات المطالعة بمناطق مختلفة، إلى جانب اقتناء الكتب في مختلف التخصصات و أجهزة الإعلام الآلي، و توزيع الأدوات المدرسية و المساهمة في خلق فضاءات الراحة واللعب للأطفال بهذه المناطق.
و بين عبد الرزاق لوبان بأن كل المساعدات التي تقدم لهذه الشريحة، يتم تمويلها باشتراكات أعضاء المجموعة، إلى جانب مساعدات المحسنين ومختلف المؤسسات العمومية و الخاصة، وكذا بالتنسيق مع جمعيات أخرى نشطة في الميدان الخيري، مشيرا إلى أن نشاط المجموعة لا يقتصر على تقديم المساعدات فقط، بل المساهمة أيضا في الدورات التكوينية لأبناء الجنوب في مجالات مختلفة منها الإعلام الآلي، الفوتوغرافيا و التصوير، والتنمية البشرية وغيرها، وذلك حتى يتسنى لأبناء المناطق الجنوبية و المعزولة، حسبه، التدرب على التكنولوجيات الحديثة والاطلاع عليها والتحكم في استخدامها.
و في نفس السياق، أكد عضو مجموعة "بقاع الصحراء" بأن في كل رحلة نحو هذه المناطق النائية بالصحراء الجزائرية، ينقل أعضاء المجموعة معهم مساعدات غذائية وألبسة و أفرشة وأغطية، خاصة وأن أغلب المناطق التي يتفقدونها يعاني أغلب سكانها من الفقر، في حين أن هدف قوافل بقاع الصحراء هو نشر المعرفة والعلم، وليس مجرد تقديم مساعدات غذائية، وكل هذه المساعدات التي تقدم تأتي، حسبه، ضمن الأهداف الثانوية للمجموعة، مؤكدا بأن وجود مدارس بهذه المناطق النائية، يبقى غير كاف لتعليم أبناء هذه المناطق ونشر المعرفة في أوساطهم، خاصة مع التطور التكنولوجي الحديث الذي يعرفه العالم، و بذلك كان هدفهم هو تمكين أطفال و شباب هذه المناطق من الاطلاع على التكنولوجيا و دعمهم، بما يحتاجونه من كتب في تخصصات مختلفة لتطوير و تنمية قدراتهم المعرفية.
و أوضح نفس المتحدث، بأن المجموعة التطوعية "بقاع الصحراء" استهدفت بشكل أكبر المناطق البعيدة و النائية في عمق الصحراء منها ورقلة، جانت، تيهرت، أولاد سعيد، تيميمون، رقان، أولف بأدرار وغيرها من المناطق الأخرى. و في سياق متصل، أوضح عضو المجموعة التطوعية عبد الرزاق لوبان بأنهم وجدوا خلال الزيارات الميدانية لهذه المناطق النائية، بأن أطفال الجنوب متعطشون للعلم والمعرفة، رغم الظروف الاجتماعية القاسية التي يعيشونها، مؤكدا بأنه رغم هذه الظروف، إلا أن أطفال هذه المناطق سعداء ويتطلعون لأفق أفضل واستحسنوا مع عائلاتهم كل المساعدات المعرفية التي قدمت لهم، مضيفا بأنه من واجب شباب المناطق الشمالية أن يساهموا في نقل العلوم والمعارف لأبناء الجنوب للاستفادة منها في تطوير معارفهم و المساهمة في نهضة البلاد.
نورالدين-ع