توقيف مبحوث عنهم أثناء هدم بناءات فوضوية مشبوهة
سخرت مصالح بلدية عنابة، خلال اليومين الماضيين، القوة العمومية لهدم بيوت فوضوية شيدت حديثا بحيي فخارين و سيدي حرب و التي تحولت إلى ملجأ للعصابات الإجرامية و تخزين المخدرات و المهلوسات و التخطيط للعمال الإجرامية، بأكبر التجمعات القصديرية بعاصمة الولاية، في عملية تمكنت خلالها مصالح الأمن من توقيف العديد من الأشخاص.
و تمت العملية تحت إشراف مصالح الأمن الولائي، التي سخرت مختلف الوحدات منها قوات مكافحة الشعب و تم تطويق و مداهمة الحي من جميع الجهات و قبل مباشرة عملية الهدم، اقتحمت عناصر الأمن بيوتا فوضوية و تمكنت من توقيف العديد من الأشخاص محل بحث و المشتبه فيهم في حيازة المخدرات.
و حسب مصالح البلدية، فقد تم هدم أكثر من 25 بيتا فوضويا مشبوها، شيدت حديثا على أراض تابعة لأملاك الدولة، و قبل الشروع في العملية قامت مصالح البلدية بإرسال إعذارات لجميع المعنيين المستغلين للأراضي بطريقة غير قانونية، داعية إياهم إلى ضرورة احترام القوانين المعمول بها و التي تمنع تشييد بيوت فوضوية.
و نظرا لعدم امتثال أصحابها، فقد تم تسخير الجرافات و الشاحنات لإزالة الركام و مخلفات الهدم و استثنت عملية الهدم أصحاب البيوت الفوضوية الذين تم إحصاؤهم سنة 2007 و 2010، في انتظار ترحليهم إلى سكنات اجتماعية لائقة مستقبلا، في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكنات الهشة و الفوضوية، كما فرض ديوان الترقية و التسيير العقاري على العائلات المنتظر ترحيلها، تقديم تعهد كتابي موقع من قبل مصالح البلدية، لتهديم الكوخ الفوضوي مباشرة بعد عملية إعادة الإسكان و جاء ذلك بعد قيام عدد من المواطنين القاطنين بحي فخارين و سيدي حرب، ممن أدرجت أسماؤهم ضمن المستفيدين من بيع بيوتهم الفوضوية بمبالغ مالية تصل إلى 50 مليون سنتيم، لأشخاص آخرين، أو التنازل عن أجزاء منها دون تهديمها بالكامل لغرباء عن المنطقة و هو ما ترفضه السلطات المحلية، لأنه يؤدي إلى بقاء الكوخ و استغلاله مرة أخرى من طرف شخص آخر، بغرض استغلاله في أعمال مشبوهة.
و في نفس السياق، فقد أوضحت مصادر من بلدية عنابة، بأن عملية الهدم متواصلة لتشمل البنايات الفوضوية عبر عدة أحياء من المدينة و سكنات أخرى هشة مرشحة للهدم، بعد ترحيل سكانها إلى شقق لائقة، في إطار امتصاص هذا النوع من السكن، كما سيتم استغلال مساحات السكنات المهدمة لإنجاز مشاريع و مرافق عمومية.
و باشرت المصالح المختصة في عملية هدم البنايات الفوضوية، خاصة المشبوهة منها، عقب تشكيل لجنة أمنية بالتنسيق مع مصالح دائرة عنابة لمحاربة، ظاهرة البناء الفوضوي، التي تحولت إلى أوكار للجريمة و شوهت صورة العديد من الأحياء، فضلا عما تفرزه هذه التجمعات السكنية من مظاهر بيئية و صحية غير ملائمة، بسبب الربط العشوائي بشبكة الكهرباء و افتقاد شبكة الصرف الصحي و تراكم القمامة و الأوساخ، ناهيك عن احتضانها للعصابات الإجرامية التي تعتدي على المواطنين و تتورط في القيام بأعمال إجرامية أخرى كالاختطاف و ترويج المخدرات و المؤثرات العقلية.
و لقيت عملية هدم البيوت الفوضوية المشبوهة، استحسان سكان الحي، حيث تلقت مصالح أمن ولاية عنابة، رسالة شكر موجهة من طرف رئيس جمعية سيدي حرب 2 و الذي ثمن فيها المجهودات المبذولة من طرف مصالح أمن ولاية عنابة لحماية الوطن و المواطن.
من جهتها مصالح أمن ولاية عنابة، أكدت على أنها تواصل بنفس العزيمة و القناعة عملياتها الشرطية، لمحاربة كل ما من شأنه المساس بأمن الوطن و المواطن.
حسين دريدح
