انطلق موسم جني الطماطم الصناعية بقالمة، وسط إجراءات مشدد لتفادي عدوى وباء كورونا المتفشي بالمنطقة التي يعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على الزراعات الإستراتيجية الواسعة.
و انتشر عمال جني الطماطم الصناعية، أمس الاثنين، بالسهل المسقي، أين تتركز زراعة الطماطم على نطاق واسع، من بلدية مجاز عمار غربا إلى مشارف منطقة بوشقوف غربا، مرورا بسهول قالمة، بلخير، بومهرة احمد، جبالة خميسي و بني مزلين.
و بالرغم من وجود عتاد الجني الميكانيكي للطماطم الصناعية لدى مصانع التحويل المحلية، غير أن الجني اليدوي مازال سائدا بحقول الطماطم في قالمة و مع حلول كل موسم جديد، توظف العمالة المحلية بقوة في عمليات الجني و يستعمل المنتجون معدات الشحن لتعبئة الشاحنات و مساعدة العمال المنهكين الذين أصبحوا يخشون الإصابة بعدوى كورونا، التي عادت للانتشار المخيف بعد تراجع مطمئن خلال فترات الحجر الوقائي الجزئي.
و يحاول المزارعون تدريب العمال على التباعد أثناء العمل، لكن مشكل النقل الجماعي يعد بمثابة التحدي الكبير، حيث يحشر هؤلاء العمال في وسائل نقل ربما لا تتوفر على إجراءات الأمان الكافية لحماية الرجال و النساء و الشباب، الذين يعتمدون على النشاط الزراعي لتأمين مصادر العيش بحوض سكاني يعاني من البطالة، بعد انهيار كبرى المؤسسات الاقتصادية التي كانت توظف الآلاف من السكان قبل 30 سنة تقريبا.
و بدأت الطوابير تتشكل أمام وحدات التحويل حسب ما وقفنا عليه، أمس، و قال سائق شاحنة للنصر، بأن الجميع ملتزم بإجراءات الحماية من العدوى و أن التفريغ يجري بسرعة مرضية قد تحول دون تكدس الشاحنات و تجمع السائقين و المزارعين كما كان يحدث المواسم الماضية، مضيفا بأن موسم الجني في بدايته و ربما قد تتمدد الطوابير أكثر خلال الأيام القادمة و يزداد نشاط عمال الجني، مما يتطلب المزيد من الحذر. و بالرغم من تضرر مساحات هامة من الطماطم الصناعية بسبب الأمراض الفطرية، فإن المزارعين يتوقعون مردودا مشجعا بعدة مناطق على امتداد محيط السقي المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار، تعد من أجود الأراضي المسقية بالمنطقة.
فريد.غ