قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 4 سنوات سجنا نافذا، في حق متهم بمحاولة قتل ابن حيه، باستخدام خنجر و تخويف فتاة كانت مع الضحية و إرغامها على الذهاب معه، فيما التمس ممثل الحق العام في حق المتهم، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، عن تهمة الضرب و الجرح العمدي بعد إعادة تكييف الوقائع من تهمة جناية محاولة القتل العمدي في ثاني محاكمة بعد قبول الطعن بالنقض.
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 2 فيفري 2020، عندما أحضرت سيارة خاصة مصابا إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد في حدود الساعة الثانية صباحا، تبين أنه تعرض لاعتداء بواسطة آلة حادة، حيث كانت حالته الصحية حرجة و على إثرها تنقلت عناصر الشرطة إلى المصلحة و تبين أن الأمر يتعلق بالضحية (م.أ المكني جافل) و نظرا لخطورة إصابته، تم تحويله إلى مصلحة الجراحة، أين خضع لعملية جراحية إستعجالية و بعد البحث، تبين أن الشخصين اللذان تكفلا بنقل الضحية إلى المستشفى، هما (ل.ي) و (ب.ر) و عند سماع هذا الأخير، صرح بأنه و أثناء الوقائع حوالي الساعة الثانية صباحا، كان برفقة جاره (س.ا) جالسين بمدخل العمارة التي يقيمان فيما، ثم سمعا صوت صراخ فتاة تطلب النجدة، ليتجها على متن مركبته الخاصة إلى مكان الصراخ، أين وجدا شخصا ملقى على الأرض مصاب على مستوى ساقه و بالقرب منه فتاة و برفقتها حارس موقف السيارات ، ليقرر رفقة صديقه مساعدة الضحية و نقله إلى المستشفى و أكد أنه لا يعرف الفتاة و لا الضحية و هو ما أكده صديقه (س.أ).
و عند سماع حارس الحظيرة (د.ب)، صرح أنه و بينما كان يحرس بالقرب من مصحة الجزائر، سمع صراخ فتاة تطلب النجدة، حيث اتجه مسرعا إلى مكان طلب النجدة، فوجد شخصا ملقى على الأرض مصابا على مستوى الساق، فطلبت منه الفتاة مساعدتها على نقله إلى المستشفى و في تلك الأثناء، حضر (ل.ي) و (ب.ر) و أضاف أنه لا يعرف المعتدى عليه و لا الفتاة.
الفتاة صرحت عند سماعها، بأن الضحية صديقها و اتفقت معه على الالتقاء بحي سيدي عاشور و تم ذلك فعلا، حيث حضر رفقة فتاة تسمى»رانيا» دون معرفة هويتها و بعد أن توجها مشيا على الأقدام إلى حي 600 مسكن و بمجرد وصولهما إلى مسجد التوبة، باغتهما شخص بواسطة سلاح أبيض و اعتدى على صديقها الضحية الذي توسل للمعتدي بالقول « آني خوك يا سمسم»، غير أن المعتدي أصابه بسكين و قام باقتياد المسماة «رانيا» بالقوة نحو وجهة مجهولة، فهربت حينها ثم عادت لإنقاذ صديقها الذي أصيب على مستوى الظهر، ثم بدأت بالصراخ و طلب النجدة، فحضر الحارس و الشخصان الآخران.
و عند سماع الضحية أمام هيئة المحكمة، أكد ما جاء على لسان الشهود، كما تحصل على عجز طبي لمدة 60 يوما و عند استجواب المتهم (ب.أ)، أنكر التهمة المنسوبة إليه و صرح بأنه لم يقم بارتكاب الوقائع المتابع من أجلها و لم يقم بالاعتداء على الضحية الذي لا يعرفه إطلاقا و لا تجمعه معه أي علاقة و لا يعلم سبب اتهامه بمحاولة قتله و الاعتداء عليه، إلا أنه فعلا هو الشخص المكني «سمسم» و معروف بهذه الكنية، حيث قام بتغيير لقبه بعد إثبات نسبه و هذا بموجب حكم قضائي و لدى عرضه على طبيب الأمراض العقلية، أثبت أنه في كامل قواه
العقلية. حسين دريدح