أصدرت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، حكما بسجن شخص لمدة 5 سنوات، في قضية ضرب وجرح عمدي مفضي إلى وفاة ابنته صاحبة الثلاث سنوات دون قصد إحداثها، وبسجن زوجته ووالدة الضحية لـ 3 سنوات عن جناية عدم التبليغ وعدم مساعدة شخص في خطر.
وتعود وقائع القضية حسب قرار الإحالة الذي تلاه كاتب الضبط خلال جلسة المحاكمة، إلى تاريخ 23 ديسمبر 2020، لما لفظت الطفلة «ط.ش.ن» آخر أنفاسها بالمستشفى، بسبب نزيف داخلي على مستوى الرأس، جراء تعرضها لضربة قوية بمادة صلبة على مستوى الجبهة.
واتُهم والد الطفلة المدعو «ط.ش.م» البالغ من العمر 37 سنة بجناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى وفاة دون قصد إحداثها، حيث قام حسب قرار الإحالة، بضرب رأس ابنته في النافذة بمنزله العائلي في نهج العربي بن مهيدي «طريق جديدة» يوم 27 ديسمبر ولم يقم بنقلها إلى المستشفى رغم حالتها الصحية الخطيرة إلى غاية يوم 29 من نفس الشهر.
أما والدة الضحية «ع.ش» البالغة من العمر 37 سنة، فتوبعت بعدم التبليغ عن جناية وعدم مساعدة شخص في خطر، وحسب ملف القضية، فإن الزوجين مسبوقين قضائيا ولهما 4 أطفال منهم الضحية ط.ش.ن التي أظهر تقرير الطبيب الشرعي كدمات وجروح وآثار كي قديمة وجديدة متفرقة بجسدها.
ودافع المتهم «ط.ش.م» عن نفسه أمام قاضي التحقيق، وقال إنه لم يقتل «فلذة كبده»، نافيا أن يكون قد عذبها أو ضربها من قبل، حيث صرح أنه لم يكن يعلم بآثار الكي إلا بعد نقل ابنته للمستشفى، معللا ذلك أنه يتنقل إلى مقر عمله صباحا ولا يعود إلا مساء.
كما أضاف المتهم، أنه أب لـ 3 أطفال آخرين ولم يقم بتعذيبهم، متهما الأم بأنها من كانت تقوم بكي الضحية، حيث ذكر أنها سُجنت بعد ولادة ابنتها بأشهر فقط، ما أجبره على منح الطفلة لزوجة والده لرعايتها إلى حين عودة والدتها.
وتابع المتهم أن الطفلة أعيدت إلى منزل العائلة بطلب من زوجته رغم أنها كانت تعيش في ظروف مريحة مع زوجة والده التي كانت الضحية تحب البقاء معها وتناديها بـ «ماما»، وهو ما خلق نوعا من الغيرة من طرف والدتها الحقيقية، حسبه.
وصرح «ط.ش.م» أنه لم يكن حاضرا يوم الوقائع أثناء تعرض الطفلة للكدمة، بما أنه كان في مقر عمله، ولما عاد قام بنقلها إلى المستشفى، ليرد القاضي بأنه يغير من أقواله في كل مرة، لما أكد من قبل أن الضحية سقطت من السلالم وفي تصريحات أخرى أنها سقطت من السرير، وهنا أجاب المتهم أنه لم يكن حاضرا لحظة إصابة ابنته ما جعله غير متأكد من طريقة تعرضها للكدمة، مضيفا أن حالتها في بادئ الأمر لم تكن مستعجلة وهو سبب تردده في نقلها إلى المستشفى، إلا أنه سارع إلى ذلك بعد تعقد حالتها الصحية، مطالبا بالبراءة.أما المتهمة «ع.ش» فقالت إن زوجها كان يغضب كثيرا من الضحية لأنها كثيرة التبول والتغوط ما يستهلك الكثير من الحفاضات، ومن شدة الاعتداء عليها أصبحت الرضيعة تخشاه، كما ذكرت أنها كانت لا تنادي بكلمة «بابا»، مضيفة أنه كان ينبذها من بين إخوتها قائلا إنها لم تنشأ وسطهم.
كما اتهمت الزوجة، زوجها أنه قام بضرب رأس ابنته في نافذة المنزل، إلا أنها لم تر المشهد بصورة صريحة وإنما سمعت صوت الارتطام، ومضيفة أنها عانت من كدمة أخرى جراء سقوطها في حوض الحمام، واكتفى فقط بربط رأسها، وهو ما قام به عندما قام حسبها، بضربها يوم الوقائع ورفضه نقلها للمستشفى لمدة يومين، ما عقد حالتها الصحية، كما اتهمته بكيها في أجزاء من جسدها، وهو سبب ترددها في تحويل الطفلة إلى المستشفى، الأمر الذي نفاه الزوج الذي ألقى عليها هذه التهمة أيضا.
وبعد الاستماع لأقوال الشهود منهم زوجة والد المتهم، التي كانت تشرف على رعاية الضحية، التمست ممثلة الحق العام عقوبة المؤبد في حق الزوج والسجن لمدة 5 سنوات للزوجة، مضيفة أن الطفلة تعرضت لعجز طبي لمدة 120 يوما، كما تطرقت إلى عدم تبليغ والدة الضحية حتى أنها لم تصرخ حتى لتنبيه الجيران، واعتبرت الوقائع ثابتة في حق المتهم الذي اعتدى على ابنته ثم تماطل في نقلها للمستشفى.
حاتم/ ب
