سوق ليبيا الأسبوعي ببئر العاتر يتحول إلى نقطة سوداء  
    قرر سكان حي المطار بمدينة بئر العاتر بولاية تبسة غلق سوق الجمعة هذا الأسبوع ومنع التجار من عرض بضائعهم، وذلك على خلفية معاناتهم الدائمة من المزبلة العمومية المترامية الأطراف الواقعة  في جيب عقاري تابع لشركة الفوسفات.
 ممثلون عن  سكان الحي أكدوا لـ « النصر» أنهم  أصبحوا يتنفسون بصعوبة كبيرة، جراء الاختناقات المترتبة عن   الدخان المنبعث بشكل يومي بسبب حرق القمامة،  مع انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات والناموس والروائح الكريهة في أوساطهم، مطالبين المجلس الشعبي البلدي بتحمل مسؤوليته والإسراع في تنظيف جذري للسوق ورفع النفايات المنزلية و الصلبة، وتقنين السوق بتسييجه  وتنظيمه و مراقبته، بما يضمن الأطُر الصحية للمستهلك وممارسة النشاط التجاري في بيئة تستوفي شروط ذلك.
سوق ليبيا ببئر العاتر من الأسواق الشعبية العريقة، يعرف تدهورا كبيرا لاسيما أثناء تساقط الأمطار، إذ تتحول أرضيته إلى برك تملؤها الأوحال، و تتجمع المياه في ساحة السوق الكبير مما يجعله يظهر وكأنه بحيرة.
و قد دفعت هذه الوضعية بالمتسوقين والتجار إلى مناشدة السلطات الوصية في مرات كثيرة إلى تهيئة هذا السوق، الذي أبدى مرتادوه  ، استياءهم وتذمرهم الشديدين من الوضعية الكارثية التي آل إليها، جراء الفوضى وسوء التنظيم وانتشار الأوساخ  في  فضاء لعرض مختلف السلع بأسعار في متناول الضعفاء و المعوزين.
 و قال عدد من المتسوقين تحدثوا لـ « النصر» أن البلدية لم تكلف نفسها عناء تهيئة أرضية السوق الترابية، التي تتحول إلى برك مائية كلما تساقطت كميات من الأمطار لاسيما في فصل الشتاء، بينما قال مصدر مسؤول من البلدية أن هناك مشروع  لتهيئة سوق ليبيا، و أن البلدية تعتزم نقل تجاره نحو أربعة أسواق جوارية أقامتها وبقيت محلاتها مهجورة  .
وبالرغم من أن بلدية بئر العاتر يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة، إلا أنها ما تزال تفتقر إلى سوق حقيقي  يلبي حاجيات السكان والتجار في عرض سلعهم بطريقة مريحة.
 و بموقع السوق العريق يقف الزائر على حالة كارثية إذ تمتلئ أرضيته بالحفر التي تتجمع فيها مياه الأمطار والأوحال والقمامة المتراكمة التي يتسبب فيها الباعة الذين لا يهمهم سوى الربح، مما يترك المجال واسعا للأكياس البلاستيكية والخضر والفواكه المتعفنة بالإضافة إلى ريش الدجاج، و أصبحت النفايات و البقايا ديكورا أسبوعيا يطبع السوق، ويتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، فضلا عن عرض بعض المواد الغذائية واللحوم بأنواعها ، و هو الأمر الذي استاء منه الزبائن نتيجة عدم اكتراث التجار الفوضويين بنظافة المكان.
وتساءل عدد من المواطنين عن موعد تهيئة السوق الأسبوعي، خاصة في ظل غياب السلطات المحلية وعديد الشكاوى المرفوعة إلى هذه الجهات التي لم تتدخل لمعالجة الوضع القائم، وتغيير وجهه البائس.
 عضو بالمجلس البلدي لبئر العاتر اعترف أن السوق الأسبوعي ، أصبح يمثل نقطة سوداء في بلدية بئر العاتر، لذا كان لابد على المجلس الشعبي البلدي إدراجه ضمن اهتماماته الأولى وإعادة تنظيمه، متأسفا في الوقت نفسه لرفض التجار استغلال الأسواق الجوارية الأربعة ، التي   ظلت خاوية على عروشها رغم الأموال الطائلة التي تم تخصيصها لإنجازها.              ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى