المؤبّـد لعصابة مخدرات دوليـة نقلت 10 قناطير من تلمســـــان إلى تــقـــرت
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالسجن المؤبد في حق أربعة أشخاص بجناية القيام بطريقة غير مشروعة ببيع و شحن و نقل عن طريق العبور للمخدرات التي قدرت بأكثر من 10 قناطير، شحنت بتلمسان، موجهة نحو الوادي لتمريرها إلى ليبيا، حيث يلتقي أفراد العصابة على الحدود مع المسمى محمد الليبي لاستلام الكيف، و شحنه عبر شاحنات “تويوتا ستايشن”.
و حسب قرار الإحالة، فقد تلقت عناصر الضبطية القضائية التابعة للناحية العسكرية الـ4، بالتنسيق مع الجيش الوطني الشعبي، معلومات شهر مارس العام 2016، عن محاولة تمرير شحنة مخدرات قادمة من غرب البلاد، و هو ما تمَّ، و بعد توقيف شاحنة من نوع “جاك” بالمنطقة المسماة الضميري بلدية ميه ونسة، بالوادي، و لدى تفتيشها وجد بداخلها مخبأ سري مهيأ لوضع المخدرات، حيث كان السائق “ع. س” المتهم في قضية الحال رفقة “ع. ب”، كما اشتبهت المصالح في سيارة من نوع “تويوتا كورولا” حاملة لترقيم ولاية قسنطينة، تبين أن مهمة سائقها “ب. ع. ع. ا” كانت تأمين الطريق، و فتح النقاط أمام الشاحنة للوصول إلى الوجهة المقصودة دون إشكال.
و بتفتيش الشاحنة، عثر على مادة بنية اللون مخبأة بإحكام، تبين بعد الخبرة البيوكيميائية على عينة منها أنها مخدرات من نوع الكيف المعالج، قدر وزنها بـ10 قناطير، و10 كيلوغرام، تحديدا، استخرجت من المكان السرِّي.
وحال سماع المشتبه فيه “ع. س” أمام الضبطية القضائية، اعترف بربطه اتصالات حال خروجه من المؤسسة العقابية مع المدعو محمد الليبي، المقيم بمدينة نالوت الليبية، هذا الأخير أخبره بوجود كمية معتبرة من المخدرات ينتظر استلامها في القريب العاجل من المسمى أيمن المغربي، حتى يقوم بنقلها إلى مدينة الوادي، و منها نحو ليبيا، و هو ما وافق عليه المتهم، مقابل 200 مليون سنتيم، و اتصل بالمتهم الآخر “ع. ب” و أخبره بالوقائع لمرافقته، و فعلا اتصل أيمن المغربي قبل يوم من تاريخ القبض على العصابة بـ”ع. س”، حتى يتلقَّى اتصالا من المكلَّف بتوصيل المخدرات إلى تقرت ليستلمها، و هو ما تمَّ في اليوم الموالي، حيث قام المتهم “ب. د. ح” بتوصيل الشاحنة، و الاتصال به، و أنه على بعد 90 كيلومترا عن مدينة تقرت، و رفض سياقتها لكيلومتر واحد إضافي بحجة انتهاء مهمته عند إحدى محطات الخدمات، و توجه رفقة عائلته التي كان يصطحبها لتمويه مصالح الأمن، و هي زوجته و ابنيه إلى إحدى الفنادق المحلية للمبيت بها، ليلقى القبض عليه بعدها. و قام المتهم “ب. ع. ع. ا” بسياقة الشاحنة بعدما تركها المتهم مركونة بإحدى المحطات، و بداخلها المفاتيح، و توجه إلى تقرت، فيما كان “ع. س” يفتح الطريق بسيارة “تويوتا كورولا”، و مطالبة الأول بالتوقف في حال وجود حواجز أمنية.
و ذكر “ع. س” أن أبوه هو من يقوم باحضار السيارة رباعية الدفع “تويوتا ستايشن”، ثمَّ تراجع، و منح الضبطية اسما آخر هو “غ. ي”، المحتمل أن يكون متهما في قضية مماثلة، و محكوم بالسجن، و اعترف أيضا بتجارته في الممنوعات و التهريب على الحدود مع تونس و ليبيا، مرات عديدة، و نقل ما يفوق 12 قنطارا من المخدرات إلى هاتين الوجهتين على مرات متقطعة.
و لدى سماع المتهم “ب. د. ح”، اعترف باتصال شخص به ينحدر من مغنية  لا يعرفه، و عرض عليه نقل المخدرات من تلمسان إلى تقرت مقابل 300 مليون سنتيم، كونه متعود على تهريب الوقود، فوافق، و تنقل ليلة الواقعة في الثانية صباحا رفقة زوجته و ابنيه للتمويه، و وجد الشاحنة مركونة قرب إحدى الجامعات، فركبها، و سلك الطريق السيار شرق ــ غرب عبر غليزان، تيارت، الأغواط، بريان، القرارة، الحجيرة، الشفة، العالية، العلندة وصولا لتقرت.
و اعترف كل من “ع. ب”، و”ب. ع. ع. ا” بما ذكره المتهم “ع. س” دون إنكار.
ممثل الحق اعتبر الوقائع ثابتة و باعتراف المتهمين أنفسهم، و التمس المؤبد، فيما طالب الدفاع بإسعاف موكليهم أقصى ظروف التخفيف، بسبب التعاون مع مصالح الأمن، و قاضي التحقيق ورئيس الجلسة.
فاتح/خ

الرجوع إلى الأعلى