رجــال المــال غير مهتمين بالإستثمــار في قطــاع الصحة بقالـمـة
مازال قطاع الصحة بقالمة بعيدا عن اهتمامات رجال المال و الأعمال الذين انغمسوا في مشاريع استثمارية بقطاعات أخرى و أداروا ظهورهم لقطاع مهم بولاية تعاني عجزا فادحا في الخدمات الصحية و يعتمد سكانها الذين تجاوزوا النصف مليون نسمة على الولايات المجاورة، للعلاج و إجراء العلميات الجراحية و بعض التحاليل الدقيقة و التصوير الطبي و غيرها من الخدمات الأخرى المتعلقة بصحة الإنسان و حياته.  و لا يكاد قطاع الصحة يذكر على لائحة الاستثمارات الخاصة بقالمة باستثناء مرافق بسيطة بينها مصحة للولادة بمدينة قالمة و مصحة أخرى بالمدينة السياحية حمام دباغ مازالت مغلقة منذ عدة سنوات بعد نشاط لم يدم طويلا لأسباب لم تتضح بعد.  و بالرغم من وجود الكثير من أصحاب المال بالولاية فإن اغلب استثماراتهم الضخمة مازالت مقتصرة على الفنادق و المنتجعات السياحية و مصانع التحويل و مقاولات البناء و الترقية العقارية و المطاعم و قاعات الحفلات و النقل و غيرها من الخدمات الأخرى التي تكاد تبلغ مرحلة التشبع دون أن يتوقف الإقبال عليها من طرف المستثمرين الذين لم ينتبهوا لأهمية قطاع الصحة سواء من الناحية الإنسانية و الاجتماعية أو من ناحية الجدوى الاقتصادية حيث يمكن لمصحة متخصصة أن تدر على صاحبها عائدات قد لا تحققها استثمارات أخرى.   و بالرغم من قرب ولاية قالمة من ولايتي عنابة و قسنطينة الرائدتين في الاستثمارات الصحية الخاصة غير أنها لم تتأثر بالتحولات المتسارعة هناك و مازالت رهينة المشاريع القديمة بقطاعات تكاد تبلغ حد التخمة لكنها مازالت تستقطب أصحاب المال.  
و يعتمد سكان  ولاية قالمة حاليا  على مستشفيات عمومية     لم تعد قادرة على مواجهة التحديات الراهنة في مجال العلاج و الجراحة و التصوير الطبي الدقيق، و ما زالت قوافل المرضى تتحرك دون توقف باتجاه المدينتين الطبيتين عنابة و قسنطينة و أحيانا إلى الجزائر العاصمة و تونس.   و يرى بعض المهتمين بقطاع الاستثمار الخاص بقالمة بان رجل الأعمال المحلي لم يرق بعد إلى مستوى قطاع الصحة و ما زال تفكيره منصبا على مشاريع الخدمات البسيطة كالفنادق و قاعات الحفلات و المطاعم و وحدات إنتاج الغذاء و شركات البناء.  و قال عبد الحق بزاحي رئيس غرفة التجارة و الصناعة مرمورة بقالمة للنصر بأن التوجه المستقبلي في مجال الاستثمار سيكون في قطاع الصحة، مضيفا بان الاهتمام بالمصحات الطبية المتخصصة بدأ يظهر في المدة الأخيرة من خلال طلبات تقدم بها أطباء لإنجاز مصحات بمواصفات متطورة يمكن أن تساهم في التخفيف من المشاكل التي يعاني منها سكان الولاية منذ سنوات طويلة.  و حسب المتحدث فإن هذه الطلبات قد وصلت إلى لجنة الاستثمار و حظيت بالقبول على المستوى المحلي و ربما تحصل على الاعتماد من وزارة الصحة قريبا ، لتتحول إلى حقيقة على ارض الواقع.   و تعمل سلطات ولاية قالمة على تبديد الصورة النمطية القديمة للاستثمار و دفع رجال الأعمال إلى اقتحام قطاعات أخرى ظلت مغيبة،  بينها قطاع الصحة الذي ينظر إليها السكان كأسوأ قطاع بالولاية حتى الآن.                   فريد.غ                                 

الرجوع إلى الأعلى