أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط و إفريقيا، على أن حل قضية الصحراء الغربية لابد أن يكون مقبولا من الطرفين، مضيفا بأن واشنطن ستعمل على إيجاد حل نهائي لهذه القضية في هذا الاتجاه.
وقال مسعد بولس، في تصريحات لقناة الحدث قبل يومين أن ملف الصحراء الغربية «مهم جدا، عمره تقريبا 50 سنة، وهو ملف عالق وحله لابد أن يكون مقبولا من الطرفين».
و عاد مستشار الرئيس ترامب للزيارة التي أداها وزير خارجية المغرب قبل أسبوع إلى واشنطن ولقائه بكاتب الدولة الأمريكي ماركو روبيو، وقال بصريح العبارة «الأهم في هذا اللقاء كانت كلمة الوزير روبيو بهذا الخصوص، وقد أكد على الإسراع في الحل، وأن الحل يكون مقبولا من الطرفين، فهذا موضوع مهم كثيرا».
كما لفت المتحدث بكثير من التركيز إلى نقطة أخرى ثالثة مهمة، وهي الدفع الأمريكي بهذا الاتجاه وقال «إنها نقطة كانت مهمة كثيرا»، قبل أن يضيف «نحن مصممون على أن نلقى حلولا.. وسنشتغل على هذا الموضوع لأن الحل النهائي للصحراويين يهمنا، فلابد ألا ننسى أن هناك ما يقارب200 ألف لاجئ صحراوي بالجزائر».
وأعلن مستشار الرئيس ترامب في ذات التصريحات الصحفية أنه سيزور المنطقة قريبا( الجزائر والمغرب) كما سيشتغل أيضا على الملف الليبي الذي كان مغيبا ومنسيا لمدة طويلة ولم يعرف أي دفع، وكذا على الملف السوداني.
وعاد مسعد بولس لتصريحات الرئيس دونالد ترامب سنة 2020 في نهاية عهدته الأولى حول موضوع الصحراء الغربية، وأوضح أنها لم تكن تصريحات مطلقة بشكل مغلق، بل أن الرئيس ركز على الحوار والاتفاق على ما يرضي الطرفين، وأنها تركت الباب مفتوحا للحوار والتوصل إلى حل يرضي الطرفين، كما أشار إلى أن الجزائر ستقبل بأي حل يقبله الصحراويون.
هذه التصريحات من مستشار الرئيس الأمريكي صريحة وواضحة جدا ولا تحتاج إلى الكثير من التأويلات، فقد فضحت بشكل صريح الأكاذيب التي مافتئ يروج لها نظام المخزن حول دعم أمريكي لا غبار عليه لما يسمى مقترح «الحكم الذاتي» للصحراء الغربية كما روج لذلك منذ سنوات.
و فضح بولس في تصريحه أيضا الأكاذيب التي روج لها وزير خارجية المخزن عند زيارته قبل أسبوع إلى واشنطن ولقائه كاتب الدولة الأمريكي ماركو روبيو، وهو الذي ادعى بعدها أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم مقترح المغرب لحل قضية الصحراء الغربية، فبولس الذي أثنى على الزيارة ووصف لقاء وزير خارجية المغرب بكاتب الدولة الأمريكي بالممتاز جدا، عاد مباشرة ليقول بصريح العبارة أن الأهم في هذا اللقاء كانت كلمة روبيو الذي أكد على ضرورة الإسراع في إيجاد حل للقضية يكون مقبولا من الطرفين وهذا موضوع مهم جدا.
ويعني هذا أن ما بدر عن وزير خارجية المغرب بعد اللقاء لا معنى له، وأن من يريد معرفة الموقف الأمريكي من القضية ما عليه سوى التمعن جيدا في مضمون كلمة روبيو، وليس فيما يروج له وزير خارجية المخزن.
والملاحظة الثانية التي يمكن استخلاصها من تصريحات مستشار ترامب هذه أنه استعمل كلمة «الصحراء الغربية» ولم يستعمل مصطلحا آخر، وهذا تفصيل مهم جدا في اللغة الدبلوماسية، وتأكيد على الوضع الحقيقي الذي يوجد عليه هذا الإقليم في الوقت الحاضر.
وتأكيد بولس أيضا على أن هذا الملف عالق منذ 50 سنة، وهو ملف مهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي قال أنها مصممة على إيجاد حل له يرضي الطرفين يحمل أيضا الكثير من الدلالات، ويوحي برغبة أمريكية في الذهاب بالملف نحو حل لن يكون بطبيعة الحال مخالفا لما يعبر عنه الصحراويون كما قال في تصريحه.
وبالنسبة للجزائر فهي لم تغير موقفها يوما من القضية لا عندما كتب ترامب تدوينته عبر منصة «تويتر» في ذلك الوقت، حول الموضوع ولا قبلها ولا بعدها، وكانت تؤكد دائما على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية «تصفية استعمار» قبل كل شيء، وأنها مسجلة كذلك في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وأن قرارات الشرعية الدولية تؤكد بشكل لا غبار عليه على ضرورة أن يقرر الشعب الصحراوي مصيره عبر استفتاء حر ونزيه، وأن الجزائر سوف تقبل بما يقرره الصحراويون في الاستفتاء.
كما أكدت أكثر من مرة أن التصريحات التي تأتي من هنا وهناك حول الملف لن تغير في شيء من «الطبيعية القانونية والسياسية» للقضية الصحراوية التي كانت وستظل قضية تصفية استعمار، وما عدا ذلك فهي مجرد مهاترات.
إلياس -ب
