اعتبر الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد الحيدوسي، أمس، أن تقرير البنك الدولي الذي تضمن نظرة تحليلية إيجابية، دليل على أن الاقتصاد الجزائري، في الطريق الصحيح، في ظل مسار التنوع و استراتيجية رفع الإنتاج و زيادة الصادرات خارج قطاع المحروقات، لافتا إلى توفر كل الإمكانيات و المقومات التي تجعل الجزائر، أقوى اقتصاد على المستوى الإفريقي و الوصول إلى مصاف البلدان الناشئة، سيما مع استغلال كل الإمكانيات المتاحة.
وأوضح أستاذ العلوم الاقتصادية الدكتور أحمد الحيدوسي في تصريح للنصر، أمس، أن تقرير البنك الدولي، الذي جاء تحت عنوان «كيف تصنع الجزائر اقتصادا ديناميكيا للمستقبل»، جاء بنظرة تحليلية إيجابية حول الاقتصاد الجزائري، حيث أكد أن الجزائر تسير بخطى متقدمة نحو اقتصاد متنوع وأكثر جاذبية للاستثمار، سواء داخليا أو خارجيا بدليل تسجيل عدد كبير من الاستثمارات والمقدرة بأزيد من 13 ألف مشروع استثماري.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن هذا التقدم المحرز، يعود إلى الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الجزائر في السنوات الأخيرة، على غرار ما تعلق بقانون الاستثمار وكل ما يتعلق بتحضير الأرضية للإقلاع الاقتصادي و إنشاء الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار وكذلك القانون النقدي والمصرفي، في ظل الإرادة السياسية لتطوير الاقتصاد الوطني.
وأشار أستاذ العلوم الاقتصادية، أيضا إلى ارتفاع الصادرات خارج قطاع المحروقات وهو ما أكده تقرير البنك الدولي، وهذا يؤكد أن الاقتصاد الجزائري يسير في الطريق الصحيح في ظل التنوع وإمكانية رفع الإنتاج بما يتجاوز احتياجات السوق الوطنية والذهاب نحو التصدير.
كما لفت المتدخل، إلى نظام المجتمع المينائي الجزائري، الذي تم تدشينه في جويلية 2021 وتم تطويره بمشاركة البنك الدولي، حيث تربط هذه المنصة الرقمية جميع المتدخلين في الموانئ لتقلل من أوقات تخليص البضائع من خلال ربط الجمارك وخطوط الشحن والمصدرين في واجهة واحدة وهو ما يسهل عملية التجارة الخارجية و يجعل الجزائر من بين الدول الجاذبة للاستثمار.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن البنية التحتية المتوفرة عامل مهم في جذب الاستثمارات الأجنبية.
من جانب آخر، أشار المتدخل، إلى أهمية الاستمرار على نفس المسار والاستدامة والقيام بإصلاحات أخرى في بعض القطاعات ومنها القطاع المصرفي و تعزيز المجهودات المبذولة في هذا المجال للوصول إلى تحقيق نمو شامل بالإضافة إلى توفير العقار الصناعي، في ظل الرغبة الكبيرة من الشركات لتجسيد استثمارات كبرى في الجزائر.
واعتبر أستاذ العلوم الاقتصادية، أن الجزائر تمتلك كل المقومات لتكون أقوى اقتصاد على المستوى الإفريقي و الوصول إلى مصاف البلدان الناشئة باستغلال كل الإمكانيات المتاحة من موقع جغرافي و عنصر بشري وموارد طبيعية وغيرها من العوامل التي يمكن أن تسهم في وضع الجزائر في المرتبة الأولى إفريقيا.
وأضاف في السياق ذاته، أن هذه العوامل التي تتوفر عليها الجزائر تمكنها من تحقيق أهداف اقتصادية واعدة بحيث تكون ضمن البلدان التي تحقق معدلات نمو مرتفعة.
كما اعتبر المتحدث، أن المشاريع المهيكلة والاستراتيجية في مختلف القطاعات، قاطرة للدفع بمشاريع أخرى للنهوض، باعتبار أن هذه المشاريع الكبرى تحتاج إلى مئات الشركات الصغيرة والمتوسطة، لافتا إلى أن إطلاق مشاريع من هذا الحجم، يخلق ديناميكية اقتصادية للاقتصاد الوطني.
وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد الحيدوسي، أن المؤسسات المالية الدولية ومنها البنك الدولي، لديها معايير وأدوات للتحليل وإعداد التقارير وهي لا تجامل أي دولة وأضاف أنه عندما تنظر هذه النظرة الإيجابية للاقتصاد الجزائري، هذا دليل على أن الاقتصاد الوطني في الطريق الصحيح، لافتا إلى أنه يحتاج إلى الاستدامة و تسريع الوتيرة أكثر لتصل الجزائر إلى مصاف الدول الناشئة. مراد -ح