لو تأهل المنتخب الذي شاركنا به في البرازيل إلى روسيا لنشّط النهائي !
يرى الإعلامي المتميز بقنوات “بي.إن سبورتس” لخضر بريش، أن المدرب الهولندي فان مارفيك قادر على إعادة قطار الخضر إلى السكة الصحيحة، في ظل المواصفات التي يمتلكها، مشيرا خلال الحوار الذي خص به النصر، بأنه قد حان الوقت لإشعار محرز بأنه النجم الكبير في المنتخب.
• بصفتك إعلامي متخصص في المجال الرياضي, كيف تقيم مستوى النسخة 21 من بطولة الكأس العالم التي أسدل الستار عنها قبل عدة أيام ؟
مونديال روسيا كان مليئا بالمفاجآت المدوية، كما شهد عدة أمور، لم نكن متعودين عليها سابقا، على غرار تقنية الفيديو وتسجيل الكثير من الأهداف في الدقائق الأخيرة، والإعلان عن عدد معتبر من ركلات الجزاء، مع وصول عديد اللقاءات إلى الأوقات الإضافية ، دون أن ننسى الحدث الأبرز بإقصاء بطلة العالم السابقة ألمانيا من الدور الأول وعلى يد منتخب لا يمتلك تقاليد كبيرة في مثل هذه التظاهرات الكروية، وأعني بالذكر منتخب كوريا الجنوبية، مع الإقرار بأحقية منتخب كرواتيا في الوصول إلى المحطة النهائية، بالنظر إلى ما قدمه طيلة الدورة، حيث كان “الحصان الأسود” دون منازع، ليبرهن بأنه الوريث الشرعي للكرة اليوغسلافية، التي كانت تسيطر على المشهد الكروي في حقبة الستينيات وبداية السبعينيات.
شخصيا لم أتفاجأ بإنجاز الكروات، لأن لديهم نجوم كبار ينشطون في أعرق الأندية الأوربية ، على غرار مايسترو ريال مدريد لوكا مودريتش والقلب النابض لبرشلونة إيفان راكيتيتش، مع الاهتمام بالعمل القاعدي، الذي مكنهم من جني الثمار في روسيا.
• بصراحة هل استحق المنتخب الفرنسي التتويج بالمونديال، خاصة وأن لا أحد رشحه مع انطلاق الدورة لمثل هذا الإنجاز ؟
لا أحد كان يتوقع تتويج الفرنسيين بالتاج العالمي ، وحتى مدربهم ديدي ديشان لم يكن يتصور ، بأنه سيحمل كأس العالم في روسيا، بالنظر إلى نقص خبرة العناصر التي استدعاها للمشاركة في هذه البطولة ، إضافة إلى النتائج المتواضعة المحققة من طرف «الديوك» في التصفيات، وكذا الوديات التي سبقت هذه التظاهرة الكبرى، ولكن هذه هي كرة القدم، بالعمل والاجتهاد تستطيع تحويل الأحلام إلى حقيقة، وهو ما نجح الفرنسيون في الوصول إليه ، حيث تفوقوا على كافة منافسيهم عن جدارة و استحقاق، بفضل التنظيم التكتيكي والدفاعي المحكم المطبق من طرف رفاق المتألق فاران، ويكفي الإشارة إلى المهاجم جيرو، الذي كلف بمهام أخرى غير التسجيل، إلى درجة جعلته يفشل في تسديد أي كرة على مرمى الخصوم، رغم مشاركته في كافة المباريات، لقد لعب الفرنسيون بطريقة مغايرة عن باقي المنتخبات، كما أنهم استفادوا كثيرا من تألق حارس مرماهم القائد لوريس، الذي أحبط محاولات كثيرة للمنتخب الأورغواياني، كما كان حاسما في باقي اللقاءات. صحيح أن «الديوك» لم يكونوا أحسن منتخب من حيث الأداء، غير أنهم من حيث الانضباط والالتزام كانوا الأفضل ، ما مكنهم من معانقة المجد في روسيا، وإضافة النجمة الثانية.
• هل يمكن القول بأن خارطة كرة القدم، قد تغيرت بظهور منتخبات جديدة على حساب أخرى كانت تهيمن على مثل هذه المنافسات الكروية الكبيرة ؟
أؤكد لكم، بأن موازين القوى على مستوى الساحرة المستديرة، قد بدأت بالتغير، منذ الإقصاء المبكر لبطلة العالم ألمانيا، على اعتبار أن لا أحد كان ينتظر مغادرة «المانشافت” من الدور الأول، وقبل ذلك كانت هناك عدة مؤشرات بخصوص تغير خارطة كرة القدم، خاصة بعد عدم تأهل إيطاليا صاحبة التتويجات الكثيرة، وكذا هولندا صاحبة المدرسة العريقة، مع تألق منتخبات لم يكن يحسب لها حساب في السابق، على غرار أيسلندا والسويد وإيران، التي كانت قادرة على الذهاب بعيدا في مونديال روسيا، لولا افتقادها لعامل الخبرة، الذي حسم الأمور لصالح منتخبات أخرى.
• ماهي الأسماء التي لفتت انتباهك في روسيا، ولماذا فشل النجوم في قيادة منتخباتهم نحو المجد ؟
بصراحة، النجم الأول خلال مونديال روسيا، هو قائد منتخب كرواتيا لوكا مودريتش، الذي ظفر بلقب أحسن لاعب عن جدارة و استحقاق مع بروز قائد منتخب فرنسا الحارس لوريس، الذي شد انتباهي بأدائه الراقي، أين لعب دورا حاسما في الفوز بلقب كأس العالم، رفقة ثنائي المحور فاران و أومتيتي ، اللذان كانا منسجمين بطريقة مدهشة ، إلى درجة جعلتهما يقفان سدا منيعا أمام مهاجمي المنتخبات المنافسة، حيث حرموهم من تشكيل أي خطورة على مرماهم ، باستثناء لقاء الأرجنتين الذي تلقت فيه شباك «الديوك» ثلاثية كاملة ، ولكن بعد حسم النتيجة ، صدقوني الأسماء لم تكن في الموعد ، على عكس المجموعة التي صنعت الانجاز ، بدليل فشل رونالدو وميسي في قيادة منتخبيهما إلى أدوار متقدمة، في وقت نجح شبان فرنسا وانجلترا وكرواتيا وبلجيكا في خطف كافة الأضواء.
• ما رأيك في الخيبة العربية والإفريقية ؟
صدقوني، لم أكن أتوقع فشل نيجيريا و السنغال، وبدرجة أقل المنتخب المغربي، في ظل امتلاك المنتخبات الثلاثة لمجموعة لاعبين مميزين ينشطون في أفضل الفرق الأوربية ، على عكس المنتخبين التونسي و المصري، اللذين لم أعلق عليهما آمالا كبيرة خلال هذا المونديال، خاصة وأنهما تأثرا كثيرا بغياب المساكني وصلاح على التوالي، كما أنهما يمتلكان منظومة دفاعية هشة، وهو ما أكدته المباريات، التي تلقوا فيها أهدافا كثيرة، من وجهة اعتقادي “أسود الأطلس” كانوا أفضل منتخب عربي و إفريقي، ولولا وقوعهم في مجموعة الموت السريع، لكان بإمكانهم المرور إلى الثاني، لقد ضيعوا فرصة التأهل بخسارتهم في اللحظات الأخيرة أمام إيران في جولة الافتتاح، على اعتبار أن المأمورية لم تكن سهلة مع البرتغال، التي انهزموا معها بهدف لصفر، قبل أن يخطفوا تعادلا بطعم الانتصار في جولة الختام أمام “لاروخا”.
• هل يمكن القول بأن الخضر أضاعوا فرصة كتابة التاريخ في روسيا، في ظل تدني مستوى غالبية المنتخبات المشاركة؟
أجل أشاطركم الرأي، لأن المنتخب الوطني الذي شاهدناه في مونديال البرازيل 2014، كان متألقا، ولو تأهل إلى روسيا لنشط المباراة النهائية، لقد كنا نمتلك تشكيلة لا تقهر، ولو لم نصطدم بألمانيا في الدور الثاني، لوصلنا إلى أدوار جد متقدمة، خاصة وأننا كنا على موعد مع فرنسا، التي لا تفوز علينا في بطولات من هذا النوع، لقد كان لدينا منتخب منسجم ومدرب محنك، كما كانت توجد هناك تضحيات كبيرة من طرف كافة المجموعة، ولكن المشاكل التي تخبطنا فيها على مدار السنتين الماضيتين، حرمتنا من الاستمتاع برؤية الخضر في روسيا، علينا أن نطوي صفحة الماضي، ونفكر في الكيفية التي تمكننا من استعادة البريق المفقود، خاصة وأننا نعلم مدى ارتباط الجماهير بهذا المنتخب، الذي أسعدها في الكثير من المناسبات.
• بالحديث عن مستقبل المنتخب الوطني، من تراه الأنسب لخلافة رابح ماجر ؟
لم نجرب أفضل المدارس الأوربية في التدريب، على غرار المدرسة الهولندية، التي تمتلك مدربين متميزين، وهنا أرى بأن العمل مع أحدهم قد يمنحنا ما نريده، وبالحديث عن هؤلاء، أنا أتمنى أن يكون خبر التفاوض مع الهولندي فان مارفيك صحيحا، كون الأخير يمتلك كافة المواصفات، التي تمكنه من النجاح مع الخضر، فهو مدرب عالمي، ويملك سجلا تدريبيا ثريا، حيث قاد المنتخب الهولندي لنهائي كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، الذي انهزم فيه بهدف لصفر أمام المنتخب الإسباني، كما نجح في تأهيل الأخضر السعودي إلى مونديال روسيا، قبل أن ينسحب في آخر المطاف، في ظل عدم اتفاقه مع القائمين على شؤون الاتحادية السعودية.
مارفيك مدرب كبير وصاحب شخصية قوية، ولكن التساؤل المطروح هل نحن كجزائريين لا نزال نمتلك الرغبة في النجاح؟، وهل بإمكاننا أن نترك مدربا من هذا النوع يعمل في أجواء مريحة؟، دون أن ننسى مصداقيتنا التي افتقدناها، وهو ما يجعلني أخشى على “الفاف” من عدم مقدرتها على إقناع هذا المدرب، كونه سيخشى سيناريوهات من سبقوه، حيث تداول على العارضة الفنية للخضر خمسة مدربين في أقل من سنة، يجب أن نعترف بأن سمعتنا أصبحت سيئة، وهنا أعود إلى الفرنسي هيرفي رونار، الذي كان بالأمس القريب يحلم بتدريب الخضر، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، لنجد الأخير ينشر بيانا يغلق فيه كافة الأبواب في وجهنا.
• كيف تفاعلت كإعلامي متميز في أحد كبرى القنوات العالمية مع خبر انتقال رياض محرز إلى بطل «البريمرليغ» مانشستر سيتي، وهل ترى لاعب الخضر قادرا على البروز، وضمان مكانة ضمن نجوم الصف الأول ؟
انتقال محرز إلى «السيتي» مكسب كبير للكرة الجزائرية، على اعتبار أن الأمر يتعلق بأحد أقوى الفرق الأوروبية في الوقت الراهن، كما أن اللعب لبطل “البريمرليغ” الموسم الفارط، ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، خاصة إذا ما علمنا بأن هذا النادي يشرف عليه أفضل مدرب في العالم بيب غوارديولا، الذي أصر على انتداب محرز، لأنه يعرف مستواه، ويريده أن يكون في نفس أدوار ميسي لما كان يدربه في برشلونة، الكرة في مرمى محرز الآن، من أجل التأكيد بأنه أفضل لاعب عربي و إفريقي، كما أن كافة الظروف ملائمة للنجاح، كون طريقة لعب مانشستر سيتي تساعده، حيث سيحظى بالدعم المطلوب، على عكس ما كان عليه الحال في ليستر، التي كان يدافع فيها بشكل مفرط، ما ينعكس بالسلب على مردود الهجومي، أنا أتمنى لفخر العرب كل التوفيق، كما أوجه رسالة إلى القائمين على شؤون المنتخب بمنح محرز الدور القيادي مستقبلا، علينا أن نشعره بأنه النجم الأول، حتى نستفيد منه بشكل أكبر.
• في الختام، كيف ترى “الليغا” الإسبانية الموسم القادم في غياب نجمين مثل زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو ؟
التحاق رونالدو بالعملاق جوفنتوس مكسب كبير للكرة الإيطالية، التي ارتفع أسهمها بقدوم أحسن لاعب في العالم، الذي لا يمكن مقارنته بأحد، كونه يعمل كثيرا، ويمتلك طموحا غير محدود، كما أنني متأكد بأنه سيفيد اليوفي كثيرا في مسابقة رابطة الأبطال، في ظل الخبرة التي اكتسبها مع الريال، الذي خسر أحد أفضل لاعبيه على مر التاريخ، وأما بخصوص القرار المفاجئ لزين الدين زيدان بوضع حد لمسيرته التدريبية الناجحة مع الريال، فذلك يؤكد بأن زيدان كان ولا يزال نجما مختلفا عن الآخرين، لقد أجريت معه مقابلات عديدة، وأعرفه عن قرب، ولكن لا أحد كان يتوقع استقالته من الملكي الذي قاده لإنجاز تاريخي غير مسبوق من خلال التتويج بثلاثة نهائيات لرابطة أبطال أوروبا، تاريخ الكرة العالمية سيظل يحتفظ بالكيفية التي بدأ بها زيدان التدريب، وبالطريقة التي غادر بها الريال، هو مدرب خجول و متواضع، ولا ينكر أصوله الجزائرية، رغم أنه لعب لمنتخب فرنسا.
حاوره: مروان. ب