الخبــز بـ 30 دينــارا و نـدرة في حليـــب الأكيـــاس
سجلت مختلف ولايات الوطن استجابة متفاوتة للمناوبة خلال يومي عيد الأضحى، من طرف التجار، حيث لم يتمكن المواطنون في العديد من البلديات من اقتناء مادة الخبز، التي وصل ثمنها إلى 30 دينارا ببعض النقاط، و غابت الخضر و الفواكه عن رفوف المحلات خاصة في اليوم الأول، في حين تعذّر على عشرات الأشخاص بلوغ وجهاتهم بسبب نقص وسائل النقل، و اشتكى آخرون من انقطاعات التيار و جفاف حنفياتهم.
و تراجع النشاط التجاري خلال يومي عيد الأضحى بالعاصمة بشكل ملفت للانتباه، وأوصد معظم التجار محلاتهم خلال اليوم الثاني، للتفرغ لتبادل تهاني العيد، حيث عمّ الركود أغلب أحياء والشوارع، بما يوحي بأن الاستجابة لنظام المداومة اقتصرت على الفترة التي تلت مباشرة نحر الأضحية، حيث التزمت المخابز بالعمل صباحا، كما ضمن تجار المواد الغذائية تزويد المواطنين بمختلف اللوازم، ليتفرغ جلهم نهار أمس لإحياء هذه المناسبة الدينية في أجواء عائلية، فيما التزم بعض الجزارين بفتح القصابات لتقطيع لحم الأضاحي.
كما تراجعت حركة النقل الخاص الرابط ما بين البلديات والأحياء على مستوى العاصمة، باستثناء النقل العمومي عبر شبكتي الميترو والتراموي، وساهمت أيضا الحرارة المرتفعة في انكماش تنقل الأشخاص، لا سيما وأن العيد صادف هذه المرة عطلة نهاية الأسبوع، مما منح لأغلب الأسر الوقت الكافي لتبادل التهاني والزيارات العائلية.
نسبة المداومة تصل إلى 95 بالمئة بقسنطينة
و بقسنطينة، لاحظنا أن النسبة الأكبر من محلات المواد الغذائية و المخابز كانت مغلقة في اليوم الأول من العيد، خاصة خلال الصبيحة، أين انعدمت الحركة التجارية، إلى غاية الساعة الرابعة أو الخامسة مساء، حيث فتح بعض التجار محلاتهم، مع تسجيل ندرة كبيرة في الخبز و الحليب، و لو أن الأمر لم يشكل أزمة، لأن معظم المواطنين أخذوا احتياطاتهم، و تزودوا بهذين المادتين قبل العيد.
أما خلال اليوم الثاني، فقد سجل انفراج في الحركة التجارية، خاصة بالنسبة للمخابز و محلات التغذية العامة التي كانت مفتوحة طيلة النهار بأغلب الأحياء، رغم استمرار تسجيل نقص في بعض المواد على غرار الخضر و اللحوم، و قد فتحت المقاهي أبوابها، و نفس الأمر بالنسبة للأكشاك و محلات الخدمات.
من جهة أخرى، شهدت محطات النقل الداخلية بقسنطينة صباح أول أيام العيد، حركة شبه منعدمة، حيث خلت نهائيا من الحافلات و حتى سيارات الأجرة، ما أجبر المسافرين على اللجوء إلى سيارات «الفرود» رغم قلتها، فيما عاد أغلب سائقي «الطاكسي» إلى العمل في الفترة المسائية، و عرف الوضع انفراجا نسبيا يوم أمس، بعودة عدد كبير من الناقلين للنشاط، كما ساهم «الترامواي»، في التقليل من أزمة النقل بين وسط المدينة و حي زواغي و المناطق المجاورة لهما.
و أكد عضو اتحاد التجار بالولاية عبد العزيز بوقرن، في اتصال بالنصر، بأن الالتزام بالمناوبة كان ضعيفا نسبيا، خلال أول أيام العيد، لانشغال التجار مع عائلاتهم، غير أن معظمهم استجابوا، حسب تأكيده، يوم أمس، و فتحوا المحلات، و حتى المخابز المبرمجة للعمل، زاولت نشاطها بشكل عادي، حيث بلغت نسبة الاستجابة حسب محدثنا 95 بالمئة، كما ساهمت مؤسسة «خبز على المائدة» الخاصة، في توفير الخبز خلال يومي العيد، من خلال تسخير بعض نقاط البيع و كذا شاحنات متنقلة بعدد من الأماكن.
ارتفاع في أسعار الخضر و الفواكه
أما بولاية سكيكدة فقد سجلت ندرة في حليب الأكياس، بينما عرفت بعض المدن تذبذبا في التموين بمادة الخبز، أين وصل سعر الخبزة إلى 20 دج، أما أسعار الفواكه فشهدت ارتفاعا كبيرا، و تراوحت بين 300 دج 700 دج للعنب و التفاح والموز والأجاص.
واستجاب التجار لنظام المداومة بصورة عادية في معظم مدن الولاية، حيث فتحت المحلات أبوابها، كما هو الحال بالنسبة لحركية النقل المسافرين سواء شبه الحضري أو بين البلديات، باستثناء الخطوط الرابطة بين الولايات التي عرفت تذبذبا نوعا ما.
و لم يختلف الوضع كثيرا بولاية برج بوعريريج، فقد سجل نقص كبير في وسائل النقل نحو بلديات أقصى الجهة الغربية و بالجهة الشمالية، على غرار تفرق و الماين، ما اضطر المواطنين إلى استئجار سيارات «الفرود» بتكاليف مرتفعة لمعايدة أهاليهم.كما سجل شلل شبه تام في الحركة التجارية، لتفرغ التجار لقضاء يوم العيد مع عائلاتهم، ما أثر بشكل لافت على تلبية احتياجات المواطنين، خاصة ما تعلق بمادتي الحليب و الخبز، رغم تأكيد مديرية التجارة على تكليف أصحاب المحلات و المخابز بالمداومة.و بتبسة، التزم عدد هام من أصحاب محلات بيع المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك والخضر والفواكه بالإضافة إلى المخابز، بضمان المداومة، في حين عرفت بعض البلديات نقصا كبيرا في التموين بالماء، لاسيما بالشريعة، ما حول عيد الأضحى إلى معاناة، خاصة بعد أن انقطع التموين من الشاحنات المزودة بمياه الصهاريج التي ارتفع سعرها.
تكدس الخبز وأزمة نقل بين البلديات
من جهة أخرى، أكدت أمس مديرية التجارة لولاية سطيف، احترام مداومة عيد الأضحى بنسبة مئة بالمئة، من خلال الزيارات الفجائية التي قام بها أعوان الرقابة خلال اليوم الأول ونصف اليوم الثاني من العيد، عبر نقاط مختلفة من بلديات سطيف، خاصة بعاصمة الولاية، حسبما أفاد به نائب مدير التجارة عبد الغني عقبة للنصر.في المقابل اشتكى أصحاب المخابز بسطيف، من تكدس الخبز في الرفوف وكساده خاصة خلال اليوم الأول من العيد، حيث عزف المواطنون عن اقتنائه بعد أن اشتروه بكميات مضاعفة عشية المناسبة، إضافة إلى إعداد ربات البيوت الخبز التقليدي «خبز الدار»، الأمر الذي أدى إلى تكبدهم لخسائر كبيرة.
كما تم تسجيل أزمة نقل حادة، خاصة بالمناطق البعيدة، و رفض عشرات أصحاب الحافلات الرابطة بين البلديات العمل، سيما في اليوم الأول، ما جعل المواطنين يستنجدون بسيارات الأجرة و»الفرود»، في وقت لم يجد السكان القاطنون بمدينة سطيف مشكلا في النقل، خاصة بدخول التراموي حيز الخدمة.
مواطنون يشتكون من تلف لحوم الأضاحي بسبب انقطاعات الكهرباء
و عاشت ولاية الطارف يومي العيد أزمة في التموين بشتى السلع، بعد أن صدت العديد المتاجر أبوابها، رغم قرار مصالح التجارة بإلزام أزيد من 200تاجر بالمناوبة و تأكيدها أن 80 بالمئة من التجار التزموا بها، كما عرفت مختلف مناطق الولاية أزمة خبز حادة بعد دخول أغلب المخابز في عطلة طيلة يومي العيد، في حين شهدت تلك القليلة التي عملت، طوابير طويلة، بينما تم عرض الخبز على الأرصفة بمبالغ وصلت إلى 30 دينارا للرغيف الواحد.
من جهة أخرى، عرفت الطارف ندرة حادة في التزود بحليب بأكياس، وهو ما جعل المواطنين يتنقلون إلى المناطق الحدودية لاقتناء كميات من حليب الأبقار لسد حاجياتهم، كما وجد المواطنون صعوبة في التزود بالخضر والفواكه حيث اختفت العربات المتجولة من الشوارع، وهو ما ألهب الأسعار، أين قفز ثمن البطاطا إلى 90 دينارا للكيلوغرام، والبصل إلى 40 دينارا والطماطم إلى 60 دينارا، فيما انقطعت مياه الشرب بعدة أحياء و سجل نقص في وسائل النقل، فيما كانت المناسبة فرصة لسائقي «الفرود» الذين فرضوا أسعارا وصلت إلى 2000 دينار وهو ما أثار امتعاض المواطنين.
إلى جانب ذلك، شهدت ولاية الطارف انقطاعات في التيار الكهربائي دامت لساعات ليلة العيد و خلاله، ما تسبب في إتلاف لحوم أضاحي بعض المواطنين خاصة بالقالة والذرعان وبوحجار، في حين توقف ضخ مياه الشرب ببعض المناطق.
الحليب مفقود و تجار يبيعونه بـ 40 دينارا للكيس
و بولاية سوق اهراس، عرفت الحركة التجارية في عدد من البلديات شللا كبيرا، و لم يتمكن المواطنون من اقتناء الحاجيات الضرورية، على غرار الخبز وحليب الأكياس، الذي وصل سعره الي 40 دينارا بعدد من المحلات، مقابل تسجيل نقص كبير في وسائل النقل بين البلديات، ما صعب على المواطنين الالتحاق بذويهم.
الأمر نفسه لوحظ بولاية المسيلة، إذ شلت خدمة النقل بسبب استمرار إضراب عمال بمؤسسة «سوغرال»، ما أدخل محيط المحطة البرية متعددة الأنماط بعاصمة الولاية في حالة من الفوضى، و هو وضع خلف تذمر المسافرين وحتى الناقلين، و سجلناه أيضا بمحطة النقل الحضري بسبب غياب الحافلات، التي وجدنا عددا قليلا منها بأحياء القطب الحضري و لاروكات واشبيليا، بالمقابل، كانت هناك وفرة في الخبز و التزم العديد من التجار بجدول المناوبة، في حين سجلت ندرة في الخضراوات والفواكه يومي العيد.
و بولاية الوادي، ضمنت الصيدليات و المخابز المناوبة، الخدمات، على مستوى أغلب المناطق، مع بعض التذبذب في عمل حافلات نقل المسافرين بين البلديات خاصة البعيدة عن وسط المدينة، كما نفدت كميات الحليب يوما قبل العيد، و هو ما أرجعه التجار إلى لهفة المستهلكين.
أما بولاية بسكرة، فتميز العيد بارتفاع غير مسبوق في استجابة التجار لنظام المداومة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث توفرت جميع المواد الاستهلاكية خاصة الخبز والحليب، وذلك بفضل الحملات التحسيسية للمصالح المعنية وعملها الرقابي المكثف، وهو الأمر الذي أثار ارتياح المتسوقين كثيرا، خاصة أن معظم الأسعار حافظت على استقرارها خلافا لمناسبات سابقة.
و بوهران لم تسجل أية ندرة في المواد الغذائية العامة أو الخبز، ما عدا بعض الاضطرابات في بعض البلديات، كما كان النقل متوفرا في بعض المناطق وشبه منعدم في أخرى خلال اليوم الاول.
من جهة أخرى، قال المدير الجهوي للتجارة بالنيابة عاشور بوزيدة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أنه قد تمت الاستجابة لبرنامج مداومة التجار بنسبة 99,75 بالمائة خلال أول أيام عيد الأضحى عبر ست ولايات بشرق البلاد، مضيفا أن ما لا يقل عن 5667 تاجرا تم تسخيرهم لتنفيذ برنامج المداومة عبر قسنطينة، تبسة، باتنة و أم البواقي و بسكرة وكذلك خنشلة، حيث شمل 677 مخبزة و تسخير 2905 تاجرا لبيع المواد الغذائية العامة و 46 مطحنة و 17 ملبنة.
المراسلون