تراجع عدد المصطافين بنسبة 50بالمائة بالطارف
كشفت ، أمس ، مصالح الحماية المدنية لولاية الطارف ، عن تسجيلها -خلال موسم الاصطياف لهذه السنة - تراجعا في تعداد المصطافين بنسبة تقارب 50بالمائة ، مقارنة مع الموسم الصيفي للعام الفارط.
وذكر المكلف بالإعلام ، منصوري عبد الغني ، عن تسجيل في الفترة الممتدة ما بين الفاتح جوان ونهاية أوت الفارط، توافد 2.6مليون مصطاف على 15شاطئ محروسا عبر 5بلديات ساحلية ، مقابل 4.7مليون مصطاف السنة الماضية ، وقد حافظ شاطئ المرجان على الريادة كوجهة سياحية مفضلة للمصطافين من أجل الإستجمام والاستمتاع برماله الذهبية ،أين تم تسجيل توافد 340الف مصطاف ، يليها شاطئ القالة القديمة الذي يبقى وجهة العائلات ب343الف مصطاف ،المسيدة ب306الف مصطاف ، النوارس 236الف مصطاف والباقي موزع عبر شواطئ الرمال الذهبية ، البطاح ، الصبي الدراوش بنسب متفاوتة .
حيث عرفت الشواطئ توافدا كبيرا للمصطافين في أوقات الذروة في الفترة الممتدة بين الفاتح جوان و 20جويلية التي تم بها إحصاء أكثر من مليون و370الف مصطاف ، فيما تراجع العدد إلى مليون و84الف مصطاف شهر أوت ، وذلك لتزامن العطلة مع عيد الأضحى المبارك ، الذي تفضل فيه العائلات قضاء هذه المناسبة الدينية ببيوتها.
من جهة أخرى أفاد مصالح الحماية المدنية عن تسجيل توافد أعداد كبيرة من العائلات والمصطافين على الشواطئ الصخرية و غير المحروسة التي باتت وجهة مفضلة للإستجمام رغم خطورتها ،وهذا بالرغم من النصائح والإرشادات المقدمة بتجنب السباحة في هذه الأماكن الخطيرة،الأمر الذي دفع بالمصالح المعنية للقيام بدوريات بالزوارق المطاطية عبر الشواطئ غير المحروسة للاطمئنان على حالة المصطافين وتحسيسهم تجنب السباحة بهذه الأماكن وعدم المخاطرة بحياتهم وبأرواح ذويهم .
وأضافت المصالح المعنية تجنيد إمكانيات مادية وبشرية لتأمين حراسة الشواطئ حماية للمصطافين بما فيها تدعيم الشواطئ الأكثر إستقطابا للمصطافين وعددها سبعة ،وهي المرجان ، المسيدة ، القالة القديمة ، قمة روزة ،الحناية ، البطاح والرمال الذهبية، بزوارق مطاطية وسيارات إسعاف للتدخل عند أي طارئ وحماية للمصطافين .
حيث لم تسجل ولو حالة وفاة بشواطئ الولاية ، عدا 4وفيات الحالة الأولى كانت في شهر جويلية بشاطئ المسيدة خارج أوقات العمل والحالات الأخرى سجلت بشواطئ غير محروسة بكل من فرطاسة وحي 5جويلية ببلدية الشط ، في حين سجلت المصالح المعنية 889تدخلا ، تم خلالها إسعاف 437شخصا من غرق حقيقي ، وإسعاف 223شخصا بعين المكان و تحويل 151شخصات لتلقي العلاج نحو المصالح الصحية .
ولم تخف مصالح الحماية المدنية المتاعب والصعوبات التي واجهها أعوان حرس الشواطئ خلال الموسم الصيفي، خاصة ما تعلق بعدم أخذ المصطافين بالنصائح والإرشادات الموجهة لهم ، خاصة من قبل منظمي الرحلات الشبانية من الولايات الداخلية الذين عادة ما يقصدون الشواطئ في فترة هيجان البحر للسباحة رغم تحذيرهم ومنعهم من السياحة ،إلى جانب عدم تهيئة بعض الشواطئ وعدم تجهيزها بمراكز الحماية ، المراحيض والمياه الشروب وغيرها ،
من جانب آخر أشارت مصادر أخرى أن تراجع عدد المصطافين إلى النصف هذه الصائفة شكل صدمة كبيرة للقائمين على القطاع وللمسؤولين المحليين خلافا لتوقعاتهم، وهم الذين كانوا يراهنون على سنة سياحية متميزة تمحي خيبة المواسم السابقة من خلال إستقطاب أكبر قدر من جحافل المصطافين وتوفير كل شروط الراحة لهم، بالنظر للإجراءات والتدابير التي اتخذتها الجهات المعنية والسلطات المحلية والبلديات الساحلية، بتخصيص عدة عمليات وأغلفة مالية معتبرة ،لتحضير وإنجاح الموسم الصيفي غير أن كل المساعي ذهبت سدى بتغيير المصطافين التقليديين لشواطئ الولاية لوجهتهم لعدة إعتبارات، بعد أن باتت الوجهة المحلية غير مفضلة لعدة أسباب أهمها، العجز الكبير المسجل في هياكل الإيواء ومرافق الإستقبال ، وإنعدام النظافة وعدم توفر المياه الشروب، ما شكل معاناة كبيرة للمصطافين في مواسم سابقة ، علاوة على الإبتزاز الذي أشتكى منه المصطافون جراء غلاء الأسعار وغياب المرافق التجارية، كالمطاعم ومحلات المثلجات و الفصول الأأربعة و كذا فضاءات للترفيه وراحة العائلات .
في حين تحسب لمصالح الأمن العلامة الكاملة لتجنديهم كل الوسائل المادية والبشرية لتأمين الموسم الصيفي من خلال إنتشار أزيد من ألف عون عبر مختلف النقاط والقيام بالدوريات وبحملات مداهمة لأوكار مشبوهة حماية للأشخاص والممتلكات ، حيث لم تسجل طيلة الموسم ولو حالة إعتداء تذكر بفضل المخطط الأمني المسطر ، وهو ما استحسنه المواطنون والمصطافون على حد سواء .
يشار أن مصالح السياحة كانت تتوقع توافد أزيد من 5ملاين مصطاف على الولاية خلال هذه الصائفة ، غير أن المعطيات جاءت مخالفة للتكهنات بالنظر للصورة السياحية السلبية للولاية أمام النقائص المسجلة التي رهنت تحقيق الأهداف المرجوة في غياب إستراتيجة و رؤية واضحة المعالم للنهوض بالقطاع الذي يتعرض لهزات في السنوات الأخيرة، رغم المقومات السياحية للمنطقة التي تؤهلها لتكون قطبا سياحيا بإمتياز. نوري.ح