استخـــراج جثــة متشرّد من قبــو عمـــارة بجنــان الزيتـــون
انتشلت مصالح الحماية المدنيَّة، بقسنطينة، صباح أمس، جثَّة رجلٍ في العقد الخامس من العمر، مات داخل قبو عمارة بجنان الزيتون، حيث اكتشف أمره مؤذِّن المسجد الواقع بالحي، و أبلغ أحد عمال النظافة للدخول ومعرفة سبب الرائحة الكريهة المنبعثة، ليجد الضحية جثة هامدة.
و حسب شهادات سكان الحي، وصهر أحد أشقائه، فإن "إ.ع" البالغ حوالي 60 عاما، عاش حياته متشرِّدا بجنان الزيتون، بعدما بيع البيت العائلي بوفاة والديه، حيث توجّه إخوته للسكن بجهات أخرى بالولاية، لكنّه رفض المغادرة وعاش مشرَّدا، يبيت بموقف الحافلات، ويختبئ عند مجيء الشتاء بالقبو، أسفل العمارة رقم 11، كما عانى مشاكل صحية و صار لا يكلِّم الناس إلا نادرا، حسب ساكنة جنان الزيتون، الذين أكدوا للنصر أنه اختفى عن الأنظار منذ ثلاثة أيام تقريبا، لكنَّ مؤذّن المسجد اشتمَّ رائحة غريبة تنبعث من قبو العمارة، وطلب من عامل نظافة بالمكان الدخول وتقصي الأمر، ليتفاجأ بالجثة منتفخة ومتعفنة، إلى درجة أن الدّود يخرج من ساقها.
واستخرجت عناصر الحماية المدنيّة مدعمة بوسائل التنفس الاصطناعي، الجثة وهي في حالة انتفاخ واضح، بحضور الشرطة العلمية ووكيل الجمهورية، وضابطين، لتحوَّل إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن باديس، وسط حالة من الذعر لدى ساكني الحي، خاصة مع انتشار رائحة التعفن القوية، كما عبر العديد منهم عن شفقتهم لحال الضحية الذي قضى، حسبما أكدوه للنصر، 30 عاما من حياته دون مأوى، ولا رعاية صحية أو اجتماعية.
فاتح خرفوشي