أب يُقدّم ابنه المتورّط في سرقــة مجوهـرات و أمـوال للعدالــة
سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة 4 سنوات سجنا نافذا، في حق شخصين ضمن شبكة مختصة في السطو على المنازل بحي خرازة التابع لبلدية البوني، و3 سنوات لشريكيهما أحدهما في حالة فرار، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 22 سنة، خططوا لسرقة فيلا سيدة تقيم بمفردها و ذلك في ليلة 27 من رمضان أثناء تواجدها في بيت أختها لتناول وجبة الإفطار، حيث تمكنوا من الاستيلاء على مجوهرات و أموال بالعملة الوطنية و الصعبة و مفتاح سيارة سياحية، إلى جانب أجهزة رقمية.
و اكتشفت خيوط القضية، حسب ما دار في جلسة المحاكمة، بعد اعتراف والد أحد المتهمين و التقرب من الضحية لإرجاع جزء من المسروقات و هي القضية التي التمست فيها النيابة العامة 7 سنوات سجنا نافذا في حق المتهمين، عن جناية تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية السرقة المقترنة بظروف التعدد و الليل و الكسر. و تم معالجة القضية بعد قبول الطعن بالنقض على مستوى المجلس.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 20 ماي 2017 و تحديدا في ليلة 27 من رمضان، و في حدود الساعة الحادية عشر و 45 دقيقة ليلا، تقدمت الضحية (ل.ر) أمام مصالح الأمن الحضري الخارجي بخرازة، من أجل الإبلاغ عن تعرض مسكنها الواقع بحي خرازة إلى السرقة، مما استدعى تنقل عناصر الشرطة القضائية لإجراء المعاينات و رفع البصمات بمسرح الجريمة.
و استنادا لما جاء في جلسة المحاكمة، فقد تقدمت الضحية بعد 10 أيام من الوقائع إلى مصالح الشرطة مرة أخرى، بسبب ظهور معطيات جديدة في الشكوى المرفوعة ضد مجهول و المتعلقة بسرقة منزلها، و أفادت بأن المسمى (ب.خ) والد المتهم (ب.م)، حضر لمنزلها و هو منفعل و يبكي، و سلمها جزء من المسروقات، و أخبرها بأن ابنه سالف الذكر، متورط في عملية السرقة رفقة أشخاص آخرين. و استغلالا للمعلومات المصرح بها، فقد باشرت عناصر الأمن تحرياتها، حيث أفضت إلى تحديد هوية المشتبه فيهم و يتعلق الأمر بكل من، (ب.م) و (ع.م) و (ح.ع.ا) و (ن.ا) ما سمح بتوقيفهم.
و لدى سماع الضحية (ل.ر) أمام هيئة المحكمة، صرحت بأنها تقيم لوحدها في خرازة، و بتاريخ الوقائع غادرت مسكنها في حدود الساعة الرابعة مساء، باتجاه مسكن أختها بحي الصفصاف لتناول وجبة الفطور، بعد تفقدها لجميع الأبواب و النوافذ و التأكد من أنها مغلقة و عند عودتها إلى منزلها حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، لم يلفت انتباهها أي شيء، و عندما اقتربت من المطبخ، لاحظت بأن طوابق وضع الخضر التي تعودت دائما على إلصاقها بباب المطبخ المؤدي إلى ساحة الخلفية، ليست في مكانها فراودها الشك و لما اقتربت وجدت باب المطبخ مفتوحا، و السلسلة الحديدية و قفلها غير موجودين، فتأكدت من أن مسكنها تعرض للسرقة، فاتجهت مباشرة إلى غرفتها التي تضع فيها المجوهرات، فوجدت الحقيبتين اللتين تضع فيهما المصوغات غير موجودتين، فيها أطقم ذهبية، و ألماس و مبالغ مالية بالتونسي و 200 أورو، بالإضافة إلى مبلغ مالي يقدر بـ 8 ملايين سنتيم، و كاميرا رقمية و مفتاح السيارة، فتوجهت مباشرة إلى مصالح الأمن بخرازة، لتقديم شكوى.
و لدى استجواب المتهمين الثلاثة الموقوفين، أنكروا التهمة المنسوبة إليهم، و صرحوا بأنهم لا يعرفون الضحية و لم يقوموا بالتخطيط لسرقتها.
حسين دريدح