«هناك جهل تام بتاريخ الجزائر ببلدان المشرق والخليج»
نشط الكاتب والباحث محمد حسين طلبي، زوال أمس، ندوة أدبية بعنابة، عرض فيها مسيرة 50 سنة من ترحاله في بلاد المشرق العربي ودول الخليج، درس فيها وعمل كمهندس في البناء، لكن اهتماماته الأدبية جعلته يغوص في هذا الحقل، ويحاول نقل ما عايشه منذ كان طفلا إبان الاستعمار الفرنسي، وكذا تجاربه بعد إرساله للدراسة في سوريا سنة 1968لتسويق صورة الجزائر العظيمة حسب تعبيره.
وقال طلبي في تصريح للنصر» عشتُ إبان الثورة حالة مازالت تتلبسني ليلا و نهارا، حاولت أن اكتب عنها، ولكنها ما تزال تتملكني ، فتحولت إلى حالة أعم لتشمل الوطن ككل، وهي محاولة التعريف بالجزائر لأنني من خلال معايشتي للبلدان التي مررت بها، تبين لي أن هناك جهل تام لبلد مهم جدا وعظيم جدا وهو الجزائر».
وأضاف محمد طلبي «انتقلت إلى التعريف بالجزائر من خلال كتابتي والمحاضرات التي ألقيها ومجموعات اللقاءات الصحفية والتلفزيونية، صار هذا الأمر عندي نوع من الإدمان وصار عندي شبه اختصاص في هذا الموضوع، لتسويق أو تعريف الناس بالجزائر، وكل ما عرفت أجد نفسي مقصرا، لأن وطنا وتاريخا فيه من الأحداث تبقى لسنوات وأنت تعرف وتظل مقصرا .
وفي رد على سؤال للنصر عن درجة جهل الأشقاء العرب بتاريخ الجزائر قال طلبي « نحن لدينا اليوم أجيال في الجزائر جاهلة بتاريخها وما بالك في بلدان الخليج والمشرق العربي، وهذا شيء مؤسف لا تغتر بما يُكتب من عناوين، لكن في الواقع الناس جاهلة بتاريخ الجزائر.
و أشار المتحدث « أنا كلما أزور الجزائر أعد تحقيقات عن المدن الجزائرية، نحن لا نعوض الدولة طبعا، لكن كمجتمع مدني و وطني علينا واجب وهو أن نقوم بالتعريف بالوطن، وأينما وجدنا ثغرة نحاول أن نسدها لا أكثر ولا أقل».
وعلى هامش الندوة أهدى محمد حسين طلبي للحضور كتابين مجانا، من إصدارته الأخيرة، الأول بعنوان « باب توما باب الفرج» وهو يتألف من 348 صفحة صادر عن دار النعمان للطباعة والنشر، يتحدث عن «باقة ذكريات من سوريا»، ويقول طلبي في هذا الشأن « أنا عشت في سوريا هذا البلد مهم جدا لأنه احتضن الجزائر ولا يزال منذ التاريخ القديم، هناك جزائريون احتضنتهم سوريا والعكس، والأهم من هذا هناك رئيس الجمهورية العربية السورية الأسبق نور الدين الأكاسي كان طبيبا عندنا في الجزائر إبان الثورة، أيضا رئيس الوزراء يوسف زعين كان طبيبا في منطقة عين الكرمة بضواحي عنابة، كان في الجزائر أهم 3 شخصيات رئيس جمهورية ورئيس وزراء و وزير خارجية، كأطباء متطوعين خلال الثورة الجزائرية، أيضا إبراهيم ماخوص وهو طبيب مشهور، كان في مستشفى مصطفى باشا توفي منذ 3 سنوات، كل هذه الحقائق موجودة في هذا الكتاب». أما الكتاب الثاني « دنيا بنت العرب» ينتقد الوضع العربي بشكل عام.
وقد حضر الندوة المنظمة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، أمس، مثقفون و جامعيون، ومدير الثقافة إدريس بوديبة الذي كان منشطا للندوة.
تجدر الإشارة إلى أن المهندس والكاتب حسين طلبي عاش في المشرق العربي 12 سنة، و 38 سنة بين دولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة، ابن مدينة بونة له 18 اصدارا ، هو من مواليد 1948 بعين ملوك، كان تلميذ جمعية العلماء المسلمين بعنابة، ودرس بثانويتي القديس أوغستين وعبان رمضان بالجزائر العاصمة، و ثانويتي أمية بدمشق والمأمون بحلب، وهو خريج كلية الهندسة الميكانيكية بحلب عام 1976، عمل في مركب الحجار حتى عام 1981 و عمل بالكويت، كما اشتغل بوزارة التكوين المهني 1993، في ذات السنة هاجر إلى الإمارات العربية المتحدة ولا يزال مقيما فيها، يهتم محمد حسين طلبي إلى جانب وظيفته كمهندس بالكتابة والبحث في التاريخ الجزائري. حسين دريدح