مريض من قسنطينة ينتظر منذ سنتين إجراء عملية جراحية استعجالية في شرايين القلب
يعاني ابن ولاية قسنطينة وليد سوكي ،66 عاما ، منذ أكثر من سنتين من انسداد في شرايين القلب إلى جانب ارتفاع الضغط الدموي و السكري، وقد خضع لعلاج طويل دون أن تتحسن حالته ، التي وصفها الأطباء بالحرجة، ما يجعله في حاجة ماسة لعملية جراحية إستعجالية، لا يجريها على الصعيد الوطني، كما أكد للنصر، سوى جراحين إثنين أحدهما بوهران و الثاني بالمؤسسة الاستشفائية المختصة الدكتور معوش محند أمقران بالعاصمة.
المريض قال إنه توجه إلى المؤسسة الأخيرة عدة مرات، لكن مسؤوليها ، حسبه، تأخروا في تحديد موعد له لإجراء العملية، مما جعل وضعه يزداد سوءا، و أصبح مهددا بالإصابة بجلطة دماغية أو الموت المفاجئ، كما أكد له أطباء أمراض القلب و الشرايين بولايته قسنطينة.
الشيخ يتوجه عبر النصر، بنداء استغاثة إلى الجهات المسؤولة ، لأن وضعه الصحي جد معقد ، فهو يعاني من انسداد أربعة شرايين على مستوى القلب، و خضع في السنتين الماضيتين، لثلاث عمليات جراحية، من أجل تركيب جهاز تنظيم نبضات القلب، اثنتين على مستوى مستشفى عنابة، و الثالثة في عيادة خاصة بولاية سطيف، و قد كشفت التحاليل و الأشعة، بأن الشريان الموصول بالدماغ المسؤول عن نقل الدم ، هو الآخر مصاب ، فقد انكمش بنسبة 91 بالمئة، ما يعرقل وصول الدم إلى مخه ، و أكد له الأطباء بأنه بحاجة ماسة لعملية جراحية استعجالية ، تجرى على مستوى مستشفيين فقط ، أحدهما في العاصمة، و الثاني في وهران.
و أوضح المريض للنصر التي زارته مؤخرا في منزله بحامة بوزيان، بأنه توجه سنة 2016 إلى المؤسسة الاستشفائية المختصة الدكتور معوش محند أمقران بالأبيار بالعاصمة، باعتبارها متخصصة في جراحة القلب و الشرايين ، مصحوبا بملفه الطبي و توصية من طبيبه المعالج ، مفادها أن حالته الصحية جد معقدة و هو بحاجة لعملية استعجالية.
و أضاف المتحدث بأن الطبيب الجراح اطلع على ملفه الطبي و طلب منه عددا من التحاليل و الأشعة، فقام بها و أحضر النتائج إلى المصلحة المتخصصة، ليتم إخضاعه لمعاينة من قبل طبيب التخدير، على أساس أنه سيخضع للعملية بعد أيام، كما قال ، و ظل ينتظر على أحر من الجمر، لكونه لم يعد يستطيع المشي، أو بذل أدنى جهد.
و أضاف وليد سوكي بأن حالته، لم تأخذ بجدية المطلوبة، و تفاجأ خلال تنقله إلى العاصمة للاستفسار عن موعد إجراء العملية ، بضياع ملفه ، و هو ما زاد من تأزم وضعه الصحي ، و قام بكل ما بوسعه من أجل البحث عن الملف، لكن دون جدوى.
و خضع المريض مجددا للكشف بالتحاليل و الأشعة، و نقلها إلى المصلحة، عندئذ أخبره طاقم المستشفى بأنه تم العثور على ملفه الطبي، مضيفا بأن كل هذه العراقيل و التنقل المستمر إلى العاصمة ، أثر على وضعيته الصحية، خاصة و أن الأطباء المتابعين لوضعه، نصحوه بتجنب السفر والإرهاق .
و بينت نتائج التحاليل، كما قال له الأطباء، بأن الشريان الرئيسي الموصول بالمخ أصبح ضيقا جدا ، و بأنه معرض للموت المفاجئ أو الإصابة بجلطة دماغية أو شلل نصفي ، خاصة و أنه يعاني من ارتفاع الضغط الدموي و السكري و يخضع لثلاث حقن أنسولين يوميا.
الشيخ وليد القاطن ببلدية حامة بوزيان ولاية قسنطينة ، أكد بأن تأخر إجراء العملية لمدة فاقت سنتين، عطل خضوعه لجراحة أخرى كان سيجريها بقسنطينة ، للتخلص من انسداد شرايين القلب، غير أن الطبيب الجراح رفض القيام بها، بعد أن اكتشف بأن الشريان الموصول بالرأس، لا يمرر الدم بنسبة 91 بالمئة، و ذلك يؤدي إلى الموت الفوري أثناء العملية ، ليجد نفسه بين المطرقة و السندان ، في رحلة بحث عن الشفاء بين مستشفى العاصمة و قسنطينة، دون تحقيق أية نتيجة.
و أشار المريض إلى أنه ينتقل بمفرده بصفة دورية إلى العاصمة ، علما بأنه يعاني أيضا من مشكل على مستوى الرجل ، و سبق له و أن خضع لعملية جراحية لتركيب جهاز لمساعدته على المشي ، داعيا الجهات الوصية للتدخل العاجل من أجل تسهيل إجراء عملية الشرايين بالعاصمة.
وعود بالتكفل في أقرب وقت بالحالة
النصر اتصلت بمصلحة جراحة الأوعية على مستوى المؤسسة الإستشفائية المختصة الدكتور معوش محند أمقران بالعاصمة، فأكد لنا مصدر طبي بأن المريض سوكي وليد خضع للمعاينة الطبية الأخيرة في 12 نوفمبر 2017، و طلب منه الطبيب إعادة إجراء بعض التحاليل لأن تلك الموجودة في الملف قديمة ، في انتظار تحديد موعد له، غير أن المصلحة كانت تخضع لأشغال تهيئة، ما تسبب في تأخر إجراء عديد العمليات الجراحية.
و أضاف المصدر بأن برمجة العمليات تتطلب بعض الوقت، عقب وضع الملف الطبي ، نظرا للضغط الكبير الذي تشهده المؤسسة، حيث يقصدها المرضى من مختلف ولايات الوطن، لكونها المصلحة الوحيدة بالعاصمة و الثانية على الصعيد الوطني بعد مستشفى بوهران، التي بإمكانها القيام بالعملية الجراحية التي يحتاج إليها المريض وليد سوكي على مستوى الرقبة ، و طلب ذات المصدر من هذا المريض التوجه إلى المؤسسة يوم الاثنين المقبل لإتمام ملفه الطبي و التكفل بحالته في أقرب وقت ممكن.
أسماء بوقرن/تصوير / الشريف قليب