كيف تصنع الشعوب مستبديها في "سحارة الدمى"
طرحت مسرحية «سحارة الدمى» لنادي مسرح نزوى من سلطنة عمان يوم أول أمس بالمسرح الجهوي بقسنطينة فكرة كيف تبني الشعوب مستبديها وتصنع منهم دكتاتوريين عبر مدحهم والثناء عليهم بشكل كبير، دون إنجازات على أرض الواقع وعدم محاسبتهم ،وذلك في ظل صراع إنساني قائم على ازدواجية المعايير، ليشبّهوا الوطن بعلبة ألعاب صغيرة يتحكم فيها شخص يتصوّر نفسه، أفضل من يمكن له، أن يحكم فئات المجتمع الضعيفة.
استهل العرض الذي يندرج ضمن المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، بصعود ممثلين للخشبة والتي هي عبارة عن «سحّارة» أو مكان لتجميع لعب الأطفال ليعم المرح والفرح أرجاء الركح، لكن الوضع لم يستمر طويلا، حيث يتم ممارسة القمع عليهما من قبل حاكم جديد، أخبرهما من خلال خطابه، بأنه سيضمن لهما حياة سعيدة و وعد بزوال الحياة القاسية التي عاشها من قبل.
رغم أن العرض بدا هادئا في البداية، إلا أن شخصية الديكتاتور لا تلبث أن تتحوّل إلى شخصية مرضية ونرجسية، يتحوّل معها ركح المسرح المليء بالدمى إلى وطن يعاني من الاضطهاد والظلم لتظهر في الأخير الرغبة في الثورة ضد الحاكم.
المسرحية حاكت واقع الربيع العربي وحاولت أن ترصد نفسيات الحكام الذين لم يتخلوا عن الحكم و واقع الشعوب الضعيفة التي ترغب في الحرية، لكنها لا تعرف الطرق الفعالة لفعل ذلك فينتصر بذلك الدكتاتور أو تعم الفوضى بزواله.
حمزة.د