عسكري الأمم المتحدة يحاول حل النزاعات الزوجية
ظهرت الدلالات السياسية التي حاول طلاب جامعة سوسة التونسية إيصالها جليا، منذ بداية مسرحية «عسكري الأمم المتحدة في بيتي» ، والتي عرضت سهرة الثلاثاء بالمسرح الجهوي بقسنطينة ، ضمن المهرجان الوطني للمسرح الجامعي في طبعته العربية. المسرحية تناولت الآثار السلبية للتدخل الأجنبي في الخلافات الداخلية للدولة الواحدة، و تطرّقت في جل مراحلها، التي دامت أكثـر من ساعة، إلى الخطوات التي تمهد لتكريس الصراع بحجة حماية الأقليات، و هي الخطوات التي بدأت إرهاصاتها الأولى بتدخل هيئة الأمم المتحدة و إرسال القبعات الزرق من أجل تكريس السلام. أحداث المسرحية، بدأت بخلاف طفيف ما بين زوجين، إثر غيرة مبالغ فيها من الزوجة ليأتي إعلان هيئة الأمم المتحدة، بأنها أصبحت تهتم بالقضايا الأسرية كما تهتم بالقضايا الدولية وتنتهج نفس الأسلوب الذي أثبت عدم نجاحه مرات كثيرة. و لعل من المشاهد التي استوقفت الجمهور، تلك التي قام خلالها، جندي بقبعة زرقاء بإملاء الحلول المختلفة على الزوجين، حيث منع عنهم المرحاض، كما نام عسكري الأمم المتحدة مع الزوجين في نفس السرير وذلك لتطمين الرأي الدولي بعدم وقوع مناوشات أثناء الليل، حينها تعجبت الزوجة بالوافد الجديد على السرير وتحاول أن تشعل الغيرة في قلب زوجها الذي كان متحمسا في البداية لوجود عسكري الأمم المتحدة في بيته وذلك لينقده من غضب زوجته العصبية. المسرحية مليئة بالإيحاءات السياسية، كما أن مصطلحات هيئة الأمم المتحدة طغت على الحوار مثل “منطقة فصل” و“منطقة محظورة”، و هو ما جعل البيت الزوجي يبدو كالوطن الواحد المنقسم على نفسه، إذ لم تستوعب الهيئات الدولية خصوصيته، و بدأت مباشرة في اقتراح الحلول و فرضها دون فهم عميق لطبيعة الصراع أو نوعيته.
حمزة.د