مسلسل "السوسبانس" يتواصل داخل الآفلان
أجّلت الغرفة الإدارية لمحكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، أمس الفصل في القضية التي رفعها معارضون داخل حزب جبهة التحرير الوطني لمنع عقد المؤتمر العاشر للحزب إلى غاية الأربعاء المقبل 27 ماي ، أي عشية انطلاق أشغال المؤتمر العاشر.
للمرة الثانية تؤجل الغرفة الإدارية لمحكمة بئر مراد رايس بالعاصمة الفصل في الصراع الدائر داخل بيت الحزب العتيد المتعلق بالمؤتمر العاشر للحزب المقرر نهاية ماي الجاري، فقد أجلت المحكمة أمس الفصل في الدعوى التي رفعها معارضو الأمين العام عمار سعداني من أجل منع عقد المؤتمر إلى غاية الأربعاء المقبل، أي قبل يوم واحد فقط عن انطلاق اشغال المؤتمر المقرر يوم الخميس 28 ماي بالقاعة البيضوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف.
ويزيد هذا القرار الصادر عن المحكمة من حالة «السوسوبانس» التي تخيم اليوم على كل هياكل ومناضلي وإطارات الآفلان قبل أسبوع واحد فقط عن المؤتمر العاشر الذي اختلف حوله الإخوة الفرقاء، وكان المعارضون من جناح عبد الرحمان بلعياط وعبادة وغيره يتوقعون صدور حكم نهائي اليوم مهما كان نوعه، لأنهم كانوا يعتزمون في حال لم يكن في صالحهم الاستئناف أمام مجلس الدولة، ما يعني حسب مصادر مقربة منهم تأجيل المؤتمر في كل الأحوال، مادام أن العدالة لم تفصل في الصراع القائم داخله.
لكن قرار المحكمة بتأجيل النطق بالحكم في الدعوى التي رفعوها ضد سعداني بغية منع عقد المؤتمر أخلط جميع أوراقهم، ووضعهم في حالة ترقب وقلق كبيرين، لأنه في حال فصلت المحكمة يوم الأربعاء المقبل لغير صالح المعارضة أو ببطلان الدعوى فإن عمار سعداني يكون قد تفوق عليهم ونجح في عقد المؤتمر، لأنه لن يكون لهم الوقت الكافي للقيام بأي خطوة أخرى، وبالتالي فإن نهايتهم السياسية ستكون محتومة.
ويتزامن تاريخ 27 ماي مع عقد أخر دورة للجنة المركزية الحالية، حيث ستلتئم اللجنة المركزية في الثالثة زوالا بالقاعة البيضوية للمصادقة على اللوائح والنصوص التي ستقدم للمؤتمرين، وهذا عشية عقد المؤتمر.
ونشير فقط أن أعضاء من اللجنة المركزية للحزب يقودهم عبد الرحمان بلعياط كانوا قد أودعوا قبل ثلاثة أسابيع دعوى استعجالية لدى الغرفة الإدارية لمحكمة بئر مراد رايس لمنع عقد المؤتمر العاشر للحزب مباشرة بعد إعلان سعداني عن تاريخ المؤتمر، لكن المحكمة لم تفصل في الدعوى وأجلتها مرتين.
وكانت أسماء ثقيلة في الآفلان على غرار صالح قوجيل، عبدالكريم عبادة، وبوعلام بن حمودة وبلعياط وأعضاء من اللجنة المركزية قد ناشدوا قبل أيام قليلة رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة التدخل لتأجيل المؤتمر العاشر للحزب، كما عمدوا أول أمس إلى خلق كتلة سياسية موازية داخل المجلس الشعبي الوطني، لكن يبدو أن قطار عمار سعداني انطلق لن يتوقف قبل الوصول الى المحطة النهائية.
محمد عدنان